بين الغرب الانساني الحضاري والغرب السياسي الايديولوجي
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يوجد في العالم الاسلامي علاقة شك وريبة تتمثل بالحذر اتجاه الغرب وبالنسبة للغرب يوجد نفس الحذر والريبة اتجاه العالم الاسلامي اما سبب الشك والحذر من قبل العالم الاسلامي فيعود الى تلك الاحداث التي حصلت من جراء الاحتلال الغربي للبلدان الاسلامية وما تمخض من احتلال واستعمار وهيمنة واستغلال للعالم الاسلامي بالاضافة الى المواقف السلبية حيث لا يقف الغرب بصورة عادلة اتجاه القضايا المصيرية في العالم الاسلامي واما الحذر من قبل الغرب اتجاه العالم الاسلامي فهو لوجود خطابا تعبويا اختزاليا لحضارة الغرب من قبل تيارات متشددة في العالم الاسلامي وكنموذج على هذا التشدد اتهام حضارة الغرب بالجاهلية والعنصرية والشر والكفر والشرك هذا يدل على وجود خلط بين مفهومي الغرب الانساني الحضاري وبين الغرب السياسي الايديولوجي .

ويضخم اغلب الاعلام الغربي الصورة عن الاسلام والمسلمين بتشويه الصورة عن العالم الاسلامي وتحقتره وتنظر اليه باستعلاء مما سبب خوف الكثير من الناس في الغرب جول تصوره للاسلام والمسلمين حيث اضحى المسلم بنظر البعض وحشا كاسرا يتسم بالعنف والقسوة وقد عرف هذا المصطلح اسلام فوبيا حيث صورو الاسلام والمسلمين انهما ضد الديمقراطية والحرية والحقوق بالاخص الموقف اتجاه المراه وهناك الجزء المهمل بالنسبة للاعلام الغربي وهو الجزء الاوسع الذي يمثلون ثقافة التسامح في العالم الاسلامي .

وان اهمية الفرز بين الغرب الانساني الحضاري والغرب السياسي الايديولوجي يجعل التمييز واضحا ومهما فهناك الانتاج الهائل من الثروة المعرفية والمعلوماتية وما وصلت اليه حقول المعرفة من ازدهار في شتى حقول المعرفة تعتبر منجزا بشريا هائلا واستطاع الغرب ان يحقق الجزء الكبير في هذا الجانب الا انه في الجانب الاخر وهو الغرب السياسي تتسم تصرفاته بعقلية الهيمنة والتسلط والاستيلاء بالاعتماد على فكرة الاستعلاء والاستكبار مما سبب استعمال لغة العنف ومن المعروف ان لغة المصالح هي السائدة في العلاقات الدولية .

وهناك حالة خوف وتوجس من قبل العالم الاسلامي للغرب تتسم بالحذر من الانحراف وضياع الهوية والتغريب والاستلاب وان نقطة التوتر والحذر هي بسبب المواقف السياسية المنحازة مما جعلت العلاقات اكثر توترا ونتيجة الى عقدة العظمة عند الغرب بالاخص امريكا جعلت الكثير الغرب ينظر الى الكثير من البلدان باحتقار وازدراء ولقد كان الاستشراق ينحى هذا المنحى بصورة غالبة واما الاستشراق الحيادي فلا يخشى العالم الاسلامي منه وانما ينظر اليه باحترام وتقدير فهناك شخصيات كانت غرضها معرفة كنوز المعرفة في العالم الاسلامي وقد روج البعض عن العالم الاسلامي بانه يمثل دور الشرير بعد انتهاء الحرب الباردة وكل هذه الامور تعبر عن عقلية بدائية تحاول ان تستعبد الاخرين .

ولا بد من الغاء الرؤية الضيقة من قبل الغرب للعالم الاسلامي والغاء الرؤية الضيقة من قبل اصحاب الخطاب التكفيري الذي يجعل الغرب كله في سلة واحدة ولقد احست بعض الجهات الغربية فحاولت ان تفرز بين الجماعات الاسلامية المعتدلة والمتطرفة وان هذا الفرز وان كان مهما الا انه جاء متاخرا وانه في الغرب ظهرت حالة صعود اليمين المتطرف نتيجة جملة اسباب ولكن يبقى التعصب القومي والديني ونتيجة لسلوك الاتجاهات السلفية التكفيرية في الغرب فنتيجة للعملية الارهابية في عاصمة الدانمارك ادى الى صعود اليمين المتطرف وفاز اليمين المتطرف في الانتخابات الاخيرة وهذا مما سينعكس سلبا حتى على الدول الغربية نفسها مستقبلا لانه سوف يسبب مشاكل كثيرة مع اللاجئين والتضييق عليهم وتخلق الفوضى والمشاكل السياسية .

والحضارة الغربية فيها بعد فلسفي وعلمي والبعد العلمي يعتبر عنصر الالتقاء والتوافق مع كل الانسانية وان البعد الفلسفي هو الذي يمثل الرؤية المادية الضيقة للحضارة الغربية ونستطيع ان نتوصل بانه لا يوجد غرب واحد وانما هناك غرب متعدد فهناك الغرب المتمثل بالمجتمع المدني الذي يتعاطف مع كثير من الاحداث ويقف ضد كل عدوان وهناك من يقف مع حقوق الانسان باستقبال اللاجئين ومساعدتهم وهناك الغرب الذي يخلق الفتن والمحن للشعوب فاذن لا يوجد غرب واحد بل غرب متعدد.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 19-06-2015     عدد القراء :  1635       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced