انتفاضة طلابية تجتاح الجامعات الأمريكية وتتصاعد ضد حرب إسرائيل على غزة
بقلم : سلم علي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تتصاعد موجة الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة ضد حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة ودعم إدارة بايدن لها، لتشمل أكثر من 40 جامعة، من لوس أنجلس إلى نيويورك، مرورا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، ومن ضمنها جامعات مرموقة مثل كولومبيا وييل وهارفرد وبرينستن. ولم يجد نفعا اللجوء إلى إجراءات قمعية واقتحام قوات الشرطة للحرم الجامعي لفض الاعتصامات و»خيام الاحتجاج» بالقوة، واعتقال المئات من الطلبة، بل زادتهم إصرارا. وقد يؤدي استمرار الاحتجاجات إلى الغاء احتفالات التخرج الشهر المقبل.

كما أعلن الآلاف من الأكاديميين والعاملين في الجامعات التضامن مع الطلبة وتظاهراتهم السلمية، وتعرض أساتذة إلى الاعتقال ومعاملتهم بقسوة على أيدي عناصر الشرطة.

ويحظى الطلبة المشاركون في الاحتجاجات السلمية بدعم اوساط واسعة في المجتمع، ومن عائلاتهم والنقابات وملايين المواطنين الذين يؤيدون مطالبهم بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل وحربها القذرة على غزة، ويتزايد تعاطفهم مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني ونضاله من أجل إنهاء الاحتلال الصهيوني.

وانطلقت الحركة الاحتجاجية من جامعة كولومبيا قبل أن تنتشر في أنحاء مختلفة من البلاد، جراء التعبئة النشيطة التي قام بها طلبة على شبكات التواصل الاجتماعي. وتم تنظيم الاحتجاجات في العديد من الجامعات من قبل ائتلافات من المجموعات الطلابية، التي تعمل بشكل مستقل إلى حد كبير، ولكنها تستلهم أيضا تجربة زملائها الطلبة في الجامعات الأخرى.

مطالب الاحتجاجات

يؤكد الطلبة المعتصمون في «مخيم التضامن مع غزة» في جامعة كولومبيا انهم سيبقون حتى تستجيب ادارتها لمطالبهم. وفي مقدمتها سحب كل استثمارات الجامعة من الشركات المرتبطة بإسرائيل، التي تجني أرباحا من «نظام الفصل العنصري والإبادة والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين». وإصدار عفو عن كل الطلبة والأساتذة والعاملين في الجامعة الذين تعرضوا لإجراءات عقابية أو تم فصلهم بسبب تضامنهم مع فلسطين.

وتشمل المطالب المشتركة للاحتجاجات مطالبة الجامعات بالكشف عن استثماراتها، وقطع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية، ودعم وقف الحرب في غزة.

تضامن طلابي عالمي

بدأ الطلاب في عدة جامعات أمريكية وحول العالم الاحتجاج تضامنا مع «مخيم التضامن مع غزة» في جامعة كولومبيا بعد قيام شرطة نيويورك باعتقال أكثر من 100 طالب من حرم الجامعة.

والهمت الاحتجاجات التي انطلقت في جامعة كولومبيا الطلبة في أوروبا وأستراليا وكندا، حيث نظمت وقفات احتجاجية أمام عدة جامعات. وكان من ضمنها مؤخرا معهد الدراسات السياسية وجامعة السوربون العريقة في باريس الخميس الماضي. فيما يتواصل الاعتصام الطلابي في كلية لندن الجامعية وسط العاصمة البريطانية.

وفي جامعة أكسفورد، احتج العشرات من الطلبة عندما أدلت رئيسة مجلس النواب الأمريكية السابقة نانسي بيلوسي بكلمة هناك الجمعة الماضي. وقاطع أحدهم كلمتها ورفع علم فلسطين أمامها قبل ان تعتقله الشرطة. وهتف المحتجون «لن نتوقف، لن نرتاح». وهو شعار تم استعارته من الطلاب المحتجين في جامعة كولومبيا الامريكية.

وفي أستراليا، تظاهر الطلبة في جامعة سيدني الأربعاء الماضي تضامنا مع زملائهم الامريكيين. وقال أحد منظمي التظاهرة «نحن جميعا هنا اليوم لأننا رأينا ما كان يحدث في أمريكا، وفكّرنا ان نفعل ذلك هنا.» كما نظم الطلبة اعتصاما في جامعة البرتا في كندا.

أجواء الاحتجاج ضد حرب فيتنام

وتستحضر هذه الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية أجواء العام 1968 التي شهدت تظاهرات ضخمة للطلبة والعمال في الولايات المتحدة ضد حرب فيتنام، لعبت دوراً في امتناع الرئيس ليندون جونسون عن ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة في تلك السنة.

ويجري الحراك الطلابي على خلفية وقوف 51 في المئة من الأمريكيين ضدّ الحرب على غزة، التي أسهمت في هبوط رصيد الرئيس جو بايدن واهتزاز وضعه داخل قاعدة حزبه، اذ قاطعته شريحة منها في الانتخابات التمهيدية، وقد تهدد إعادة انتخابه.

شيطنة الاحتجاجات  

وتواجه الاحتجاجات الطلابية استنفارا سياسيا وإعلاميا لتشويه صورتها وشيطنتها. وسعت منظمات صهيونية للتحريض ضد من تصفه بـ»اليسار الأكاديمي» في الجامعات المرموقة. واُستغني عن خدمات بعض رؤساء الجامعات بتهمة تراخيهم مع التيار المعادي للحرب على غزة، وبعد توبيخ الكونغرس لهم. وهو ما أدى في وقت سابق إلى استقالة رئيستي جامعة هارفرد وجامعة بنسلفانيا من منصبهما.

كما يندرج ضمن هذا المسعى توجيه تهمة معاداة السامية لمن يرفع شعارات ضد الصهيونية وجرائم الإبادة التي تقترفها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة، والادعاء بأن الطلبة اليهود في الجامعات يتعرضون إلى خطر محدق يهدد سلامتهم.

لكن مشاركة عدد كبير من الطلبة اليهود المعادين للصهيونية في الحراك الجامعي ضد حرب غزة أحبط هذه المساعي.

تهديد بإرسال الحرس الوطني

في هذه الأثناء، هدد رئيس مجلس النواب مايك جونسون (من الحزب الجمهوري) خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا الاربعاء الماضي، بأن يطلب من الرئيس جو بايدن إرسال الحرس الوطني إلى الجامعات التي تعاني من «فيروس معاداة السامية»، على حدّ تعبيره.

الاّ أن البيت الأبيض امتنع حتى الآن عن اتخاذ موقف بهذا الشأن. اذ يدرك الرئيس بايدن أن عليه التعامل بحذر مع دعوات كهذه في سنة انتخابية حاسمة، فيما يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 3 تشرين الثاني القادم. وقالت الناطقة باسمه كارين جان بيار أن بايدن «يؤيد حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز» في الجامعات.

وحرّكت تصريحات جونسون ذكريات أليمة تعود إلى 4 ايار 1970، قبل 54 عاما، حين قُتل طلبة عزّل في جامعة كينت بولاية أوهايو برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات سلمية ضد حرب فيتنام وغزو كمبوديا في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون. وهو ما يعرف بـ «مذبحة كينت». وأغلقت آنذاك أكثر من 450 من الجامعات والكليات والمدارس الثانوية في جميع أنحاء الدولة بسبب الإضرابات والاحتجاجات الطلابية التي شارك فيها أكثر من 4 ملايين طالبًا.

ويشار إلى ان «الحرس الوطني» بمثابة قوة احتياط للجيش الامريكي، وتشمل مهامه الاستجابة لحالات الطوارئ المحلية، والمشاركة في بعض المهام القتالية في الخارج ايضا.

ضرب واعتقال أستاذتين جامعيتين

وطالت الاعتقالات الأساتذة والطلاب، على حد سواء. فقد اعتقل رجل الشرطة في ولاية جورجيا الخميس الماضي اثنتين من الأساتذة في جامعة إيموري، هما رئيسة قسم الفلسفة، نويل مكافي، وأستاذة الاقتصاد كارولين فوهلين، وذلك خلال محاولات فض الاحتجاجات السلمية المؤيدة لفلسطين.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد «قاسية» وثقتها كاميرا شبكة «سي إن إن» للحظة اعتقال فوهلين، التي صرخت أثناء اعتقالها ومطالبتها بالجلوس على الأرض: «رأسي رأسي». وبدأ رجال الشرطة يمسكونها بالقوة وبشكل عنيف لتقييد يديها خلفها وهي تصرخ «لقد ضربت رأسي بالخرسانة الإسمنتية للأرض» فيما يواصل الشرطي تقييدها غير آبه بصرخاتها. كما تابعت وهي تصرخ «أنا بروفسورة.. أنا بروفسورة».

فيما أظهر فيديو آخر لحظة اعتقال رئيسة قسم الفلسفة بالكلية، نويل مكافي حيث قام رجل شرطة بتقييد يديها وأخذها معه.

وقالت باميلا سكالي، أستاذة أخرى في إيموري كانت في مكان الاحتجاج: «كان الطلاب يجلسون هنا ويهتفون.. تصاعد العنف عندما وصلت الشرطة بالبنادق ورذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع، وبدأوا حرفيًا يلقون الناس على الأرض، بما في ذلك أحد أعضاء هيئة التدريس».

طريق الشعب

  كتب بتأريخ :  الأحد 28-04-2024     عدد القراء :  324       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced