اقتحام السماء .. تأملات في الحراك الشعبي (2)
بقلم : رضا الظاهر
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

مقدمات .. وسمات

بلغت الأسباب حدّا .. وتراكمت المقدمات مدّا .. ولم يكن أمام "مقتحمي السماء" سوى .. خيار الغضب وهو يغلي في الصدور، بعد أن بلغ السيل الزبى .. فكان الاحتجاج ..

هؤلاء الذين تعالت هتافاتهم في ساحات تحرير العراق في بغداد وسواها من المدن الثائرة، ضحية السنوات المريرة، يرون الأزمة الخانقة تستفحل، وتتجلى بأكثر صورها ترويعاً وإيلاماً ..

يرون قوى الظلام وقد زحفت .. والأمن وقد فُقد .. والفساد وقد استشرى .. والخدمات الأساسية وقد انعدمت .. وبطالة الشباب وقد تفشت .. وحقوق النساء وقد هدرت ..

يرون حكم المحاصصات وقد ساد .. وثقافة التخلف وقد هيمنت ..

أبحاجة هم الى أسباب أخرى للانتفاض ضد الجور !؟

* * *

للحراك أسبابه ومقدماته .. وله سماته .. وهذه الأسباب والمقدمات تتمثل بالأزمة الاجتماعية وتجلياتها .. المعضلات الناجمة عن نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، الذي أدى الى كل المآسي التي تطحن رحاها الملايين .. انحدار المجتمع على مختلف المستويات .. الصراع على الامتيازات والمال .. الارتياب بين القوى السياسية .. عواقب الارهاب ووحشية "داعش" .. فوضى التدخلات وانتهاك السيادة الوطنية .. تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية .. الضائقة المعيشية وتعاظم جيش العاطلين .. تفاقم معضلة النازحين والمهجرين .. وأخيراً وليس آخراً تمزق النسيج الاجتماعي ..

من بصرة الاحتجاج انطلق الهتاف .. وسال دم منتظر الحلفي شهيد انتفاضة، ليعلن أن "المسيل هو القتيل" .. ولتنطلق الشرارة، ويسري الغضب ناراً في هشيم الضحايا، فتضيء كل ساحات التحرير في بلاد الرافدين ..

هذه البلاد الحزينة، والآملة، منذ أن هام جلجامش بحثاً عن عشبة الخلود، ماتزال تعيش على امتداد ثلاثة عشر عاماً، يوم أن سقطت الدكتاتورية بأيدي قوى محتلة، أزمة نظام سياسي فرضته واشنطن واستمرأته بغداد .. طبيعته المحاصصاتية هي أساس البلايا في سائر ميادين الحياة ..

والصراع على السلطة، بما تعنيه من ثروة ونفوذ، يتفاقم، مجسداً، على نحو أسطع، جوهره المتجلي في سعي المتحاصصين المتنفذين الى اقتسام وإعادة اقتسام الامتيازات.

وهذا الصراع المتعاظم شمل كل الكتل السياسية، بل امتد الى داخلها، ولم يسلم منه المتنفذون، ممثلين بالتحالف الوطني واتحاد القوى والتحالف الكردستاني .. ويتواصل تأزم العلاقات بين أربيل وبغداد، بينما يصيب الشلل الاتفاق السياسي بين المشاركين في الحكم، وتعجز "الدولة الفاشلة" عن حل المعضلات التي يعاني منها الملايين.

وعلى خلفية عوامل الأزمة جاء الانخفاض في تجهيز الكهرباء وترافق مع تصريحات الوزير، وهو يستهين بالمعضلة المزمنة وبمعاناة الناس، ليستثير الغضب، فتنطلق الموجة الأولى من التظاهرات. ولم يكن للاحتجاج أن يكتسب زخماً شعبياً، غير مألوف وغير مسبوق منذ عقود من الزمن، لولا أن عوامل عديدة تضافرت معمقة التوتر الاجتماعي والاحتقان السياسي، ومؤدية الى تفجر الحراك الشعبي.

ولا ريب أن الفساد، المستشري في جميع مؤسسات الدولة وعلى مختلف المستويات، يشكل عاملاً أساسياً في تأجيج السخط وتحويله الى فعل احتجاجي.

وأصبح منهج المتنفذين ممارسة كل شيء من أجل تحقيق الشعار "المقدس": أكبر ما يمكن من الأموال المنهوبة، بأكثر ما يمكن من الفرص، وبأسرع ما يمكن من الوقت، قبل أن ينقلب السحر على الساحر، ويفوت الأوان .. ولات ساعة مندم !

وبات جلياً أن أذرع أخطبوط الفساد امتدت الى حلقات أساسية في مراكز القرار، لتخلق لمافيات الفساد المنتعشة مناخ نهب المال العام واستنزاف موارد الدولة وشل عملية الاعمار، في ظل شيوع ثقافة الرشوة والابتزاز والعمولات.

وأضحت مكشوفة شبكة المصالح التي تربط بين متنفذين كبار في الدولة وحيتان مال ومفسدين من أصحاب الثروة والنفوذ في قطاع البزنس والتجارة والمقاولات داخل البلاد وخارجها. وهو ما يفسر عرقلة فتح الكثير من ملفات الفساد ومحاسبة كبار المفسدين من قبل "نزاهة" محاصصاتية عاجزة، وقضاء غير محايد وغير مستقل.

وما من شك في أن العامل الآخر خطير الشأن يتجلى في الارهاب وما حققته "داعش" من اختراقات كان أكثرها مأساوية اختراق حزيران 2014، جراء فشل أجهزة الأمن وتصدع المؤسسة العسكرية، التي ينخرها الفساد وسوء الادارة والولاء الطائفي والبناء المهلهل القائم على أسس خاطئة.

وجاء سقوط الرمادي الفاجع مصداقاً لعدم استخلاص العبر من سقوط الموصل المدوي، الذي مايزال التحقيق في أسبابه "غير معلن"، ومايزال المسؤولون عنه دون حساب أو عقاب، بل دون إشارة. ويعود السبب الرئيسي في هذا، بالطبع، الى منهجية التخادم والتواطؤ وشراء السكوت المتبادل، وهي منهجية مرتبطة بطبيعة النظام السياسي المحاصصاتي.

أما العامل الثالث الهام فقد تجسد بعد أن تبددت الأوهام، ارتباطاً بالانخفاض الحاد في ايرادات مبيعات النفط بعد تلك الوفرة المالية الناجمة عن ارتفاع أسعاره عالمياً، وهو ما شكل ورقة توت تستر عورة النظام السياسي وتحجب العجز في أداء الحكومة.

وأسهم تعمق الأزمة المالية والاقتصادية في مزيد من تفاقم الأزمة السياسية والضائقة المعيشية، وإلقاء ملايين الناس، وخصوصاً الشباب، في مهاوي اليأس، وتلاشي آمالهم في الحصول على فرص عمل لائق وعيش كريم.

وأدت الضائقة الحياتية الى مزيد من توسيع الهوة بين الأغنياء والفقراء، وتعمق التفاوت الاجتماعي، وهو ما أثار مشاعر غضب ورفض شعبي واسع لمنظومة الامتيازات الخيالية التي يتمتع بها كبار المسؤولين، والثروات الهائلة التي تستحوذ عليها شريحة طفيلية محدودة. ناهيكم عن الأرباح الطائلة التي يجنيها حيتان الفساد ورجال الصفقات وكبار التجار ومسؤولي المصارف الأهلية، وعن النهب المرتبط بعمليات غسيل الأموال.

ووسط هذه اللوحة من المعضلات المتشابكة والمعقدة تعاظمت المأساة المروعة لما يزيد على ثلاثة ملايين من النازحين والمهجرين في ظل شحة موارد تمويل أعمال الاغاثة من جانب الدولة والمنظمات العالمية، وضعف مؤسسات الحكومة الادارية المعنية بالموضوع، ودور الفساد في الحيلولة دون وصول المساعدات الى مستحقيها من ضحايا النزوح والتهجير. وقد اسهم هذا الواقع المفجع في المزيد من تعقيد اللوحة الاجتماعية والسياسية.

هذه هي العوامل الرئيسية التي تضافرت، فأدت الى تفاقم الأزمة، وشكلت مقدمات حركت مشاعر الغضب والسخط وحولتها الى مشاعر احتجاج، فكانت التظاهرات التي اندلعت في الحادي والثلاثين من تموز الماضي وماتزال متواصلة.

فما الذي اتسمت به هذه المظاهرات ؟

كان هناك الطابع العفوي الذي طغى في بداية الحراك. ولم تكن هذه العفوية سمة غريبة او غير متوقعة في ظل تراكم معاناة مريرة. غير أنها لم تشكل خطراً على الحراك، إذ سرعان ما توقفت بفعل ما قامت به عناصر واعية لديها وضوح في الرؤية، تنادت تضامناً مع محتجي البصرة المبادرين، وسعياً الى حراك في ساحة التحرير ببغداد، اتسعت أصداؤه وتأثيراته، ولامست شعاراته مطالب وحاجات الناس الحقيقية، وخصوصاً أولئك الذين تهدّ المعاناة حيلهم وتطحن رحى الظلم بقايا أرواحهم. وتعمقت تفاعلات هذا الاحتجاج مع التجليات الأخرى لتخلق مناخات ملائمة لتطوير الحركة الشعبية.

غير أن الحراك لم يكن بعيداً عن ميل بعض قوى الحركة الاحتجاجية الى تكريس النزعة العدمية، وازدراء وتهميش دور الأحزاب والقوى المنظمة على نحو يشوه طبيعة الحراك ويجرده من القيادة الواعية الضرورية.

وقد تمكنت التظاهرات، في مجرى استمراريتها، من التخلص من كثير من المظاهر السلبية، وتسلل بعض العناصر المخربة والمشبوهة وتضييق حضورها في الساحات، وقسم منها مدفوع من بعض القوى المتنفذة أو المناوئة للاصلاح لتصفية حسابات مع قوى أخرى منافسة. كما جرى تحجيم بعض الشعارات الاستفزازية التي تترك آثاراً سلبية على هيبة التظاهر.

وتصرف الكثير من المساهمين الفعالين في التظاهر بمسؤولية عالية حفاظاً على الطابع الوطني للحراك، وإبعاده عن النزعة الحزبية الضيقة التي تضعف الطابع الجماهيري للحراك وتدفع متظاهرين الى التنافس في ما بينهم، وربما الى التصادم على نحو يخدم الشامتين من خصوم الاصلاح، ويوفر لهم فرصاً أكبر للانقضاض على العملية برمتها.

لقد اتسمت شعارات الحراك بواقعيتها وملموسيتها ومشروعيتها، وتعبيرها عن مطامح الناس وحاجاتهم الملحة، وخصوصاً في ميادين تحقيق الاصلاح وإشاعة الأمن وتوفير الخدمات ومكافحة الفساد، فضلاً عن اصلاح النظام القضائي.

ولعبت وسائل الاتصال الحديثة دوراً هاماً إذ سهلت التحرك ودعوة أوساط أوسع للمساهمة في التظاهرات. وتكشف مقارنة الجمعة الأولى في ساحة التحرير ببغداد بالجمع التالية عن الدور الفاعل والبارز لوسائل التواصل الاجتماعي في توسيع المشاركة الشعبية.

وارتباطا بتزايد النشاطات التي امتدت أفقياً وعمودياً الى كل أنحاء البلاد، وبالتوازي مع اتساع الحراك، تشكلت تنسيقيات، وجرت محاولات ومساعٍ لتنظيم وانتظام العلاقة بين هذه التشكيلات المختلفة في العاصمة وأطرافها وكذلك في المحافظات. ويعد تشكيل التنسيقيات عملية هامة بدأت ولم تنجز كاملة بعد، على الرغم من أنها قطعت أشواطاً بعيدة تكللت بلقاءات ومؤتمرات البصرة وبغداد أواسط وأواخر كانون الثاني من العام الحالي.

واتسم الحراك بالقدرة على استقطاب قوى شبابية واسعة أصبح حضورها الكثيف والقوي ظاهرة جلية في مسار التظاهرات، وهي سمة مميزة ستعني الكثير بالنسبة لآفاق الكفاح وتعميق وعي الشبيبة التنويري. ومن باب الدلالة العميقة ذلك الدور الملحوظ للنساء، على الرغم من محدوديته "المفهومة"، فضلاً عن المشاركة المتميزة لممثلي الطبقة الوسطى والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني. وتجدر الاشارة، في هذا السياق، الى مشاركة منتسبي قوى اسلامية في بعض تظاهرات ساحة التحرير ببغداد خصوصاً.

وتجلت في التظاهرات الهوية الوطنية للحراك، العابرة للهويات الفرعية. وكانت راية العراق، ممثلة بعلم الدولة، هي السائدة في ساحات التظاهر، وهو ما التزمت به القوى المشاركة، علمانية واسلامية، ليجسد دلالة هامة. كما انعكست تلك الهوية في الشعارات والهتافات بشكل عام، مع وجود بعض الحالات التي انطلقت من تجمعات تابعة لقوى اسلامية.

ومثلت سلمية المظاهرات وسلوك المتظاهرين المنضبط والمتحضر، والبعيد عن الاحتكاكات والتجاوزات، الا في حالات نادرة، الطابع المدني للاحتجاج، على الرغم من بعض إعاقات ومساعٍ هادفة الى عرقلة وصول الناس الى مواقع التظاهر.

ومما له دلالة أن الحكومة اضطرت الى الاستجابة السريعة لضغوطات الجماهير المدعومة من المرجعية الدينية، التي ظلت تسعى الى تطوير موقفها وتضامنها. غير أن الحكومة حصرت الاستجابة، التي تعكس معاني مختلفة وتفسيرات متباينة لا يخلو بعضها من تناقض وقصدية ضيقة ونظرة مماطلة وتسويف، بموقف المرجعية متجاهلة دور التظاهرات. كما أن البرلمان صحا من غفوته وتحرك باتجاه "دعم" الحراك الشعبي والاجراءات الاصلاحية، لكنه تراجع، لاحقاً، عن هذا الدعم خشية على الامتيازات وخوفاً من عواقب تطور الحركة الشعبية.

ومهما يكن من أمر هذه المواقف، المترددة والملتبسة والمائعة أحياناً، فان الدرس الهام المستقى من هذا الواقع يشير الى أنه عندما يتحرك الشعب تتوفر امكانية لارغام البرلمان على دعمه، أو الانحناء للعاصفة في أقل تقدير.

لقد أصبح الحراك حقيقة واقعة انخرط فيه مئات الألوف من المواطنين لا في بغداد ومراكز المحافظات حسب، وإنما في الأقضية والنواحي، بأشكال مختلفة من السخط والغضب والاحتجاج والمطالبة بالتغيير عن طريق الاصلاح.

ولا ريب أن هذا الأمر مرتبط بقراءة اللوحة السياسية وتعقيداتها، وما هو متاح لتحديد المهمة الثورية الآنية، ذلك أنه لا يمكن للمرء، وهو يمارس المعارضة، أن يتجاهل التهديد الخطير لقوى الارهاب و"داعش". ولا يمكن للمرء الا أن يرى صراع القوى والتدخلات الأجنبية، وعدم تبلور تيار موحد مؤثر يستطيع أن يقدم بديلاً في اللحظة الراهنة. وفي هذا الاطار لابد من اختيار ما هو ممكن من أهداف وشعارات وأساليب عمل واقعية في الظرف الراهن، في بلد يعج، من بين حقائق أخرى مريرة، بالمليشيات ومافيات الفساد ومخاطر الحرب الأهلية والتقسيم، ويعاني ويعيش الفوضى بكل معانيها وتجلياتها.

غير أنه من الخطأ الفادح الوقوع في ثنائية تبسيطية واختزال المعضلة بأولوية الارهاب أو الضائقة المالية على نحو يعفي طبيعة النظام السياسي وعواقب التفاوت الاجتماعي من المسؤولية الرئيسية. وبالتالي علينا فضح الداعين الى تأجيل النظر الى تجليات وعواقب الأزمة الاجتماعية، وتعليق الأمور، بنحو ذرائعي، على مشجب الوضع الأمني والاقتصادي.

وبوسعنا القول، أخيراً ووجيزاً، إن الحركة تتسم بنوع من التنافر، غير أنه توجد امكانية أعظم وضرورة أكثر إلحاحاً لتركيزها على المشتركات، وإن المظاهرات عززت القيم المدنية، وكشفت تركيبتها عن اختلاط أجيال وثقافات وانتماءات اجتماعية متباينة، بينما كانت هتافاتها موحدة. وهذه العملية تشكل، بحد ذاتها، قيمة ربما تؤسس لما هو أكبر من اللحظة الراهنة.

لقد كسرت المظاهرات حواجز اجتماعية وفكرية وسلوكية. وحتى لو لم تحقق منجزاً سياسياً، فان مجرد ظهورها يعد منجزاً عميق الدلالة.

* * *

هؤلاء الذين يلوّحون بالرايات .. الذين تتعالى أصواتهم هاتفة من أجل الحق، يعرفون، حق المعرفة، أنهم الى غاياتهم الساميات سائرون، وهم يرون ما يجري في الواقع من مآسٍ، مثلما يرون ما يلوح في الأفق من رجاءات ..

لم يكن هذا الحراك مألوفاً، إذ هتك ستار صمت مديد، ليبلغ رسائل الشوق الى الضفاف .. وبات جلياً أن هذا المدّ الاقتحامي لن يتراجع ويتحول الى هزيمة .. وأن حصون الظلام ستتهاوى يوماً ..

لا ينبغي أن يتبدد الأمل لأن "الخصوم" يبدون أقوى، أو لأن المنتفضين يبدون أضعف ..

الضحايا يقرعون الأجراس .. ينهضون في ساحات التحرير .. ويمضون في مسير الأشواق ..

وفي التأمل بنصب الحرية تتحول صبابة الهتّافين الى نسائم سلم وحرية ..

وفي أصواتهم تأتلف الأغاني حتى عندما على النور يختلفون !

  كتب بتأريخ :  الخميس 04-02-2016     عدد القراء :  1941       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced