تداعيات غريب منسي
بقلم : تحسين المنذري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تنتشي بإبتسامة ترتسم على وجهك المتعب وانت تشاهد عبر التلفزيون بعض اللقطات الحية لتظاهر الشبيبة في ساحة التحرير ، هاهم من يعيدون اليك زهو أيام مضت،تحرك ساقيك الممددتين على بعضهما وكأنك بين الجموع تهتف ضد زيارة السادات الى الارض المحتلة ، تلك الايام التي تعيد عليك تسلسلها وأنت تتابع مايجري في وطنك المكلوم بزبانية المحاصصة ، لكنك وانت تحتسي كأسك الثاني تردد مع نفسك: هؤلاء الشبيبة من سيأخذ حقي من المتمسكين بكرسي لايستحقونه ، والتلفزيون ينقل لقطات إعتداء عدد من أزلام أحزاب وكتل السلطة على المتظاهرين السلميين ، ومحاولات بائسة لجرالمظاهرات الى متاهات تبتعد عما تريد أنت ويريد شبيبة الوطن ، وهاهم الجلاوزة يحيطون بك مع مكبرة صوت تهتف لقائدهم محاولين جرك الى الوقوع بنفس الحضيض ، لكنك وبعناد وإصرار تهتف لوطن أُستبيح وأرض سُلبت حتى يبتعد عنك الازلام خائبين، فتعيد اليك همة الشبيبة الامل بعودة وطن غادرته ولم يفارق مخيلتك لحظة،فتردد مع نفسك الممسكة بالحزن ماذا لو كنت بينهم الان ، ماضر لو رفعوني على أكتافهم لأهتف عاش الشعب وتسقط الحرامية ، نعم أريد للشعب أن يعيش ، كم تمنيت لو أستطيع أن أحرق بين شفتي الان لفافة سيكارة،تلك اللعينة التي منعني عنها الاطباء ، هي كانت بالنسبة لي مجرم أنتقم منه ، يخفف عني  حرقها حرقة هجر الحبيبة ، هؤلاء الذين حولوا حياتك الى جحيم مازالوا ينعمون بنفس إمتيازاتهم ، وأنت محروم من شمس الوطن ، كم يعيد لك صقيع المنفى مشاعر قسوة زنزانة الموت في مديرية الرعب العام ،وأنت ترتجف خوفا وبردا، والشبيبة تهتف للوطن ، وعلى هامش هتافاتهم يدلي البعض بما يعتقد ، فهذا لم يكن جريئا وذاك قال الحقيقة دون أن يعطي بديلا ، أما أنت فتؤمن كما قال هذا الأخير بأن القيد سينكسر حتما وتعود بغداد لاهلها ، تسهر وتمرح وتضحك حتى يتلفت المارة لصوت قهقهتك ، لكنهم يبتسمون لك فالفرح كان وطن ،لايريدون لك كما يريد المتمترسون الان بسدة الحكم أن تبكي وتلطم بلا نهاية ، إن الوطن لا أكثر من ساحة لشق الجيوب وجلد الذات حد الثمالة ، والكأس الرابع الان يفقدك قليلا من توازنك ، فتصرخ مع الجموع لا وطن بلا سماء زرقاء ولا أرض بلا ملح، ونحن ملحها ، وإن كنت ناسي أفكرك، تصدح هدى سلطان فتتمايل مع نغماتها وصورة الحبيبة التي لاترد على نداءاتك ، والوطن يهتز لهتاف الشبيبة: لامكان للمفسدين في الارض ، وتعيد النشوة اليك أيام مايسموه الزمن الجميل مع إنه كان زمنا بائسا ، أراد لنفسه أن يكون وصيا فكنت أنت اللعبة التي قضت السنون أن تلوك بك يمينا وشمالا حتى غدوت بلا لون ولا طعم ، رغم إن رائحتك بقيت كما هي ، تلاحق شبح الوطن فيطردك الفاسدون ، والخبر العاجل: لاتنسوا وطنا، فتهتز الروح في غربة المنفى مع صرخة شيخ ذلته السنين وفساد الحاكمين ، وليس الا أنت ياوطني ، بك الحبيبة تنتظر فارسها ، والحبيب يمتليئ عشقا ، ولكل جواد كبوة ، وللظالم جولة ، لكن للشبيبة وهي تهز الارض تحت مقاعد الظالمين ، وطن يحتضن أحلامها ويداوي جراحاتها ، ولا نفدي احدا:ً بالروح، بالدم، بعد اليوم ، لا أجمل من الحياة ولا أنقى من حبنا لامهاتنا اللواتي ذوين في الانتظار ولم نعد ، ياوطني أنت لم تكن يوما بضاعة وانا لست بائعا ، والشبيبة تهتف وأنت تمني النفس لو كنت في ساحة التحرير ، لكن من يذيب صقيع المنفى ، كي تعود لي حبيبتي فأنسى غربة وطني عني ، ويعود دفء حضن أمي فأنام مطمئنا.

  كتب بتأريخ :  السبت 22-08-2015     عدد القراء :  1506       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced