الشخصية المبدئية والشخصية المزاجية
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ان مقياس التفاضل بين أي شخصية وأخرى هو بمدى تطبيقها للعدل فان مجرد الادعاء بكونها شخصية متدينة او ملتزمة او محافظة لا يكون كافيا وكانت عظمة شخصية الرسول الأكرم هو بمدى تطبيقه للعدل وقد كان العدل سمة اساسية في شخصية الرسول وهناك بعض الأشخاص يتصورون انه بمجرد ممارستهم لعباده معينة من كثرة في الصلاة والصيام والحج والذكر يجعلهم أفضل من غيرهم وهذا مقياس غير دقيق فالشخص الذي يذكر الله تعالى من تسبيح وتهليل وتحميد لو كان في غير وقته او محله كأن وهو في حالة ممارسته للذكر قد اخل بحق من الحقوق مع الآخرين اثناء ذكره فهو قد اخل في تحقيق العدالة لذلك يكون ذكره مجرد لقلقه لا يؤثر في نفسه حتى لو كان متواصلا لذكره ليلا ونهارا بينما قد يكون شخص اقل ذكرا ويؤدي حق الآخرين فهو قد اثر في نفسه الذكر فالمناط من أي عباده هو اثرها في بناء النفس ومدى تطبيقها للعدل.

والشخص الذي يريد تطبيق العدل لو اخل في طريقة تحقيقه للعدل بسبب سوء سلوكه يدل على وجود خلل في بناءه الفكري والعقائدي فالضعف في البناء الفكري والعقائدي يؤدي الى ظهور خلل بالشخصية وهذا يعني قد يكون هناك شخصا جيدا من حيث الصفات الا ان سوء سلوكه في تطبيق العدل يتحول الى عنصر سلبيي وان ذلك الشخص الذي يعمل في عمل ما ولكن لا يقتنع في رزقه فيكون مثل هذا الشخص خاضعا لضغوط النفس التي تدعوه الى الرغبات والشهوات والميول مما يجعل من السهولة الابتعاد عن العدل.

وتظهر قوة الشخصية او ضعفها هو بمدى خضوعها للقانون او المزاج فالشخصية التي تسعى لتحقيق العدل لا بد ان تكون خاضعة للقانون وبعيدة عن المزاج فالشخصية المزاجية هي الشخصية التي تكون بعيدة عن الحق والعدل والفضيلة لان الشخصية المزاجية تكون خاضعة لقوى رغبات او شهوات او ميول النفس بينما الشخصية الخاضعة للقانون بالأخص القانون الإلهي سوف تتحكم في تلك الرغبات والشهوات والميول فيكون سلوكها يتصف بالعدل والصدق والإحسان .

والشخصية المزاجية تفضل مصالحها الشخصية عن المصلحة العامة فهي تتفاعل مع الاحداث والأفكار والشخصيات بقدر ما تملك من قوة او ضعف في النفس اما الشخصية الخاضعة للقانون الالهي فهي تقدم المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة فمن السهوله عن الشخصية الخاضعة للمزاج ان تؤسس قوانين بحسب مزاجها اما الشخصية الخاضعة للقانون بالأخص القانون الإلهي يكون هم الرسالة هو همها الأساس فتكون خاضعة للقانون الإلهي وان السلوك السيئ يعيق تطبيق العدالة ويدل على وجود خلل في البناء النفسي والروحي والاحلاقي .

ان الشخصية المبدئية تحاول تطبيق العدل اما الشخصية المزاجية تقع في الظلم من حيث تعلم او لا تعلم وان الشخصية المبدئية تحب الفضيلة اما الشخصية المزاجية تتأرجح بين الفضيلة والرذيلة والشخصية المبدئية تؤدي حق الآخرين اما الشخصية المزاجية تتفاوت في تأدية الحقوق والشخصية المبدئية شخصية واعية اما الشخصية المزاجية تتفاوت في الوعي والشخصية المبدئية تتبع القيم جهد امكانها اما الشخصية المزاجية تتفاوت تمسكها بالتمسك بالقيم وهكذا بالنسبة الى الالتزام بالحق فالشخصية المبدئية تتبع الحق اما الشخصية المزاجية تمزج بين الحق والباطل نتيجة عدم الوضوح في الرؤيا.

ان اهم ما يميز الشخصية المبدئية عن الشخصية المزاجية هو السلوك الخارجي فالشخصية المبدئية تظهر اثارها في الواقع الخارجي في بناء الانسان اما الشخصية المزاجية تؤدي افعالها الى ظهور الفوضى والشبهات والإشكاليات في الواقع واهم وصف يمكن وصف شخصية الامام علي ع كونها شخصية مبدئية وان نهج البلاغة يوضح كل المعالم في طريق الإنسان المسلم وفي سبيل تخلص أي شخصية من حالة المزاجية لا بد من التمسك بالقيم والمبادئ والمثل مع وجود الوعي فالامام علي ع كان واعيا لواقعه مع وجود عنصر أساس هو التفاعل التام مع القيم والمبادئ فلو تخلف عنصر الوعي في أي شخصية فيمكن ان يسبب اخلال في الواقع مما يؤدي الى ظهور الشبهات في عقول كثير من الناس .

ويمكن تشخيص الشخصية المبدئية عن الشخصية المزاجية هو من خلال الممارسات في الواقع الخارجي فتنكشف كثير من الحقائق وكلما كان الشخص أكثر وعيا يكون أكثر تشخيصا للأفكار والمبادئ والشخصيات وان مشكلة عالمنا اليوم هو تحكم كثير من الشخصيات المزاجية على واقعنا وان البشرية بحاجة الى شخصيات مبدئية لتخلص البشرية من عذاباتها فالكثير يشكو من واقعه. عصام الطائي

  كتب بتأريخ :  الخميس 30-07-2015     عدد القراء :  2508       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced