سوق الشعر الباريسي - إبداعٌ وَمودَّة
بقلم : د. رابحة مجيد الناشئ
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

création et sympathie

عاشَ الشعب الفرنسي أربعة أيامٍ احتفالية في الدورة 34 لمهرجانهِ الثقافي السنوي

›› متحدياً لكل المعوقات المالية والسياسيةMarché de poésie - سوق الشعر ››

والجوية. فلم تكن الأموال الضئيلة المرصودة لإقامة هذا المهرجان عائقاً لإقامته هذا العام، ولم تكن الإضرابات والمظاهرات التي تعم البلد منذ ثلاثة اشهر بسبب الأزمة السياسية عائقاً هيَ الأخرى ، كما لم تستطع الأمطار الغزيرة والمتواصلة أن تقف حائلاً دون اقامة هذا المهرجان والحضور المكثف لفعالياته المختلفة من قبل الجمهور العاشق للثقافة وللكلمة الحرة ولكل ابداع.

يعود تاريخ إنشاء هذا المهرجان الى سنة 1983، بمبادرة من الناشر الفرنسي- جان

، ومنذُ انشائه، يهدِفُ سوق الشعر الى تعضيدJean Michel Place - ميشَل بلاس

دور النشر والاحتفاء بالشعر والشعراء والعمل على أن يكون الشعر في متناوَل الجميع.

المكسيك ضيفَ شرفٍ على المهرجان

استمر الاحتفال لهذه الدورة من يوم الأربعاء 8 حزيران الى يوم الأحد 12 حزيران - 2016، وكما هوَ المعتاد في كل عام يتضمن برنامج سوق الشعر استضافة شعراء من دولٍ اخرى كَضيوف شرف ، وفي دورته لهذا العام حلَّ الشعر البلجيكي ضيفاً على المهرجان بثمانية شعراء ، منهم اربع شاعرات، للمساهمة في فعاليات سوق الشعر وفي فعاليات اخرى في ضواحي مدينة باريس. وبالإضافة للشعراء المكسيكيين، شعراء آخرين من هولندا ومن سلوﭬيني ومن مدن فرنسية عديدة كانوا ايضاً مدعوين.

ومثل كل دورة لسوق الشعر، كان هناك لقاءات وقراءات شعرية، حفلات موسيقية غنائية، ومشاهد مسرحية والعديد من الموائد المستديرة والنقاشات حول مستقبل الشعر ومكانته في المجتمع وعن افضل الطرق لتوصيله الى المتلقي، طيلة الأيام الأربعة للاحتفال.

اكثر من 500 مُشارِك في سوق الشعر لهذا العام : دور نشر فرنسية وأجنبية، كتب ودواوين شعر ومجلات وصحف، وكل ناشر يعرض ما عنده من نتاجات ادبية للبيع ويدعو الشعراء الذين ينشر لهم للمجيء من اجل التوقيع على مؤلفاتهم ومن اجل الاحتكاك المباشر مع الجمهور المتلقي.

ونحنُ نتجوَل في هذا السوق، جلبت انتباهنا خيمة الشاعر والناشر الفرنسي برينو

، لما تضمنتهُ من كُتب ودواوين شعرية لِكُتاب Edition Bruno Doucey- دوسيه-

وشعراء من دول العالَم: من سوريا والعراق ولبنان وايران وتركيا ومن أفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من الدول، والغالبية من هذه المؤلفات مزدوجة اللغة ، بالفرنسية وبلغة البلد المعني. كما وجدنا في هذه الخيمة مؤلفات لشعراء كبار من الفرنسيين كالشاعر

الذي التقيناه قرب باب هذه الخيمة وكانَ مُنهمكاً Michel Baglin ميشَل باكلا-

فيما يلي .‹‹ un Présent qui s’absente - بتوقيع كتابه ‹‹ حاضرٌ مُتغيِّب

ترجمة عن الفرنسية لمقطع من احدى قصائد هذا الديوان :

‹‹ يُقال بأنَ الشعرَ ليسَ إلّا مسألة لُغة

ولكِنَني اعلَم بأنَ غِناء الناس

هوَ الدم الذي يُنعِشُ دَمي

هوَ الذي يُساعدني على احتضان المَشهَد،

يشعرَني بالقوة، وبالرؤيا بشكلٍ أوسَع،

وَيمنَحني رَحابةً مُضاعفة للتَواصِل

معَ العالَم الأكثرً بُعداً ›› .

ان مصدر القوة والاستمرار لسوق الشعر الباريسي، هو بالأساس دفاعه عن الشعر وعن النتاجات الثقافية الإبداعية الاخرى...هذه الروحية كانت ولم تزل مصدر قوَته، لكن هذا المهرجان الثقافي ليسَ بمأمنٍ من الاختفاء اذا ما استمرَ التهديد المالي السنوي المخصص له، بحجة قلة الإمكانيات ومحدوديتها وبالتالي تصبح الثقافة حصراً على النُخبة .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 27-06-2016     عدد القراء :  2802       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced