أكد نواب عن كركوك أن تلقي الأجهزة الأمنية لمعلومات استخبارية قبل أيام من الهجوم الذي شنّه تنظيم داعش يوم أمس الجمعة، أسهم بصدّه وأسفر عن مقتل 40 مسلحاً تابعاً للتنظيم.

وفيما وصف النواب الهجوم بأنه "منظّم ومتقَن ومدروس"، عزوا الخرق الى "خلايا" نائمة دخلت المدينة مستغلة موجة النازحين من المحافظات المجاورة.

ورأى النواب ان داعش استجمع مقاتليه جنوب كركوك لتفادي الانتكاسة التي تلقاها في شمال ديالى وجنوب صلاح الدين.

ويسيطر تنظيم "داعش" على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه منذ هجوم كاسح شنه في حزيران/يونيو. ما شكل احد أسباب تشكيل واشنطن تحالفاً دولياً ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا المجاورة.

ويؤكد النائب جاسم محمد جعفر، عضو ائتلاف دولة القانون، ان "هناك معلومات استخباراتية وصلت إلى الأجهزة الأمنية قبل أربعة أيام تفيد بوجود تحركات لتنظيمات داعش في جنوب محافظة كركوك للبدء بشن هجوم مباغت على بعض القرى التي تسيطرعليها قوات البيشمركة".

وأضاف جعفر، في تصريح لـ"المدى"، ان "تنظيم داعش يبحث عن مخرج لانتكاساته التي تعرض إليها في جبهة محافظة ديالى فأعاد تجميع قواته في مناطق جنوب كركوك وشن هجومه على مناطق مكتب خالد وتل الورد الذي تزامن مع تفجيرات انتحارية بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة أمام فندق قصر كركوك".

وتابع النائب التركماني ان "جميع المناطق التي تعرضت إلى هجوم من قبل عصابات داعش هي مؤمّنة الآن وتحت سيطرة القوات الأمنية والبيشمركة"، لافتا إلى ان "محافظة كركوك فيها الكثير من الخلايا النائمة التي تفخخ السيارات والعبوات الناسفة وتحاول زعزعة الأمن والاستقرار بين فترة وأخرى".

ويؤكد عضو ائتلاف دولة القانون إلى أن "هذه المجاميع هربت منذ فترة طويلة من مناطق الطوز وآمرلي والحويجة وسليمان بيك متخذة من محافظة كركوك سكناً لها"، مشيرا الى أن "أكثر من 560 نازحاً خرجوا من هذه المناطق بينهم متورطون بالإرهاب".

وتخضع مناطق جنوبي كركوك وغربيها، لسيطرة داعش منذ العاشر من حزيران 2014 الماضي، وأن عدد النازحين الذين دخلوا محافظة كركوك يصل إلى قرابة النصف مليون شخص.

من جانبها تقول النائبة أميرة كريم، عضو كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني البرلمانية، ان "تنظيمات داعش بدأت بشن هجماتها على قوات البيشمركة في منتصف ليل الخميس - الجمعة على منطقتي مريم بيك ومكتب خالد التي تكبدوا فيها خسائر كبيرة".

وأضافت كريم، في تصريح لـ"المدى"، ان "طائرات التحالف الدولي شنّت هجماتها الجوية الكثيفة على المناطق التي يتواجد فيها عناصر داعش"، مشيرة الى ان "قوات البيشمركة تمكنت من قتل 40 إرهابيا من بينهم شيشانيون وأجانب".

وتؤكد النائبة الكردية عن محافظة كركوك ان "القوات الأمنية تفرض سيطرتها على جميع الخروقات التي حصلت في كركوك وبقوة محكمة".

وتشدد النائبة أميرة كريم على ان "هذه الهجمات منظمة بشكل متقن ومدروس من قبل تنظيمات داعش الذين استغلوا دخول المئات من النازحين إلى محافظة كركوك الذين يعملون كخلايا نائمة تثير الرعب والمشاكل داخل المدينة".