31 تموز...صار ساحة التحرير
بقلم : ئاشتي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

                       

                                             "1"

       بين أن تتابع وهج الفرح وهو يتصاعد مثل قرص الشمس في صباحات الصحراء وبين أن تنظر إلى الغد وبما سوف يأتي به، هناك حالة من  تشابك الاحتمالات تفرض تفاصيلها على  المتوقع القادم، وهذا المتوقع يكون بالضرورة هو حالة المستقبل، قد ينسجم مع الطموحات وقد يكون خارج إطارها، وبالطبع ليست هذه حالة للتفسير الغيبي بقدر ما هي تعني أمكانية التغيير في لحظة تتوفر فيها ظروفا أخرى تستبدل فعلها الإيجابي إلى فعل سلبي وربما العكس، لهذا فأن ما يحدث قبل لحظة من الزمن يمكن أن يجعل المستقبل حالة مستديمة التطور شرط أن ينتهي فعل تلك اللحظة، ويترك مساحة الزمن إلى لحظات قادمة أكثر تأثيرا من فعلها، مهما كان مقدار حجم تأثيرها الأول على صنع المستقبل، ولا يعني هذا الأمر إلغاء للتواصل بقدر ما يعني أن الزمن لا يحتمل النظر إلى المنصرم منه.

                                           "2"

بين الغد والأمس حالة من التناقض الصارخ والمحتدم، الغد يعني أول ما يعني حالة اكتشاف كل ما هو جديد، والأمس يعني أول ما يعني هو حالة من الاستذكار وضياع للوقت، الغد يتطلب منك العمل بهمة وحيوية لمواجهة ما يعترض ذلك العمل، والأمس يفرض عليك حالة من الاستذكار التي لا تستطيع تغيير فعلها الذي حدث، الغد مساحة من الجري المتواصل لكي تبلغ التي تتصورها قمة، والأمس حالة من الاستكانة وشرب فنجان قهوة باردة.

                                           "3"

31 تموز صار ساحة التحرير، فقد تداخلت فيه الأصوات وتعالت موجة الفرح لتصل إلى مدن عراقية أخرى، وما يفصلها عن شباط 2011 سنوات أربع أمتلك فيها الحكام اسفنجة امتصاص غضب الشعب، لهذا ترى الشرطة توزع قناني المياه على المتظاهرين وهم طوق حزام آمن لهم، وتسمع الجميع المستفيد من وجوده في ماكينة الحكم يتعاضد مع مطالب المتظاهرين، عجبا يا حكامنا!؟ من المسؤول أذن؟فهل تأتون إلينا بالصياد وتفقأوا عينه لأنه لا يستخدمها؟

                                      "4"

31 تموز صار ساحة التحرير، وتواصل في مدن أخرى، وبهذا خلق حالة من فعل المستقبل، قد يستغلها البعض وربما حتى الذين هم في ماكينة الحكم ما دام الصراع بينهم على منْ يكسب أكثر، فعل المستقبل يتطلب التخلص من العشوائية، يتطلب الوضوح، يتطلب النضج بعيدا عن فورة الشباب مثلما يكون بعيدا عمن يرغب بأهداف شخصية، وما أكثرهم في ظروف بلادنا. فقد قال شخص خلده التاريخ( تظاهرة يوم واحد أفضل من عمل أيدلوجي لمدة عام) ليستمر 31 تموز ...لأنه صار ساحة التحرير.

                                         "5"

للمدن التي استفاقت،

والمدن التي استفاقت للتو،

والتي لم تستفق بعد،

ليس أكثر من وخز دبوس في الخاصرة،

(كي تخسروا أغلالكم وتكسبوا المستقبل)

   

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 04-08-2015     عدد القراء :  1245       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced