المعروف ان هناك شخصيات عظيمة قد قدمت خدمات كبيرة ومن هذه الشخصيات شخصية السيد محمد حسين فضل الله فقد استطاع السيد محمد حسين فضل الله من خلال تاريخه الحافل بالعمل المتواصل ان يخلق جيلا من العلماء والمثقفين الواعين لمشاكل الامة وكانت كتاباته حافلة بالفكر الحركي والواقعي المتسم بالانسجام مع النص والعقل والواقع والذي اتسم بالوضوح ورسم صورة واقعية عن وضعنا الحالي بما فيه من سلبيات وايجابيات فكانت شخصية السيد محمد حسين فضل الله متفهمة للواقع بكل ملابساته وهذه السمة من سمات مدرسة اهل البيت ع فقد كانوا اهل البيت ع لهم معرفة حقيقية بالواقع وقد كان تفاعل السيد مع الواقع بصورة تتسم بالاتزان والوعي والتعقل.
وهناك البعض من المحسوبين على مدرسة اهل البيت ع قد انزو على انفسهم ولا يعرفون عن الواقع معرفة حقيقية وقد انكبو على قراءة الفقه والاصول ولا يعلمون عن الواقع معرفة حقيقية وهم بعيدين عن الناس وقد جعلوا حاجز نفسي بينهم وبين الناس وجعلوا لهم هائلة مصطنعة وضخموا انفسهم اكثر مما يستحقون وهذا التعظيم غير المبرر كان نتيجة التراكمات من التاريخ بكل ما يمثل من سلبيات جعلت هناك فجوة بين الامة والعلماء وقد استطاع السيد فضل الله ان يكسر هذه الفجوة ويلتقي مع الناس فكان متفاعلا اشد التفاعل مع هموم الناس بما يحتاجون من توضيحات في جانب العقيدة والحياة فانفتحت عقول وقلوب الناس للسيد فضل الله وشعر الناس ان مثل هكذا عالم هو العالم الحقيقي الذي يمثل مدرسة اهل البيت ع وحصل تقارب بين الامة والفقيه كانت الامة بأمس الحاجة ليها .
لقد كان النتاج الفكري والفقهي للسيد فضل الله تعبيرا عن هموم الناس الذي كانت بحاجة الى اليقظة والوعي وان الوعي يخلق الرؤية الواقعية لمعرفة المشاكل ليتم معالجتها اما اللاوعي يجعل اختناق الامة بالمشاكل والازمات وبعد شعور بعض اقزام العلم بان مرجعية السيد فضل الهج استطاعت ان تكسب الساحة الشيعية خصوصا في اوربا تحرك الفكر الظلامي لتوجيه اشد انواع الاساليب القذرة من المعادة والتشهير والاساءة ولكن كان اخطرها حينما وصلت الى مرحلة التكفير حيث كفر السيد فضل الله من بعض المتعصبين والجهلة حتى بعض ما يدعي الاجتهاد كجواد التبريزي .
لقد وظفت الامكانيات الكبيرة في سبيل تشويه سمعة السيد فضل الله التي كان بالامكان تقديمها الى الفقراء والمساكين الا انها وظفت الى تشويه سمعة السيد فضل الله وقد احست النخبة الشيعية انه يمثل الامتداد لمرجعية السيد محمد باقر الصدر والذي كان بدوره قد تعرض الى اشد انواع العداء نتيجة الحسد بما يملك السيد الصدر من علم واسع استطاع ان يوظفه لخدمة البشرية وما يؤسف قد اشتركت اكثر من جهة في العداء ضد السيد فضل الله وهذا يدل على التخلف الفكري لدى كثير من الاطراف.
لقد حاول البعض من الذين نصبوا العداء للسيد فضل الله من المجىء الى اوربا لكي يروجوا لافكارهم ضد السيد فضل الله وهؤلاء قد حدث لهم صدمه اذ ان غالبية الاوساط في اوربا تقف مع السيد فضل الله والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الصدر الا من يكون على شاكلتهم من الانتهازين والنفعين والجهلة وقد اراد البعض ان يبني له مجدا على لا شيء فهم لا تجد لهم من العلم الا مجرد اوهام واحلام .