ان موضوع الفلسفة يتعلق بدراسة المبادى للوجود أي عن الاسباب البعيدة فالفيلسوف يبحث مثلا عن الموجود بما هو موجود والموجودات تشمل الله والانسان والنبات والحيوان والجماد فنحصل على قوانين كلية منتزعة من المفاهيم الجزئية فالفيلسوف ينتزع قوانين عقلية كلية لها لها علاقة بالواقع اما علم الكلام تعلق موضوعاته بالامور التالية مثل وجود الله والعدل والنبوة والمعاد والامامة وغيرها .
وان علماء الكلام يعتبرون مسالة الوجود امر بديهي وقد حلت مسبقا فلهم مهمة بناء واثبات والدفاع عن العقائد بالادلة والبراهين وغرض الفلسفة بناء قواعد عقلية لفهم الوجود بصورة اكثر واقعية بعيدا عن الظنون والشكوك والاوهام والاساطير والخرافات اما غرض علم الكلام هو الانتقال من المعرفة عن طريق التقليد الى المعرفة الذي يحصل اليقين من خلال النظر والتفكر والبرهان.
ونهج الفلسفة هو بناء القوانين الفلسفية العامة لاثبات قضايا مثل الوجود العلة والمعلول في الاستدلال بالبراهين والحجج العقلية واما نهج علم الكلام يعمل على تأسيس المعرفة على اساس الاستدلال لاثبات الامور العقائدية من خلال الحجج والبراهين العقلية والحجج والبراهين من خلال النقل أي النصوص.
وان مسلك الفلاسفة المسلمين والذي يسمى بالمسلك الوجودي بيان ان الله تعالى وان كان يمكن الاستدلال عليه عن طريق العالم المحسوس فان الطريق الاوثق الى معرفة وجوده هو ان يبدأ بالوجود ذاته فاذا وجدنا الوجود واجب فقد وصلنا الى المطلق لان الوجود الواجب انما هو الله تعالى واما مسلك اهل الكلام يقوم على توجيه انظار الناس الى عجائب الصنع في السماوات والارض وما بينهما ويقوم الدليل على اساس الواجب والممكن وخلاصته اذا ثبت ان العالم حادث فالحادث يحتاج الى محدث.
وان الفلاسفة المسلمين فأصل بحثهم يعتمد على الايمان بمبدأ العلية وارجاع العلل الى العلة الاولى الذي هو الله تعالى واما المتكلمين فالبعض لا يلتزمون بمبدأ العلية فلا يقيمون وزنا لنظام العلة والمعلول والبعض لا يرفض هذا المبدأ.
الاختلاف بين علم الكلام والفلسفة
