الخجل قطرة....وليس جرة!!
بقلم : ئاشتي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

                                           

                                            "1"

       لا يبرح الشك تفاصيل الحكايات التي تبني أعشاشا لها في روحك، ما دامت هنالك في الأفق القريب علامات من الحزن تغلف كل البقايا وترسم خطوط عدم تجاوز لكل ما هو مرفوض من الجميع، وهذه الحالة هي التي تأخذ ديمومتها من ظاهرة التسويف التي تتحكم بكل أبجديات التغيير، لهذا نرى أبوابا عديدة يفتحها أصحاب الشأن تتوفر عبرها أمكانية النفاذ والتخلص من تحمل مسؤولية أنواع الشر الذي ارتكبوه في فترة زمنية محددة، أو مثلما يقال يخرج منها خروج الشعرة من العجين، قد يحدث هذا في زمن تتوفر لهم فيه كل إمكانيات الاحتيال والالتفاف على القوانين، ولكن ذاكرة الشعوب لا توفر في خزنها للأحداث كل صغيرة وكبيرة إلا ويكون لها حيزا في زاوية من زواياها.

                                          "2"

تتداخل الأحداث ويبدو للبعض أن ما ينجم عن هذا التداخل الفوضى التي تجعل النسيان داء مستديم في ذاكرة الشعوب، لهذا نرى التلون في المواقف هو الطريق التي يسلكها البعض لكي يوفر لنفسه حصانة الحفاظ على ما كسب في أسوء الأحوال، وقد تساعده الظروف في فترة زمنية معينة، ولكن هيهات أن يستمر الحال على ما هو عليه ما دام التاريخ فعل أنساني لا يكون فاعلا دون التواصل في دائرة ثلاثية الزمن.

                                          "3"

الثورة البيضاء في المدن العراقية واضحة المعالم، وهذا الوضوح هو الذي جعل منها نجم قطب يهدي الذي يشاء إلى فهم حقيقة ما يجري في وطننا، لهذا هبت الجموع تنشد التغيير لأنها تعبت من الوعود، تعبت من الزيف، تعبت من الكذب المعلن، تعبت من حنظل حياتها، تعبت حتى من كونها روح تتنفس، لهذا انتمت إلى روح الثورة البيضاء بكل تفاصيلها، لعلها تجد هناك متنفس لها، يغريها بالتمسك بخيط من الأمل حتى تواصل استمرار ثوراتها وتحقق ذاتها.

                                         "4"

الثورة البيضاء كانت ولازالت ضد الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة، والذي يتحمل المسؤولية الأولى في ذلك هو القضاء، ولكن حين يكون رب البيت بالدف ناقرا ماذا سيكون حال الآخرين؟ فرئيس مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية العليا رغم أن عمره قد تجاوز السن القانوني للتقاعد، ورغم مطالب ابناء الثورة البيضاء باستقالته إلا أنه مصمم على التمسك بمركزه الوظيفي رغم انكشاف جميع أوراقه لهذا ينطبق عليه المثل المعروف الخجل قطرة وليس جرة.

                                             "5"

ليس لي غير أن استنجد بالشاعر العراقي موفق محمد في زمن الذين لا يعرفون الخجل

(أعراقي وحقود!؟

ونصبرُ

فقد خلق الله العراقيين من طينة أيوب

مازجا معها علم أدم

وحلم إبراهيم

هذا زمن أيسره موسى يتعشق في الزردوم

سلمت يداك)

   

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-09-2015     عدد القراء :  1275       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced