لم تكن الوصفة التي خرج بها علينا زعماء المحاصصة غريبة وهي متوقعة إذ ليس بإمكانهم إجادة أي شئ سوى الضحك على الذقون والتفنن في النهب والسلب باعتماد المحاصصة البغيضة هذه اللعبة القذرة التي تسببت في ازهاق الآلف الارواح البريئة ودمرت البلد، إنها مافيات تحظى بدعم خارجي قوي لذلك هي تستقوي على السواد الأعظم من أبناء الشعب وتفعل ما تشاء بوقاحة، بالضبط كما تفعل الأنظمة الدكتاتورية الغاشمة التي حكمت شعوبها بقبضة حديدية تحت مختلف المسميات، والجماعة في الخضراء، من صحى ضميرهُ منهم ومن لم يصحو بعد، يتمسكون بالسلطة تحت واجهات عديدة منها الإسلام! او محاربة الطائفية لفظياً إذ انهم بالأمس من اشد المتمسكين بها، مستفيدين من الديمقراطية المسلفنة التي جاء بها الأمريكان وفصلوها على مقاساتهم.
ان وصفة الدواء المنتهي الصلاحية، التي يأخذوها الان اشباه السياسيين الفرقاء من المتحاصصين ، لا يمكن ان تشفيهم بل انها ستؤدي الى تكليس بصيرتهم بعد ان طابت لهم ملذات السلطة، فأنهم مستعدين للقتال حتى النهاية ويجيدون تبديل جلودهم كالحرباء بكل سهولة، لان ما يحصلون عليه جراء اغتصابهم للسلطة يفوق الخيال، والتفريط بالغنيمة يعني ضياع ما اكتسبوه من امتيازات.
ان هذه الترقيعات لن تنفع اقطاب المحاصصة إطلاقا، لأنهم يلعبون في الوقت الضائع، إذ لم يحققوا أي انجاز طيلة ثلاثة عشر شوطاً، عبر ثلاثة عشر سنة من حكمهم حيث عبثوا بمصير الوطن فدمروه بكل ما للكلمة من معنى، فخيبوا امال كل من خُدع بهم.
أن الشعب العراقي وقواه الوطنية المخلصة لن يدع هذه المهزلة ان تستمر بدون حساب إذ يقع ذلك في صلب مهامها الوطنية انها ستقف بالمرصاد، وسوف يذهب كل الفاسدين غير مأسوف عليهم الى حيث يلعنهم التاريخ كأسلافهم وان طال الزمن، ومن المؤكد ان الشعب العراقي لا يسمح بان تنطلي عليه الشعارات الرنانة المخادعة التي يرددها الان من كان بالأمس غارقا في مستنقع الطائفية العفن، وان غداً لناظره قريب.