افساد الذوق العام
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من المعلوم ان هناك تفاوت بين الناس على ما يحكمون عليه من حيث الحسن او القبح في القضايا والاحداث والشخصيات والاديان والمذاهب والاحزاب تبع مدى استقامة الشخصية من انحرافها ومدى طبيعة الثقافة التي تملكها الشخصية من حيث عمق او سطحية الثقافة او يعود الى طبيعة اي ثقافة من تلك الثقافات المختلفة لدى الشعوب فان الاختلاف في الثقافات تساهم في تقييم مختلف وان الاختلاف في الاديان والمذاهب والاتجاهات السياسية كلها تساهم في اختلاف الناس فيما يحكمون عليه ومن العوامل الاساسية في الاختلاف فيما يحكمون الناس عليه هو تأثير الاهواء والشهوات والرغبات والتي تساهم في اضعاف تأثير العقل مما يؤدي الى اتباع الاهواء ومما يؤدي الى الاخلال فيما يحكمون عليه.

وان هناك عناصر كثيرة تساهم في افساد الذوق العام من خلال التأثير على عقول الناس والانتقال بافكار ومشاعر واحاسيس الناس الى اللامعقول واللامقبول واللاهدف منها المسلسلات التي تركز على العلاقات الغير اخلاقية من خلال بناء مظاهر سلبية تجعل مما يتصفون بضعف الشخصية يتأثرون بها ويتفاعلون معها مما يسبب تاثيرات سلبية على شخصياتهم ومما تساهم في زيادة جانب اللامعقول واللامقبول واللاهدف في شخصياتهم وهناك بعض الاحيان يكون التركيز على الرقص الفاضح ويجعل النفس تتقبل اللامقبول وهناك الالفاظ الخادشة للحياء او التي فيها سب وشتم مما يسبب جرح مشاعر النفس الانسانية وما يسبب تاثيرات سلبية على النفس تجعلها تتقبل اللامقبول اذا استجابة له النفس الانسانية.

وهناك اسلوب المقالب التي قد تهين شخصية الانسان بحجة التسلية بالاخص الفنانين وقد تتحول بعض انواع المقالب الى حالة من العبثية وليس الفن وقد يتم افساد الذوق باستعمال عبارات غير هادفة لا قيمة لها الا الاساءة للاداب العامة او من خلال الاغاني التي تمثل الابتذال او العبارات السخيفة او استعمال النكات السمجة والسخيفة مما يجعل الاساءة الى شخصيات بسيطة تتصف بالفطرة السليمة غير الملوثة او الاساءة الى اقوام معينة تساهم في زيادة فعالية التعدي على الناس من خلال الاساءات او قد يتم من خلال الاستهزاء بالشخصيات التي لها نقص معين كالشخص القصير او الشخص الذي عنده عيب في عينه او رجله وبدل تقديم العون والمساعدة لهم يجعل زيادة اساءة الناس لهم بالاخص ضعاف النفوس.

وهناك قد يعمل على زيادة فعالية الثقافة التافهة التي لا تنفع الانسان في حياته والتركيز عليها كالمسابقات التي لا نفع لها الا انها تساهم حصول الفرد على اموال بدون جهد وتعب ولا تقدم الا اشياء التي لا قيمة لها في حياة الانسان بينما لو كانت المسابقات على طرح مئة سؤال معين لكتاب تكون الفائدة للشخص نفسه وعامة الناس او قد يتم الاخلال بالذوق العام من خلال استعمال مكبرات الصوت واطلاق العيارات واعاقة السير او من خلال التركيز على امور كمالية كالتركيز على التجميل والمكياج وغيرها من الامور التافهة .

وان الشخصية السوية الايجابية تتصف بالاعتدال في المزاج اما الشخصيات السلبية بالاخص المنحرفة تساهم في زيادة فعالية المزاج غير السوي الذي لا يتصف بالاعتدال بل المبالغة في الاحداث وهكذا نجد في اغلب النماذج التي ذكرتها تساهم في زيادة فعالية المزاج غير المعتدل في النفس وتعمل على اضعاف الاعتدال في الشخصية مما تسبب مظالم كثيرة بحق الاخرين لانها تعمل على افساد العقول والاحاسيس والمشاعر .

وان الفن الذي يظهر تحت ستار الابداع والذي يساهم في افساد الذوق يعود بالضرر على الفرد والمجتمع مما يؤدي الى فقدان امن المواطن ويمكن ان يساهم الفن في بناء النفوس وان من واجب الفن هو توعية الناس نحو الاخطاء والسلبيات والانحرافات لا المساهمة في زيادتها الا انه نجد ان الفن قد يساهم في زيادة الاخطاء والسلبيات والانحرافات عند الناس وهناك من يحاول ان يصلح الا ان ضعف التاليف والاخراج والاداء يساهم عكس ما ينبغي من اصلاح وتغيير لذلك ان عمق ثقافة الفنان تساهم في الاصلاح والتغيير وان سطحية ثقافة الفنان تجعل عكس ذلك ولا ننسى ان الاطماع لها دور مهم في اظهار فن لا يمثل مستوى الهدف كحال التاجر الذي يستورد البضائع الرديئة والى غيرها كثير من النماذج في مختلف المجالات والكل تشترك في خاصية واحدة وهي الافساد وان المصلح وظيفته انهاء او اضعاف الافساد وان الفن الهادف هو احد مصاديق الاصلاح والفن الهابط والرديء والسطحي يساهم في صناعة الفساد وافساد الذوق العام وبالتالي يساهم في اضعاف الامان في حياة الفرد والمجتمع.

  كتب بتأريخ :  السبت 27-06-2015     عدد القراء :  2487       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced