تلك كانت هي الأيام !
بقلم : رضا الظاهر
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

اليوم، إذن، نحتفي بالعام الثمانين على صدور ذلك "المنشور" السري، وقد رأى النور في الحادي والثلاثين من تموز عام 1935، فأثار الرعب في نفوس الخصوم الطبقيين ..

في مثل هذا اليوم ولدت في العراق، قبل ثمانين عاماً، صحافة جديدة دشنتها "كفاح الشعب"، فكانت المحطة الأولى التي ما تزال أنوارها تسطع في "طريق الشعب"، لترشد الساعين الى الحقيقة، والماشين في دروب الحرية ..

اليوم، اذن، وعلى حدائق الأندلس ببغداد، نستعيد ذكرى تلك الأيام التي هزت فيها "كفاح الشعب" عروش الطغيان ..

واليوم نعيد، في ساحات التحرير، أصوات أولئك المنشدين الأوائل الذين تمتد قوافلهم عابرة جسور التحدي، مضيئة المحن والخبر والآمال، ومتطلعة الى تلك الضفاف ..

في السبعينات كنا شباباً يافعين ضمتنا "طريق الشعب" .. وسرعان ما تفرقت بنا السبل .. غير أننا كنا نعرف، وما نزال، أن لا سبيل أمامنا سوى الجذور الممتدة عميقاً في العراق، والتمسك بالقيم الساميات، والتطلع الى الآفاق الأرحب ..

كنا نردد أغنية هي الأجمل .. أولئك الفتية الذين كناهم، ما زلنا نردد أغنيتنا الأثيرة: تلك كانت هي الأيام !*

كنا سعاة الى النور .. ونعلم أن كل ساعٍ الى النور منتمٍ، لابد، الى "مقتحمي السماء"، الماضين حتى آخر الطريق، وبأياديهم رايات المعرفة، عابرين جسور المعاناة على أشواك أزمنة جائرة، وخائضين غمار معارك الطبقات من أجل إلحاق الهزيمة بمؤبّدي الراهن والاطاحة بالعالم القديم.

نحن الذين كنا نحول السخط الى رايات وينابيع .. نحن العاضّين على شفاهنا بينما نقاوم الآلام، ونغري المحرومين، حتى تمتزج أصواتهم بأصواتنا، ونحن نردد أناشيد الغضب والاحتجاج ضد الخنوع والعبودية والانحطاط وسلطة رأس المال.

نحن وارثي "كفاح الشعب"، وناقلي المعرفة عبر أجيال تتواصل، وهي، اليوم، تواصل ردم مستنقعات الظلام وتزييف الحقائق والردح لسدنة التخلف .. مثلما تواصل، قابضة على جمر المكابدات، ذلك الطريق المعمد بالمآثر والأغاني.

نحن الذين روّضنا أنفسنا على أن نجلّ معلمينا عرفاناً بالجميل .. ونستذكر شهداءنا، أرقاء مثل نسائم ومعتدلين مثل أشرعة .. أصواتنا تصدح بنشيد يليق بـ "طريق الشعب" وموكب التنوير ..

نقف اليوم، كما كنا في تلك الأيام، في كل المنعطفات، نمد الأيادي الى لائذين بالرجاء، ومانحين التاريخ جذوة الاشراق.

نحن الذين نقرع الأجراس، مطوّقين بروافد الأشواق، وربيع الأسئلة، واختلاف الرأي، وحياء الثوري الذي يرى الآفاق ويجسد الأمثولة الملهمة ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*تلك كانت هي الأيام Those Were The Days، أغنية ماري هوبكن، البريطانية من ويلز، وقد ظهرت في عام 1968 المميز، أيام كنا نخوض الاضرابات والاحتجاجات الطلابية .. ومطلعها يقول:

"تلك كانت هي الأيام ..

الأيام التي تخيلنا أنها تمتد بلا نهاية

كنا نغني ونرقص في الزمن

نعيش الحياة التي اخترناها

نكافح دونما خسران ..

كنا شباباً نتلمس خطانا الواثقة

ونرى الطريق الذي فيه نغذ المسير" ..

  كتب بتأريخ :  الخميس 08-10-2015     عدد القراء :  1728       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced