لاڤين الذي رحل !
بقلم : تحسين المنذري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أمس الاربعاء 28/10/2015 إحتضنت الارض بحنان جسد الشاب لاڤين مغلفا بالزهور ، حنان لم تمتلكه قلوب العنصريين القتلة ، أمس أنتهى فصل من حكاية سوف لن تنتهِ مادام في الارض ملونون ومادام للعنصرية زاد تستزيد منه ، أمس وقف وصفي إسكندر ليقول للجميع (إن لاڤين للكل)، الاكثر فجيعة من الاخرين هو الاكثر إدراكا لما حدث ، نعم فقد حاول البعض وربما كانوا جميعهم بحسن نية وصفاء حزن أن ينسبوا الشهيد لاڤين لهوية أخرى غير الهوية الانسانية ، البعض تحدث عن عراقية الشهيد وآخرون قالوا عن إنتمائه القومي ، والبعض تحدث عن ديانة أمه ، كل ما قيل في هذا الاطار هو في الحقيقة تقزيم للبطولة التي أقدم عليها الشهيد لاڤين ، فهو لم يفكر لحظة إقدامه البطولي لا بجنسيته ولا بقوميته ولا بديانته ، بل ولم يتصور إنه بعمله هذا يؤدي عملا بطوليا ، نعم هكذا هم الكبار ، هكذا هم المضحين ، هكذا هم الشهداء ، لم يفكروا لحظة تضحيتهم البطولية بأنهم يقومون بشيئ مميز ، كل ما يفكرون به ربما في تلك اللحظة كيف يؤدون عملا قرروا القيام به. كما إن المجرم العنصري الذي أقدم على فعلته الشنيعة تلك لم يعرف لحظتها إن كان لاڤين عربيا أو كرديا أو مسلما أم غير مسلم أو أي شيئ آخر ، فقط هو ذو سحنة غير سويدية ، فيجب بعرف هؤلاء الاوغاد أن لايعيش !! لكن الشهيد لاڤين سيبقى مثالا لكل من يريد للسلام أن يعم ، لاڤين سيبقى مشعلا للحب ، سيبقى شاهدا على إجرام العنصريين ، فإني أحمل اليمين السويدي والحزب العنصري ( ديمقراطيو السويد ) مسؤولية الجريمة تلك ، فهم من أشاع ثقافة العنصرية ، ثقافة الحقد والكراهية ، ثقافة إقصاء الاخر غير السويدي الاصل ، عليهم تقع مسؤولية هذه الجريمة هم وكل من يؤيد افكارهم المسمومة تلك ، والغريب ، الغريب فعلا أن تجد مَن هم مِن أصول غير سويدية يؤيدون هذا الحزب ، بعضهم بحجة إن الحزب العنصري هذا ضد المسلمين ، وبما إنه غير مسلم فيؤيده ، والبعض يتصور إن هذا الحزب هو ضد العرب ولانه هو غير عربي فيؤيد الحزب ، بل إن البعض أوغل اكثر فإنتمى لهذا الحزب ، ربما حقدا على شخص واحد ! أوشيئ من هذا القبيل !! وهم لايعلمون إنهم محتقرون من هذا الحزب وهم أعضاء فيه ، فهذا حزب عنصري ضد الكل ، فقط مع عنصرييه ، أنه حزب يكره ليس فقط الاجانب بل حتى السويديين المتعاطفين مع الاجانب ! فلنصحو من غفوتنا هذه ، ولنعد لما قاله الاكثر فجيعة منا في مسيرة الشموع حينما هتف وصفي إسكندر ( لنحب بعضنا ) يا لحكمتك ايها المفجوع ، نعم لنحب بعضنا ، ونعم (لاڤين للكل) لاڤين الذي رحل من حصة الانسانية جمعاء وليس من حصة أحد.

  كتب بتأريخ :  الخميس 29-10-2015     عدد القراء :  1770       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced