مع الدكتور حيدر العبادي ... بصراحة
بقلم : تحسين المنذري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تسلم الدكتور العبادي مقاليد السلطة بعد سلسلة إنكسارات وخسارات وهزائم وخراب في كل شيئ ، تلك كانت من نتائج حكم حزبه وكتلته البرلمانية بكل تحالفاتها، لكن قبوله بالمنصب في ذلك بالوقت بالذات كان تحديا كبيرا محسوبا له لا عليه،علما إنه لم يكن بعيدا عن مركز القرار فهو من المقربين لرأس السلطة السابق ويرأس لجنة مهمة في البرلمان العراقي وعضوا قياديا في حزبه وكتلته البرلمانية، لا أريد هنا أن أشير إليه بأصابع إتهام بقدر ما أردت أن أؤكد إنه كان على دراية بحجم الفساد والخراب،وفي مثل هذه الحالة يفترض به وهو يقبل المهمة الجسيمة أن يكون له تصوراً ما لمحاربة تلك الافات والتداعيات الناجمة عنها. ومنذ تسلمه السلطة بدت في الافق ملامح تفاؤول عند الكثيرين لما أبداه من مرونة مع الكتل الاخرى وما أطلق من وعود وإلتزامات على نفسه وحكومته،طبعا لم يكن طريقه معبدا بالورود ولم يسلم من إنتقادات إخوته الدعاة وزملائه في نفس كتلته برلمانيا، فأطلقت عليه تسميات شتى وإتُهِم بالضعف والمحاباة والانبطاح ، ومما يُحسب له إنه لم يرد علنا على أي من تلك التهم ، وتحسب له أيضا إستماعه لاراء الناس ومحاولة تلبية ما يستطيع وآخرها كانت إستجابته لنداءات كشف الفاسدين ومصادرهم المالية فأطلق نداء تفعيل مبدأ من أين لك هذا؟ ولا أدري لماذا لم يشرع ذلك بقانون وآليات تنفيذ صحيحة ؟ على أية حال هكذا يبدو وضع الدكتور العبادي أمنيات أكبر من الامكانيات،وإعاقات أكثر من التوقعات.

في الجانب الاخر من فترة حكم السيد العبادي فإن تطورا إيجابيا لم يحصل في محاربة الفساد،ولم يتحسن الوضع الامني في بغداد وبقية المدن المستهدفة من قبل الارهاب، ولم يتوقف تمدد "داعش" فقط إستبدل محافظة بأخرى ، وواقع الخدمات مازال كما هو سيئ جدا،وألاداء الحكومي لم يطرأ عليه تغيير فالوزراء مازالوا يتبعون كتلهم أكثرمن ولائهم للحكومة التي بها يعملون، وكل هذا وغيره يحسب على السيد العبادي وليس له،مع كل هذا هناك من الناس مَنْ مازال يعتقد به مخلصا، فتظهر الدعوات بشكل حاد في هذه الايام مطالبة إياه أن يفعل كذا وكذا،وأن يضرب الفساد بيد من حديد، وأن ينتزع المسؤولية من فلان ويتسلم دفة كذا ويقود تجربة جديدة و..و... الخ من الدعوات المتفائلة والتي لا تعدو عن كونها تعبيرا عن إمتنان الناس لتسلمه دفة الحكم وسخطا على رئيس حزبه الذي كان في موقعه قبله، فهل هذه الايجابية تكفي لكي ينهض الدكتور العبادي بكل تلك المهام ويلاقي النجاح ولو بأكثر من 50% بقليل؟أنا لا أقلل من إمكانيات السيد العبادي فربما يستطيع فعل ذلك وأكثر،لكني أعتقد إن محدداته كثيرة وتعيق تنفيذ حتى ربع الاصلاحات المطلوبة شعبيا. فإن أراد السيد العبادي فعلا أن يكون منقذا للوضع وأن يخلده التاريخ وأن يحصل على شعبية لا تقل عن شعبية الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم فإني أقترح عليه القيام بخطوتين إثنتين:

1- الاستقالة من حزب الدعوة،وبهذا يضمن التخلص من وصاية المالكي ورهطه

2- الاعلان صراحة تخليه عن مشروع الاسلام السياسي بكل تجلياته وبكل دواخله وبكل توابعه ومنها عدم الانقياد لرغبات المرجعيات الدينية من كل حدب وصوب، وبهذا فإنه سيضمن تخلصا من كل مايعيق حريته في إختيار الوزراء والمساعدين والمستشارين والقادة الامنين وغير ذلك من المناصب فهو بهذا الفعل إنما يعلن صراحة إنهاءاً لنظام المحاصصة الطائفية،ومن جهة أخرى فإن كل حراكات الشعب ستقف بجانبه وسيتشكل تيارٌ مدنيٌ ديمقراطي مساندا له وناصحا ومؤيدا في كل خطوة إيجابية يتخذها على طريق إنقاذ العراق مما يحيق به من أخطار جسيمة وحقيقية ،وبغير ذلك فلا خلاص على يديه أو ممن يأتون من بعده ضمن مشروع الاسلام السياسي .

  كتب بتأريخ :  الجمعة 07-08-2015     عدد القراء :  1518       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced