من المفاهيم التي تحتاج الى توضيح هو مصطلح الاسلمة باعتبار هذا المصطلح كغيره من المصطلحات قد حصل له الغموض في تعريفه .
وقد ظهر المصطلح على السنة بعض المفكرين الاسلامين على اثر ملاحظتهم على الاسلوب الوضعي للمعرفة.
وان فكرة اسلمة المعرفة لا زالت في طور التنظير فالبعض يعتبرها خيانة للنص والبعض الاخر على العكس يعتبرها ضرورة ملحة اذ يعتبر ان تقليد العلم واستيراده لا ينشأ حضارة لذلك تاتي اسلمة المعرفة حتى لا يحصل ذوبان في فكر الغير فيتوسع النشاط العلمي ويساعد على التألق بالاضافة الى ان يجعل الضوابط من الاخذ من الغير فلا بد من الاشتراط والتجديد والتقيد بذلك فهي تكون جزء من الهوية والبعض اعتبرها رد على مشروع الحداثة والبعض الاخر يرى انه لا حاجة الى اسلمة المعرفة بل لا بد من احياء الثوابت فبذلك تكون لنا القدرة على التمييز والتشخيص لافكار الغير.
والبعض الاخر يرى صعوبة تحقق اسلمة المعرفة فهناك مجموعة من المعاني والمعتقدات والاحكام الغربية الناتجة من رؤية كونية مادية لا يمكن الاشترك معها فهناك تناقض كبير بين اسس ومسلمات الحضارة الغربية والاسلامية لذلك طالب البعض الى تأسيس منهجي يتم من خلاله اظهار معالم الاسلام للعالم والكون والفرد والمجتمع والتاريخ والحضارة فان الفكر المنهجي يكون منطلقا لبناء العلوم وتتجاوز سقف مشروع اسلمة المعرفة ويراد في الدراسات الغربية والاستشراق بمعنى اخر ليس يوافق مدلول الاسلمة بل يكون اقرب الى التنصير او التهويد او العولمة اما وفق الرؤية الاسلامية تكون اقرب الى معنى التأصيل وهو بمثابة اخر فك الارتباط بين الانجاز العلمي الذي يشترك جميع البشر فيه وبين الرؤية الفلسفية للعالم فاختلاف بين الرؤية الغربية والاسلامية للعالم هو السبب الذي جعل البعض ينادي باسلمة المعرفة .