الاسلاميون بين الواقع والطموح
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من المعلوم ان هناك الكثير من الاسلاميين سواءا على مستوى المؤسسات الدينية او الاحزاب او الافراد يطمحون لتحقيق الحكم الاسلامي الا ان الواقع لا يسمح في كثير من الاحيان بذلك نتيجة التراكمات عبر التاريخ وسببت تلك التراكمات واقعا يصعب فرض التجربة الاسلامية فيه لذلك المسالة تبقى على مستوى الطموح التي يسعى اليها الكثير من الاسلاميين وان الذي جعل الواقع بهذه الحالة هو تلك الهجمة الاستعمارية على العالم الاسلامي فهناك طموح غربي قديم كان يعتبر العالم الاسلامي هدفه الاساسي للسيطرة عليه وكان هناك مخطط رهيب ومدروس لتمزيق العالم الاسلامي وفعلا قد حققوا ما ارادوه بسبب حالة الضعف في العالم الاسلامي .

وبعد ما جرى في بلدان الربيع العربي من ازالة انظمة استبدادية قد سببت مأسي لشعوبها كانت هناك قوى اسلامية صاعدة مختلفة من احزاب وحركات وافراد تطمح في ادارة تلك الدول الا ان الواقع فيه كثير من الاحما ل الثقيلة الذي يصعب تجاوزه وان هناك عقليات لها رؤى تعتبر ان مزاولة السلطة شيئا اساسيا وله اولوية لا بد من تحقيقه فالكثير منهم جعلوا انفسهم وتاريحهم السياسي في حالة لا يحسدون عليها اذ اضحى الكثير من الناس تضعف ثقتها بالاسلاميين جراء الممارسات الخاطئة والانكباب على السلطة وان السلطة قد تكون دواء لانقاذ الامة من الضياع الا انه قد تحولت تلك السلطة الى داء .

والنظرة الفاحصة لتلك الاحزاب والحركات الاسلامية فاغلب تلك الحركات تعيش قلة التجربة في الحكم وضيق الافق ولها اطار محدد تعتبر الشخص المنتمي اليها هو النموذج المطلوب فاذا ما تزاحم أي شخص منتمي اليها مع كونه غير كفوء وبين شخص مهني غير منتمي اليها وله كفاءة او اختصاص سوف تجعل الاولوية للشخص المنتمي اليها هذا بالاضافة ان الكثير من تلك الحركات تحاول ان تفرض متبنيات فكرية حتى ولو كانت لا تتفق مع الواقع بينما الشخص الواعي عليه ان يعرف الواقع كي يمكن التكيف معه فالمناط هو الواقع اضافة الى ضرورة فهم الصحيح للاسلام هذا غير ان بعض الاحزاب لها تصورات معينة نابعة من الادبيات الحزبية تعتبرها حقيقة ازلية وقد يصطدم الاسلاميين باكثر من موقع لان عدم دراسة الواقع بصورة صحيحة مع عدم الفهم الواقعي للاسلام يسبب وقوف الكثير ضد الاسلاميين وهذا ما يحصل كما في في اكثر من مكان وان اكثر الناس بعدا عن الواقع هم الاتجاهات السلفية المتطرفة من خلال رؤيتها اتجاه الاديان والمذاهب الاخرى وكان الاسلوب الهمجي سابقا ضد الشيخ حسن شحاده دليلا على افق ضيق ورؤية عمياء لا تفهم ولا تعي عن الواقع شيئا فوقعت في مأزق تاريخي لا يمكن ان يرحمهم التاريخ في يوم ما.

وان في الساحة الاسلامية والانسانية مساحة واسعة للتبليغ والدعوة الى الاسلام وان جعل الاولوية في استلام الحكم ادى بالكثير منهم ان يقع في مازق لا يمكن الخروج منه بسهولة فقد تبدلت كثير من قناعات وتوجهات الناس نحو الاسلاميين بسبب الاهتمام والتشبث بالحكم والانكباب على الدنيا والممارسات الخاطئة وعدم وجود معالجات للمشاكل الاقتصادية وان الحالة المصرية هي احدى الحالات الذي فيها كثير من الاخطاء والتجاوزات فبالرغم من قدم حركة الاخوان الا ان الواقع اثبت قلة نضجهم السياسي فهذا التشبث بالسلطة والاندفاع الشديد سابقا جعلهم يقعون في اخطاء وتجاوزات كثيرة وكان بامكانهم الاستمرار في التركيز على الاسلوب الدعوي مما يساهم في بناء امة قوية واعية الا ان التوجه نحو الاندفاع للحكم اوقعهم في اخطاء وتجاوزات كثيرة افقد مصداقيتهم .

وكان موقف محمد المرسي الساكت على قتلة حسن شحاده افضل دليل على رسوخ الاجندة الحزبية والطائفية فلم يتعامل محمد مرسي كرجل دولة فرجل الدولة المفروض ان يدافع على كل انسان مصري مهما كان انتماءه الديني او المذهبي وهكذا بنسبة الى رئيس كتلة حزب النور في البرلمان المصري سابقا الذي اتهم الشيعة بكونها فئة منحرفة لا يمكن للقانون الجديد ان يدافع عنهم حسب زعمه وهذا تبرير للتجاوز على أي انسان يخالف عقائدهم فكل هذه الاخطاء والتجاوزات لا يمكن ان يقبل عنها الله تعالى لان النفس محترمة عند الله ولا يحق ازهاق أي نفس الا من خلال نص صريح كما في القصاص على من قتل نفس بغير حق لذلك يعتبر كل انسان يرضى بتلك الافعال مشارك في قتل أي نفس زكية كحسن شحاده وان القانون الالهي يحكم بالعقاب الدنيوي والاخروي على كل انسان يقتل او يشارك او يرضى بقتل أي نفس زكية.

والمشكلة اكبر واعظم عند غير الاسلاميين اذ ان هناك كثير من الاجندة السياسية والطائفية تدفعهم لاعاقة أي حركة بناء بالاخص ما نشاهده في بلدان الربيع فالكثير منهم يساهم في افشال حركة البناء والعمران بشتى الوسائل من خلال التاثير على امن البلدان ومن خلال وسائل الاعلام التي يمتلكها اشخاص من الانظمة السابقة وبشتى الوسائل الاخرى .

وان الاسلاميين يحتاجون الى المزيد من المراجعات والنقد الذاتي لان أي حزب او حركة او مؤسسة تعرض نفسها للنقد سوف تزيل كثير من الاخطاء والتجاوزات اما البقاء على اراءها الثابتة يعرضها الى المزيد من الاخطاء والتجاوزات خصوصا بالقضابا التي تتعلق بالحكم وانه لا يمكن اختزال الاسلام بالحكم بل مجال الدعوة للاسلام وتوضيح المعالم العظيمة لرؤى الاسلام في الحياة له افق اوسع في الحياة الانسانية من مجرد جعل الاولوية للسلطة والحكم.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 03-07-2015     عدد القراء :  1356       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced