القطيعة بين الانسلاخ عن الذات والذوبان بالغرب
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

المتبادر من كلمة القطيعة هو المدلول السلبي ويعني الانسلاخ عن الذات والهوية بالاخص الانسلاخ عن الماضي وان كلمة الماضوية لها مدلول سلبي وفق تبني منطق البعض المتأثرين بالفكر الغربي لاتهام الاخرين بالماضوية ويشجع هؤلاء القطيعة الكاملة والشاملة لاي منتج فكري وعقائدي وتاريخي بالاخص النص الديني الذي يعبر المؤسس للعقيدة والشريعة والذي تولدت من خلاله القيم والمبادى والمثل السامية في حياة الانسان في المشرق وان الغرب بما فيه من نخب فكرية وعقائدية وسياسية واعلامية مؤدلجة تدعو الى الترويج لقيمها الغربية ويتم من خلال تشجيع الفرد في المشرق على الانسلاخ عن الذات والهوية والذوبان بحياة الغرب المادية وتشجع الفرد في المشرق على جعل قطيعة معرفية وسلوكية بين تراثه الانساني بالاخص النص الديني .

ويسعى هؤلاء لتحقيق هدفهم المنشود من خلال الانسلاخ عن الذات والذوبان بالغرب بانهاء أي دور للنص باعتبار النص القراني له الدور الفاعل في حياة الانسان المسلم وهناك تخطيط مبرمج في سبيل انهاء دور النص بالهجوم المباشر وغير المباشر على النص القراني كي يفقد القران قدسيته واذا فقد الشيء قدسيه فقد تأثيراته على الفرد والمجتمع وسوف يسهل اختراق الانسان المسلم وقد غلفت الدرسات الغربية بطابع علمي كي تجعل لها صفة الشرعية باعتبار ما تطرحه تلك الدراسات يعبر عن منهج علمي له صوره واقعية حسب زعمهم فهو يمثل دور التأسيس والتوظيف وبذلك تفقد هيبة النص الذي له منزلة عظيمة في عقل ووجدان الانسان المسلم.

ولقد كانت هناك كثير من الاصدارات الفكرية تمثل جانب التصريح لجعل قطيعة مع الماضي بالاخص النص القراني او من خلال التلميح محاولة لجعل الاساءة الى الفهم الصحيح للنص القراني بالترويج للفهم الخاطىء وكان الهجوم على المنظومة الفكرية والفقهية والعقائدية والتشريعية الاسلامية منها تشويه التشريعات الاسلامية حول المراة وتشويه العقوبات الاسلامية التي استطاعت ان تعالج مشكلة الجريمة بصورة جذرية بخلاف الانظمة المعاصرة التي فشلت فشلا ذريعا في وقف الجريمة مما ساعد على عدم اكتراث المجرمين للجريمة لان المجرم يعلم ان القانون يحميه بمجموعة من الاجراءات الغير مبررة وهناك قد يستمعل الاساءة الى التفسير الصحيح للمفاهيم وهذه مشكلة يشترك الغرب مع الفكر السلفي في رسم تصورات ومفاهيم خاطئة مما تنعكس سلبا عن الواقع السياسي والامني .

وقد تعددت المناهج الفكرية في سبيل تفكيك المنظومة الفكرية الاسلامية وهناك جملة من الكتابات لبعض المتأثرين بالحضارة الغربية منها كتابات سلامة موسى والتي كانت تدعو بمنتهى الصراحة الى الانسلاخ عن الماضي ولقد كان المنهج المادي الالحادي الذي يمثله صادق جلال العظم هي احدى المحاولات ثم ظهر المنهج الوضعي من خلال البداية في كتابات زكي نجيب محفوظ ثم المنهج الذي له صبغه علمية كحامد ابو زيد وكتابات في الادب كالادب الجاهلي لطه حسين وفي النظرية السياسية ككتابات علي عبد الرزاق.

وهناك منهج يعتمد على تفعيل التراث الاسلامي بتسليط الضوء على جانب معين ككتابات حسن حنفي المتأثر بافكار المعتزلة والذي يدعو الى تثوير العقل العربي المعاصر لاستنهاض الانسان العربي ومنهج محمد عابد الجابري الذي تعرض الى العقل العربي لاجل تفكيكه وقد حقق بعض الانجازات الا انه وقع بجملة من المغالطات بالاخص تقسيمه الى الفكر المشرقي والمغربي وانحيازه الى الفكر المغربي بالاخص الى ابن رشد ووقف موقفا سلبيا اتجاه ابن سينا واعتبر العقلانية الحقيقة هي عند ابن رشد متهما ابن سينا كونه ضد العقلانية .

وتعتبر افكار محمد اركون التي تحاول ان تفكك ما انتجه العقل العربي وتركيزه على العقل الاسلامي أي بمعنى هو يحاول ان يخترق المقدس محاولة منه لانتزاع القدسية منها وان لم يكن يقصد ذلك بل يؤدي منهجه الى ذلك أي بمعنى اخر جعل النص الديني بمنزلة أي نص اخر قابل للمحاكمة ليفقد النص أي قدسية من خلال توجيه الاتهام اليه او توجيه الاسئلة الشائكة والغامضة الى النصوص وهناك جملة من الانتقادات من قبل الباحثين لما طرحه محمد اركون.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 17-06-2015     عدد القراء :  3126       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced