قصة قصيرة

حدثت هزة ارضية عنيفة في مدينة كوشياما في اليابان ادت الى تصدع جدران قصر الثري الوجيه شيهاموري وهو احد اكبر اثرياء تلك المدينة المنتجة للفحم الحجري... فاحدث في القصر شروخا فضيعة وتشققات كثيرة لم يعد القصر صالح للسكن... فاستدعى هذا الثري اشهر مهندسي مدينته لاجراء الاصلاحات على هذا القصر وترميم ما حدث فيه من شروخ .. فحضر المهندس كاريميرا وعاين القصر وتفحصه مليا فاستدار الى الثري وقال له ياسيد شيهاموري-- يؤسفني أن اخبرك بان القصر لم يعد بالامكان اصلاح ما حدث فيه من شروخ فهي كبيرة ومدمرة ومهما حاولنا اصلاحه فلن يعود كما كان قبل حدوث

الزلزال وتبقى صورته مشوهة وعرضة للانهيار ... فالاجدر برأيي ان نقوم بهدمه كليا واعادة بناءه من جديد فهو امر قد لا يكلف كثيرا ونشيد بدله قصرا رائعا اجمل من هذا القصر الذي اضحى متهرئا .. وإلا فستخسر اموالا كثيرة دون أن نتمكن من اعادة وضع القصر على ما كان عليه فشروخه بليغة لا يمكن تلافيها فأنت لديك الارض وهي باحسن موقع وثمنها اعلى من قيمة البناء بعشرات المرات فلا تخسر الارض والبناء ولم تعد تستفيد من كليهما ... غير ان الثري ولشدة اعتزازه بقصره وحبه له لم يستطع التفريط به والتخلي عنه حتى لو تمكن من تشييد اروع منه واحدث ولم يتنبه الى انه

مشيد على ارض من ذهب .... فلم يقتنع الثري برأي هذا المهندس الصادق الكفوء الامين وقرر البحث عن مهندس اخر ولو كان من بلاد اخرى وبعد البحث الطويل اهتدى الى مهندس ادعى قدرته على الاصلاح استقدمه من بلاد الاغراب فاحضره على حسابه بطيارة خاصة فدخل القصر وعاين ما فيه من خراب...وبعد دراسات معمقة واجتماعات مع اعوانه من مساعديه الذين جلبهم معهم التفت الى الثري وقال له بعد أن اجرينا الدراسات الضرورية والبحوث توصلنا الى ان الا مر بسيط... فساقوم باصلاحه وسوف اعيده احسن مما كان .. فصدقه الثري وباشر بالعمل مع ثلة من المشعوذين الذين استقدمهم معه

ومضى اسبوع واسبوعان والعمال تعمل في القصر ليل نهار كما يشيعون له ... والمهندس يطلب من الثري المال تلو المال مدعيا شراء بعض المواد التي يحتاجها البناء.... والثري يسال المهندس بين اونة واخرى عما تم بشأن القصر والمهندس يجيب لم يبقي سوى أيام وسيعود قصرك باحسن حال ... واستمر العمال يعملون ومضت الاشهر والثري يدفع الاموال تلو الاموال حتى اوشكت خزائنه على النفاذ فاضطر لاستدعاء خبراء لمشاهدة ما تم من اعمار فشاهدوا القصر على ما هو عليه لم يصلح به شيء فشروخه ظاهرة للعيان وقد خسر الثري معظم امواله فاراد مسائلة المهندس ورفع الشكوى عليه فإذا

هو(( فص ملح وذاب )) كما يقول المثل فقد هرب الى بلاده وترك الثري باسوأ حال فمرض وركبته الكابة وسيطرت عليه الهموم ثم ابتلي بجلطة قلبية ومات فلا حصل على القصر وخسر معظم ماله وبالاخر فقد حياته ... والسلام ....!!!