كلمة صدق ـ محمد حسنين هيكل انموذجا
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هناك حكمة رائعة لاحد حكماء الغرب قال فيها ( ليس الحق ما قاله افلاطون ولكن الحق اصدق) وهناك الكثير من الناس لا يقبلون قول الحق بل يريدون الحقيقة كما هم يرغبون لا كما هي في الواقع حتى ولو خالفت الواقع ومن المعلوم ان الواقع يسبق الاعتقاد بمرتبة فاذا وافق الاعتقاد الواقع فالاعتقاد صحيح واذا خالف الاعتقاد الواقع فالاعتقاد غير صحيح وهو اشبه بالمسالة في الرياضيات فلو كان الشخص يعتقد بخلاف واقع المسالة في الرياضيات لا يمكن ان يدعي اعتقاده صحيحا بل خاطئا حتى لو ادعى صحت ادعاءه اذ لا قيمة لاعتقاده .

وهذا ينطبق على شتى الاعتقادات الدينية والسياسية والاراء المختلفة بشتى قضايا الحياة والمفاهيم بتصوراتها المختلفة مهما كان مرجعيتها والسبب الذي يجعل الناس ترفض الحق لانها تتبع الاهواء بشتى اشكالها فتقع ضحية الاهواء النفسية فتتحكم الاهواء على مواقفها في الحياة وبذلك أي شخص تكون الاهواء مسيطرة على كيانه لا يمكن ان يتبع الحق وكلما تجرد الشخص عن اتباع الاهواء يكون خاضعا للحق وهذا السر الذي يجعل الاديان تؤكد على ضرورة عدم اتباع الاهواء .

وفي اللقاء الاخير من قبل الكاتب الصحفي طلال سلمان في صحيفة السفير مع الاستاذ محمد حسنين هيكل حينما قال قول الحق اتجاه دول الخليج بالاخص السعودية فقد قال هيكل بخصوص السعودية ان نظامها غير قابل للبقاء وقال اني اشك كثيرا ان تتخطى السعودية ازمتها ووصف دول الخليج بانها دول متخلفة فقد وقف الكثير ممن تكون الاهواء مسيطرة على عقولهم وقلوبهم فاضحوا بلا عقل مستنير وانما بعقل وبقلب مجرد عن المشاعر الانسانية لذلك لا يمكنهم الخضوع للحق وانما نكرانه وتسفيه لذلك ينطبق مصداق كونهم اهل الباطل والانحراف والظلم والجور والطغيان.

ونفس الكلام مع موقف فهمي هويدي لكون قال كلمة الصدق ضد الامارات بمقالة كتبها بعنوان ( حروب ابو ظبي ) قامت قيامة اهل الباطل لان اهل الباطل يريدون اناس تقف معهم مع الباطل وتسير بمسارهم وتتبع خطواتهم لان امثال هؤلاء لا يهمهم الحق والحقيقة بل تهمهم مصالحهم ونزواتهم وشهواتهم التي تحركهم فيتصور هؤلاء لكونه يملكون الثروات لا بد ان تكون الحقيقة معهم مهما ارتكبوا الاخطاء والتجاوزات والمظالم بحق الاخرين من افراد ودول .

ان الذي يجب ان تفهمه دول الخليج بالاخص السعودية والامارات وقطر لا يمكن للباطل مهما تجبر وتكبر ومهما حمل من مال وجاه لا يمكن ان تبقيهم الارادة الالهية الى الابد لان هناك سنن الهية حاكمة هي التي يكونون خاضعين لها شاءوا او لم يشاءوا رضوا او لم يرضوا لان وفق تعبير السيد محمد باقر الصدر في كتابه المدرسة القرانية وهو يتحدث عن فرعون ( انك قد تستطيع ان تتحدى الله لفترة ولكن لا تستطيع ان تتحدى الله على مر التاريخ ) وهكذا لا يمكن لدول الخليج ان تتحدى الله على مر التاريخ بل لا بد من سنن التاريخ سوف تزيلهم كما زالت من قبل غيرهم من ظلمة وطواغيت وجبابرة وفراعنة واباطرة وسلاطين وحكام وملوك لان الله تبارك وتعالى لن يرضى بالظلم .

وهكذا يجب ان يفهم أي انسان مهما حمل من عناوين فلا يمكن لاي عنوان ان يزكيه ويمنحه الحماية بل الذي يحمي هو اتباع الحق والصدق والعدل والاستقامة والفضيلة والابتعاد عن الباطل والظلم والانحراف والرذيلة هذه هي التي يمكن ان تنجي الانسان لذلك من اراد ان يكون في حماية من غضب وسخط الله لا بد من الالتزام بذلك والا ستكون سنن الله هي التي يمكن ان تعاقب كل متمرد لا يتبع الحق او يخضع للحق او يعترف للحق او يكون معاديا للحق .

وهذا الكلام ينطبق على كل من يعيش في هذه الحياة التي ضريبتها هو اتباع الحق وترك الباطل والا سوف لا يسلم أي دين او مذهب او حزب او قومية او عشيرة من سنن الله وليس الحق هو مجرد ما قاله صاحب دين او مذهب او حزب او قومية او عشيرة بل الحق اصدق من كل شيء وان الحق كما هو في الواقع لا حسب ما تعتقد دول الخليج فلا تتصور دول الخليج انها مهما ارتكبت من ظلم سوف يمكن للمال او السلطة هي التي تنجيها بل الذي ينجيها هو اتباع الحق فالعاقل يقبل الحق سواء صدر من محمد حسنين هيكل او فهمي هويدي او أي شخص اخر ولا تنفع السفاهات في التعليقات على شبكات الانترنت بالتعبير بعبارات مشينة فالذي يريد رد الاتهام عليه ليس بتباع السب والشتم بل بالحجة الواضحة التي تعتمد على حنكة العقل ومن لا حجة له لا حق له.

  كتب بتأريخ :  الخميس 23-07-2015     عدد القراء :  1887       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced