الكوليرا في العراق لها دواؤها لكن المفاسد فيه أعيَتْ من يداويها
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

التخريب والفساد ظاهرتان لمسهما العراقيون منذ سقوط النظام السابق ، ولم يمر وقت طويل حتى تحولت هذه الظاهرتان الى معاناة شديدة مرعبة ، تمس حياة الناس بشكل يومي في الشوارع والدوائر والمؤسسات . والحكومات المتعاقبة في حيرة من معالجتها او التصدي لها . وهذا الإعتداء التاريخي على العراق ومستقبله فمصدره من الداخل والخارج .. يشارك فيه الأجنبي وابن الوطن ممن باعوا ضمائرهم ، منهم من المعادين فعلاً ومنهم من ناهزي الفرص المتسترين في الأحزاب والمنظمات ، وشاغلين مناصباً ــ منها حساسة جداً ـ في مختلف الدوائر والمؤسسات .

منذ تشكيل الحكومة الجديدة في العراق ، استنفر ازلام النظام السابق والسائرين في ركابه ـ وبدعم متواصل من بعض دول الجوار المعروفة ــ في تنظيم عمليات الهجوم على بغداد ومحافظات اخرى بحملة من التفجيرات ، تستهدف الأبرياء من الناس والدوائر وغيرها . الأمر الذي وفر فرصة امام المعادين في الداخل الذين اوكل اليهم التعرض لأمن البلاد ، لإمرار مشورع المؤامرة لإسقاط النظام . وبنفس الوقت ، انتهز المخاتلون العاملون في قطاع الدولة فرصتهم  تحت الستار ، لأتخاذ مسلك الفساد في عملية ارهابية جديدة اخطر من التفجيروالقتل ، وهي سرقة المال العام وشراء الذمم ، بإعتمـاد عصابـات ومافيـات علــى اشكالها  مع استفحال عمليات اخـذ الرشى ( رشوات ) في عموم دوائر الدولة ، لتستحيل الى حالة مقرونة بالواجب الوظيفي . لا خوف من التداول بها  ولا حياء .

واليوم يُعــدّ الفساد المالي والإداري ، اخطر وسيلة  تهديد لمستقبل العراق وحكومته التي لم تـرَ لحد الآن حلاً لهذه المعضلة المستعصية فعلاً . وكل الوعود المقطوعة من رئاسة الحكومة العراقية ، تصطدم بنوعية الإجراءات التي يستوجب اتخاذها ،  لإقتحام منظومة كبيرة من السراق وذات تشعبات متداخلة ، تستمد الدعم من قطاع  فاعل في دوائر ومؤسسات الدولة. وكذلك ومسنودة من مراكز قوى فاعلة .

السيد العبادي ، يعرِّف مقام هذه العصابات بأخطر ما يهدد العراق ، ويؤكد على كشفهم وردعم والقاء القبض عليهم .

متى يا ترى تنفذ الحكومة العراقية وعودها بوضع اليد على هذه الشبكات المدمرة للبلاد ، والقاء القبض على رموزها وتقديمهم للعدالة ، لينالوا جزاءهم على ما اقترفته اياديهم بحق العراق وشعبه ، والوضع السياسي والمجتمعي والإقتصادي ، في حالة تبعث التشاؤم عند كل عراقي متابع لما يدور في بلده . ولهذا نستطيع القول ، بأن العراق لا زال في كماشة ما بين الدفاع عن حياض الوطن وحمايته من هجمات داعش ومشاريعها ، وبين منظومة الفساد الكبيرة التي لم  يهزها  لحد هذا اليوم اي تهديد او  وعيد  مبني على القول ينتظر الفعل .    

  كتب بتأريخ :  الخميس 24-09-2015     عدد القراء :  1812       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced