تنظم القوانين علاقات الافراد والجماعات بدقه ووضوح تبعا ً لتطور ونضوج تلك القوا نين عبر المراحل التاريخيه ،ومهما كانت درجة تطورها تعد ضروره لاغنى عنها ،لذك تهتم الدراسات الحديثه بتاريخ القوانين السحيقه بالقدم وصولا ً للمستقبل مروراً بالحاضر، والمبادئ القانونيه السائده هي حصيلة سنين عديده من التطور كان للانسان فيها الدور الحاسم من خلال صراعه مع الطبيعه مستعيناً بما منحه الله تعالى من غرائز وعقل وعواطف ،فنمت العادات والتقاليد والاعراف لتكون النسيج الاول للنظم القانونيه المتطوره...
القواعد القانونيه هي الوليد اللاحق لتطور جوانب الحياة كافه ، والقوانين العراقيه القديمه تمثل صوره رائعه من الرقي والتقدم ،ويقيناً ان المجتمع العراقي كان على مستوى رفيع من التقدم ، وان الحديث عن التشريعات العراقيه القديمه لايعني قانوناً واحداً لحقبه زمنيه واحده بل قوانين وتشريعات عده ابدعها الانسان العراقي القديم خلال حقب تاريخيه طويله تأثرت ببعضها منذ عصور ماقبل التاريخ وحتى خضوع العراق للحكم الاجنبي (539 ق.م ) وانتهى بالتحرير العربي الاسلامي في القادسيه سنة(637م ) .
الواقع لايعرف الكثير عن القوانين قبل ظهور الكتابه بحدود(3500 -2800 ق.م)،الا ان القوانين التي وصلتنا بعد هذا التاريخ مكتوبه ومنقوشه على الالواح والرقم الطينيه والمسلات بالخط المسماري وهي اقدم القوانين التي عرفتها البشريه(خلال الحقب التاريخيه من 2355ولغاية 539 ق.م) ولاجدوى من بيان تفاصيلها التاريخه هنا، وقدنسبت اسماءبعضها لاسماءالملوك (كاورنمكينا )و(اورنمو ) و( لبت عشتار) و (ابيمدار)) و(حمورابي ) وقانون (مملكةايشنونا) ومواد قانونيه تعود للعهدين البابلي القديم والحديث والقوانين الاشوريه بعصوره الثلاث، وهناك قوانين اخرى اقل اهمية مثل
مجموعة ( انا اتيشو)وغيرها ومعضمها منقوله عن القوانين العراقيه السابقه .
يظهر من تعدد وتنوع النظم القانونيه القديمه وتشعبها الى تفاصيل كثيره جداًواحكام غزيره اغنت الفكر القانوني العراقي القديم والعالمي بوفرة الحلول القانونيه التي تتناسب مع الواقع القديم التي سنت من اجله وان سعة وتداخل هذه المصادر خلال حقب تاريخيه متعاقبه ومتعدده وبعيدة المدى في عمق التاريخ العراقي ،جعلت مهمة البحث في هذا المضمار غاية في الصعوبه والتعقيد وتتطلب الاطلاع ليس على كل ماهو مدون من نصوص مسماريه قديمه في مجال القانون الصرف فحسب بل يجب ان يتعدى هذا الاطلاع الى المدونات المسماريه الاخرى
والتي تتعلق بالدوله وعلاقاتها الخارجيه والداخليه ونظمها الاقتصاديه والتجاريه وسلوك الملوك وامتيازاتهم وعلاقاتهم بالمعابد والالهه والافراد ،وطبيعة علاقاتهم بحكم الاقاليم المركزيه واللامركزيه،والتعامل اليومي للافراد في شتى نواحي الحياة كالبيع والشراء والعمل والزراعه والحيوان والاعراف والعادات والتقاليد ،و دور ومكانة المرأه في المجتمع العراقي القديم ،ونظم التعليم المدرسيه ،فضلا عما سجل عن الحملات العسكريه والحروب وشؤون الجيش ومسلات الحدود والمعاهدات الدوليه ، والعلوم واللغات والحروف الهجائيه والابجديات العربيه
المشتركه قديما وتطورها منذ كانت رموزاً ...
وما سجل عن الاساطير والاداب ، والملاحم كملحمة كلكامش وكل مادون عن التاريخ العراقي القديم وغيرها من كتابات ومؤلفات وفنون الامم القديمه التي تتناول هذا التاريخ .ان الالمام بكل هذه الينابيع التي تغذي شريان الحياة القديمه في العراق تؤدي الى شبكه واسعه من المصادر الفرعيه التي تصب جميعها في مصادرها الرئيسيه المدونات القانونيه العراقيه القديمه التي مازالت صالحه لان تكون مصادر للقوانين الحديثه والقادمه في المستقبل.لانها سجلت تاريخه الراقي بدقه فكانت المراة التي تعكس صوره رائعه للواقع العراقي القديم.
فهل لنا تسجيل حاضر مشرف بقوانين تعكسه عندما نبحرفي التاريخ ؟يا من تقودون العراق حديثا...؟ ام ان التاريخ سيسجل فشلكم الذريع والواضح...والحياء قطره...وليس بحر...!
قوانين العراق القديم صوره للرقي والابداع
