اختلفت الآراء
الاول : الرؤيا لها موضوعية خاصة في إثبات حجية بداية الشهر القمري.
الثاني : ليس للرؤيا موضوعية بل إثبات بداية الشهر القمري يكون على نحو الطريقية. الرؤيا على نحو الموضوعية او الطريقية تتفرع الى ثلاث أراء :
1 ـ من لا يقول بالتعميم بل إذا ثبت في بلد ليس بالضرورة ان يلزم البلد الأخر فكل بلد له رؤيته الخاصة به وهذا الرأي موجود لدى بعض علماء الامامية وكذا يقول به الشافعية.
2 ـ من يقول بالتعميم فاذا ثبت في بلد يثبت في كل الكرة الأرضية هذا ما يذهب إليه بعض علماء الامامية ويشترك الحنفية في هذا الرأي كذلك.
3 ـ من يقول بالتعميم لكن يشترط ان يكون البلدان مشتركة بجزء من النهارية او الليلية فمثلا إذا ثبت في بلد من بلدان العالم فيكون حكم البلدان الذي يثبت لهم الهلال من يشتركوا بالنهار او الليل مع البلدان الأخرى أما البلدان الأخرى مثل استراليا لا تشترك مع بلدان الشرق المتوسط مثلا بذلك فيكون حكمهم شيء أخر لوجود الاختلاف بعدم الاشتراك بالنهارية او الليلية.
قبل الحديث عن المسألة لا بد من التفريق بين أمرين:
الأول ـ الولادة التكوينية للهلال وتتحقق الولادة من خلال رؤية الهلال بصورة العين المجردة الا بعد أربع وعشرون ساعة او على الأقل ثمانية عشر ساعة او اقل وهذه القاعدة لا تكون مطردة في كل البلدان اذ من الممكن رؤيته في بلدان ولا يمكن رؤيته في بلدان أخرى بالإضافة الى الاختلاف من ناحية طبيعة الجو من حيث وجود الغيوم وعدمها بالإضافة الى اختلاف الأفق من حيث الارتفاع والانخفاض.
الثانية ـ الولادة الشرعية تحصل بطريقتين كما ذكرنا مسلك كون الرؤيا لها موضوعية او مسلك الطريقية في إثبات بداية الشهر القمري .
فالنتيجة المهمة التي يقول بمسلك الموضوعية لا تثبت له حجية الطريقية وهذا يعني ان إثبات الهلال من خلال الوسائل العلمية غير حجة وان مشهور الفقهاء يتبنوا مسلك إثبات الهلال على نحو الموضوعية أما البعض فيأخذ مسلك الطريقية.
من أصحاب مسلك الموضوعية كالمحقق الخوئي حيث يقول انه بالرغم من تأكده على ان ظاهرة دخول الشهر هي ظاهرة كونية الا انه يؤكد على عدم جواز الاعتماد على الوسائل العلمية التي تكشف هذه الظاهرة بدقة تامة وقد أوضح المسألة بان القمر بعد ان يكون في حالة المحاق يخرج شيئا فشيئا من تحت الشعاع ويظهر بصورة متعذر منه من ناحية الشرق ويجري بصوره هلال ضعيف وهذا معنى تكون الهلال وتولده فمتى كان قابلا للرؤية ولد بنحو الموجبة الجزئية فقد انتهى به الشهر القديم وكان بداية شهر قمري جديد لكنه في نهاية بحثه يؤكد هذا الانحراف المستتبع لتلك الاستبانة تدريجي شيئا فشيئا وهذا الوجود الواقعي لا اثر له في تكوين الهلال وان علمنا بتحققه علما قطعيا حسب ضوابط علم النجوم اذا العبرة حسب النصوص المتعلقة بالرؤيا هي الشهادة الحسية عن عين باصرة عادية لا صناعية علمية ومنه نكتشف لا عبرة ولا حجية للرؤية من خلال التلسكوب بدون ان يكون للرؤية والنظر العادي .
وهناك من يذهب الى حجية الشهر من خلال تلك الوسائل فقد أفتى بعض العلماء بجوازه اذا أفاد العلم او الاطمئنان وهناك روايات أهل البيت قد يفهم منها البعض بأنه لا تجوز حول هذه المسألة فعن صحيحة أبي إبراهيم بن عثمان بن الخزار عن أبي عبد الله ع ان شهر رمضان فريضة من فرائض الله فلا تؤدوا بالتطير حيث يؤكد ان الظن لا يمكن الاعتماد عليه وهذا ينطبق على الوسائل القديمة اما الأزمنة المعاصرة في هذا الزمان فتكون لها غاية بالدقة اذن لا تكون الرواية دليل على مانعية الإثبات بالوسائل الحديثة.
وان من المسائل التي يمكن للعلم إثباتها بصورة دقيقة للغاية مثل تحديد القبلة وطلوع الفجر و زوال الشمس ولا يتحقق الظن او التطير به بل التشخيص دقيق جدا ولكن لا بد من وضع شروط للطريقية منها ان تكون الولادة للهلال مدة معينة كافية من حيث إمكانية رؤيته لا مطلقا فمع عدم إمكان رؤيته لا يمكن الاعتماد على الإثبات بالطريقية .
والمعروف بين العلماء ان الفقهاء لا يصدر منهم قرار او حكما غالبا بل غالبا يعبر عن قناعة معينة وان حكم الحاكم في ثبوت الهلال من باب تنقيح الموضوع والشبهات الموضوعية فلا تكون القناعة ملزمة الا مع الاطمئنان وهناك مسألة مهمة ان بعض الفقهاء يتساهل في مسألة الشهود فان ابن حنبل يفتي بكفاية شاهد واحد كل هذا ما يسبب إرباك في الساحة الإسلامية بخلاف الكثير من الفقهاء الذين يشترطون شاهدين .
ثبوت الهلال بين الموضوعية والطريقية
