السذاجة الفكرية ـ علي جمعة انموذجا
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هناك البعض من الناس يعيش حالة السذاجة الفكرية وهو يتصور نفسه انه عالما او متعلما او مثقفا او مختصا وهناك من الشخصيات الدينية قد يتصور بعض الناس انه لديها المعرفة الكاملة والشافية للدين الا انها بعبدة عن تلك المعرفة وانها قد توقع في اخطاء فاحشة مما يجعلنا نعتقد ان مثل هذه الشخصيات لا تمثل مستوى الطموح فيظن البعض مثلا ان الشيخ علي جمعة احد علماء الازهر عالما له بعض الواقعية الا انه قد سمعت لد حديثا جعلني افقد ثقتي به .

فهو يدعي ان الشيعة الامامية تعتقد بتحريف القران وان هناك شواهد تاريخية على ذلك والدليل على ذلك حسب ادعاءه ان عالما شيعيا له كتاب في تحريف القران اسمه فصل الخطاب علما لو دققنا في هذه المسالة فلا الشيعة الامامية ولا السنة تقول بتحريف القران الا ان هناك اقوال شاذه من قبل الطرفين ولا قيمة لتلك الاقوال الشاذه مهما كان مصدرها وان هذا الكتاب ليس دليلا على اتباع الشيعة الامامية حتى لو كان كاتبه شيعيا لان المناط هو تبني القول بالتحريف الا ان علي جمعه لا يقل تخلفا عن اصحاب النظرية التكفيرية نتيجة الاصرار على اتهام الشيعة بالتحريف مع ان كل مراجع الشيعة المعاصرين لا يقول بالتحريف.

وادعى علي جمعة بان الشيعة تقول بالبداء لكن وفق تصور خاطى من قبل علي جمعه اذ يعتقد علي جمعة بان البداء وفق منطق الشيعة بانه يترتب علي تبنيه بان الله يجهل بعض القضايا ولكن تصور علي جمعه للبداء خاطى لانه البداء وفق مبدا الشيعة يعني ان الله تعالى قد يغير قضية معينة لمصلحة واقعية كما في تغيير ذبح ابن نبي ابراهيم عليه السلام حيث اخبره بضرورة ذبح ابنه الا انه رفعه فالله يعلم ان الذبح سيرفعه لكن لضرورة معينة طلب من ابراهيم عملية ذبح ابنه حيث فداه بذبح عظيم فالبداء يقع في عالم التكوين والنسخ في عالم التشريع .

وادعى علي جمعه ان الشيعة تقول بالتقية واتهم الشيعة بالكذب الا ان مدلول التقية وفق رأ ي الشيعة الامامية هو التحدث بكلام معين لشخص معين لدفع مفسدة كبيرة او التصرف بسلوك معين لدفع مفسدة كبيرة فالملاك في قبول التقية هو لدفع مفسدة حتى لو اضطر لسب رمز معين لمصلحة معينة وهذا التقية قد تحققت في زمن رسول الله اذ اعتذر عمار بن ياسر نتيجة تعذيب المشركين له من سب الرسول فقال له الرسول اما السبب فسب ولكن البراءة فلا تتبرا.

وتحدث علي جمعة بنوع من التهكم وهو يتبجح في كلامه على انه يمثل مصدر القوة وانه لا يخشى احد واتحدى علي جمعه لو دخلنا في أي مسجد سني ان نجد كتابا شيعيا واحدا بينما لو دخلنا لاي بيت عالم شيعي سوف نجد العشرات من الكتب السنية ولا يخشى الشيعي من قراءتها هذا غير الكتب لمختلف الاتجاهات الفكرية القومية والماركسية والليبرالية وكذلك التي تتحدث عن افكار الديانة المسيحية واليهودية وهذا الكلام يترتب على علي جمعه كونه من العوام مع كونه عالما اذ كانت اقوال اهل البيت تعتبر ان خواصهم هم عوام وقد قام عصام العماد بشرح نظرية مفهوم العوام والخواص في احدى محاضراته مثبتا حقيقة هذه النظرية وان الشيخ علي جمعه احدى مصاديقها علما ان المطلع على الفكر الاصولي والافق الفقهي للشيعة الامامية سوف نجد تفوق هائل عن المدرسة السنية هذا غير العمق في الابحاث العقائدية والكلامية والفلسفية للشيعة الامامية.

ويدعي علي جمعه ان فقه ومنهجه واضحا ولا يخشى احدا الا ان المطلع على الابحاث الفقهية والاصولية والعقائدية والكلامية للمدرسة السنية نجد مستوى بسيطا لا يقاس بالابعاد المعرفية الشيعية وابسط دليل على هذه البساطة فبعض السلفيين يعتقد بضرورة تهديم التماثيل حيث نسمع الان من قبل بعضهم بضرورة تهديم الاهرامات لانها تمثل الوثنية الا الابحاث الشيعية في مدرسة اهل البيت ترجع أي حكم الى طبيعة ونوعية الموضوع فاذا تغير الموضوع تغير الحكم فالاهرامات او أي شيء اثري ما دام موضوعها هو يتعلق بالسياحة وليس العبادة فالحكم يتغير بالجواز بجواز بقاءها ما دام منتفية العبادة لها وان الذي يشوه المدرسة الشيعية هي بعض المحسوبين على المدرسة الشيعية التي تتسم ابحاثهم بالتعصب والبساطة في الطرح والاهتمام بثقافة الخلاف وترك ثقافة الاسلام مما ينعكس سلبا على المدرسة الشيعية .

وتجد السذاجة بصورة اكثر وضوحا في الاتجاهات السلفية بالاخض التكفيرية منها فهي تحاول ان تلعب بعواطف المسلمين من الشيعة والسنة وتحاول ان تروج لثقافة الخلاف الا ان الصفة الغالبة من المسلمين تعتقد بضرورة وحدة المسلمين وهناك قنوات فضائية متطرفة تسعى لزيادة الشرخ بين الشيعة والسنة وحينما وجدت بعض تلك القنوات بان الفئة الغالبة من الاتصالات تعتقد باخوة المسلمين خاب سعي تلك القنوات التحريضية التي لا احب حتى ذكر اسمها لانها لا تستحق ذكر اسمها.

وان العلم والمعرفة تساهم في توضيح الحقائق والابتعاد على الظنون وان اكثر مشاكل البشرية نابعة من الظنون والذي ينبع من الجهل والجهل بالمعنى الاخر له هو عدم معرفة الحقيقية وتشترك كثير من الفئات الاجتماعية كالشيخ المتخرج من الازهر علي جمعه والفيلسوف والطبيب والمهندس واي شخص اخر بالجهل اذا جهل الحقيقة وسبب الجهل هو اتباع هوى النفس الذي يبعد الانسان عن الحق والفضيلة والصدق والعدل وان مشكلة البشرية هي الاهواء والشهوات والرغبات التي تبعد الانسان عن الحق مهما كانت هويته.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 04-08-2015     عدد القراء :  1497       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced