علم الامام بين التوسعة والتضييق
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يعتبر البحث حول علم الإمام من الأمور المعقدة جدا واختلف فيه كثيرا والشيء الثابت في علم الإمام ع هو علمه بكل الأمور الشرعية من خلال شرحه وتفصيله وتوضيحه لكل القضايا الدينية وهناك نوع أخر من علمه وهو علمه بالقضايا التي تتعلق بالأحداث والوقائع المستقبلية فالبعض اعتبر جواز ذلك لان هذه الإخبار مستمدة من اخبارالرسول الأكرم فلا مانع عقلي او شرعي ولا يستجوب الإنكار لان لها المشروعية وهي جزء بسيط من الإخبار عن المغيبات والمستمدة من الله تعالى ولكن الشي الممتنع شرعا وعقلا علم الائمة الذي يوازي علم الله الذاتي لأنه يترتب عليه الاشتراك بالحق الإلهي الذي لا يجوز لأي إنسان ان ينافس الله تعالى به.

وهناك الأمور المتعلقة بالأمور التكوينية هذه الأمور يمنحها الله تعالى لبعض عباده سواء أكانوا انبياء او ائمة او اولياء كما في منح العبد الذي رافق النبي موسى ع في مجمع البحرين في تأويل بعض الأحداث التي جرت اثناء مرافقة موسى ع وكذلك منح النبي يوسف ع القدرة على تأويل الأحاديث أي الرؤيا وتعليم سليمان منطق الطير وتسخير الرياح والجن وكذلك احياء الموتى من قبل عيسى ع وهذه الأمور وان كانت من مختصات الله تعالى ولكن مشروعيتها من قبل الله تعالى لأنها بإذنه تعالى ولأنه هو الذي منحهم اياه وهكذا يمكن لله تعالى منح الائمة او الأولياء أي أمر في الامورالتي تتعلق بالتكوينيات حسب ما تقضي مصلحة الرسالة وهي لا تعطى جزافا بل لأجل امر عقلائي فيه مصلحة وقد منح اصف بن بلخيا علم بعض الكتاب وذلك من خلال نقل عرش بلقيس بقدرة فائقة ويمكن منح أهل البيت ع أكثر من هذا بدليل هناك آيات قرآنية كثيرة تصرح بفضلهم بالأخص قوله تعالى ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) فان علم الكتاب هو أوسع من العلم ببعض الكتاب كذلك يمكن منح بعض القدرات الى بعض عباده الصالحين وقد منحت بعض القدرات حتى لغير الصالحين من الناس ولكن ليس لها مشروعية من قبل الله بل نتيجة الرياضيات الروحية التي عندهم كما في سلوكيات الهندوس والسيخ .

وفي مدرسة اهل البيت ع يوجد اتجاهان اتجاه يتقبل كل الروايات التي تتحدث على علم اهل البيت ع وعلى تلك القدرات فلا تدقق كثيرا في تلك الروايات الا ان اتجاه الاعتدال يعرض تلك الروايات على القران فان وافقت القران يأخذ بها وان كانت تخالف القران لا يأخذ بها لذلك هناك صراع فكري بين مدرستين مدرسة ادخلت الكثير من الممارسات والأفكار والمفاهيم الدخيلة الى المذهب الامامي وهناك الاتجاه الاخر الذي يعرض كل الأشياء الى النقد ولكن المشكلة اليوم تكمن في نفوذ المدرسة الأولى على الساحة الشيعية.

وتعتبر مدرسة السيد محمد باقر الصدر من المدارس التي تحاول ان تصوغ رؤية واقعية لكثير من أفكار ومفاهيم الإسلام وهناك مدرسة أخرى تحاول ان تتوسع في كثير من القضايا التي تحتاج مزيد من التدقيق والفحص لذلك لا يمكن التوسع على حساب الحقيقة ولا يجوز كذلك التضييق على أمور قد تكون له وجه واقعية لذلك تحتاج كثير من القضايا البحث العميق كما في علم الإمام وكذلك الأمور التي تتعلق بالتكوينيات .

ومن المعلوم ان العقائد تحتاج الى النقد فقد نقدت اراء الشيخ الصدوق باعتبار كونه من المحدثين ففهمه لبعض القضايا نابع عن فهمه الحرفي للنصوص الا ان مدرسة الشيخ المفيد خلاف ذلك لذلك قدم الشيخ المفيد كتابه في نقد عقائد الشيخ الصدوق وهذا يدل على ان النقد جزء مهم في تصحيح كثير من العقائد وان العقيدة السليمة هي التي تعرض نفسها للنقد والتصحيح واي عقيدة لا تعرض نفسها للنقد تكثر الترسبات وان الترسبات تتولد نتيجة لسوء فهم او لاي اسباب اخرى.

اما نوعية علم الامام فقسم اعتبر ان الإمام اذا اراد ان يعلم فسوف يعلمه الله تعالى ومنه من يعتبر انه نوع من الكشف وفي كل الأحوال لا بد انه حتى لو ثبت ذلك فان أئمة أهل البيت ع لم يمارسوا تلك القدرات الفائقة وتعاملوا مع الواقع بواقعية حتى ان الرسول الأكرم حينما أراد ان يهاجر الى المدينة طلب ان يرافقه من يرشده الطريق وهذا يدل لو كانت تلك القدرات ممنوحة للائمة لكان باب أولى ان تمنح للنبي محمد ص وهذا يدعونا الى التوقف في الحكم على هذه القضية وعدم الخوض فيها كثيرا لأنها تحتاج مزيد من الدراسة والتمعن.

وهناك اتجاه الغلو الذي يعتبر نفسه تابعا الى مدرسة أهل البيت ع الا انه بعيدا عنهم ولا يمكن اعتباره محسوبا على منهج أهل البيت ع وقد وقع في درجة من درجات المغالاة حتى ان هناك خطبة البيان او الخطبة الافتخارية بعيدة عن منطلقات الإسلام ولم يثبت إسنادهما لذلك من الصعب ان نأخذ أي رواية او أي خطبة اذا كانت بعيدة عن منطلقات الإسلام وطالما وقف أئمة أهل البيت ع ضد هذه التوجهات ولا يمكن الاعتماد على تلك الروايات او الخطب ما لم يثبت إسنادها ونفس الكلام ينطبق على علم الإمام الذي يحتاج الى بحوث أكثر عمقا مما هو عليه الان.

  كتب بتأريخ :  الخميس 23-07-2015     عدد القراء :  1434       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced