ذكرت اللجنة التحقيقية بسقوط الموصل، ان استضافتها للوكيل الاقدم السابق لوزارة الداخلية كانت "مقتضبة" نظراً لتوفر المعطيات التي تمتلكها اللجنة.

وقالت مصادر في اللجنة ان عدنان الاسدي رد على اتهامات وجهها له محافظ نينوى اثيل النجيفي. وبرغم اعتراف الاسدي بتسلمه رسائل تطالبه بارسال تعزيزات عسكرية الى الموصل، أكد انها كانت متأخرة، نافياً اعطاء اوامر انسحاب لقائد الشرطة المحلية.

الى ذلك استضافت اللجنة الثلاثاء قائد عمليات نينوى السابق مهدي الغراوي.

وتوقع اعضاء في اللجنة ان تواصل الاخيرة عملها حتى آيار المقبل، وان تنهي عملها بتقرير نهائي تشرح تفاصيل عملها وما توصلت اليها من نتائج.

وصوت مجلس النواب، مطلع كانون الثاني الماضي، على تشكيل لجنة للتحقيق بأسباب سقوط مدينة الموصل بيد تنظيمات (داعش) على أن تقدم تقريرها النهائي للبرلمان في فترة شهرين".

وذكر مصدر برلماني أن "إفادة وكيل وزير الداخلية السابق عدنان الأسدي التي أدلى بها أمام لجنة الموصل التحقيقية يوم الأحد الماضي كانت مقتضبة باعتبار أن أعضاء اللجنة أصبح لديهم فكرة واضحة عن تفاصيل موضوع سقوط محافظة نينوى بيد تنظيمات داعش في حزيران الماضي".

واضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لحساسية المعلومات التي أدلى بها لـ"المدى"، ان "إفادة الأسدي كانت رداً على الاتهامات التي وجهها إليه اثيل النجيفي في إفادته بخصوص تبليغه عبر رسائل الموبايل والتي تحدث فيها عن وجود مجاميع مسلحة تقترب من مدينة نينوى وطلبه من وكيل وزارة الداخلية إرسال قوات إضافية لحماية الموصل من السقوط".

وبحسب المصدر المطلع على تفاصيل عمل لجنة التحقيق بسقوط المصول، فان "النائب عدنان الأسدي أقر للجنة البرلمانية بوجود مثل هكذا مراسلات بينه وبين محافظ نينوى مؤكدا انها كانت متأخرة لأنها وصلته من المحافظ في ليلة دخول داعش المدينة واعتبر ان مسؤولية سقوط محافظة نينوى تتحملها جميع الجهات من دون استثناء".

وكانت اللجنة التحقيقية استدعت مطلع شهر آذار الماضي محافظ نينوى اثيل النجيفي، الذي استغرق استجوابه أكثر من 7 ساعات متواصلة، وحمل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقائد الشرطة الاتحادية مسؤولية سقوط مدينة الموصل في حزيران الماضي بيد عناصر داعش.

ويتابع المصدر حديثه بالقول ان "الأسدي نفى أن يكون قد أعطى توجيهات لقائد الشرطة المحلية خالد الحمداني بالانسحاب من مواقع المعركة".

الى ذلك قال المصدر البرلماني ان "لجنة التحقيق بسقوط محافظة نينوى استدعت يوم الاثنين نائب قائد القوة الجوية الفريق الطيار ونائب مدير استخبارات نينوى وبعض القيادات الأمنية للاستماع لشهاداتهم حول سقوط مدينة الموصل"، مشيراً الى إلى ان "اللجنة التحقيقية حددت اليوم الثلاثاء (امس) موعداً لاستجواب قائد عمليات نينوى السابق مهدي الغراوي".

ويوضح المصدر بأن "جلسة اليوم ستكون حاسمة وفعالة لأن الغراوي كان قائداً لعمليات نينوى ولديه معلومات دقيقة ومفصلة عن دخول داعش مدينة الموصل"، مرجحاً أن "تكون ساعات التحقيق طويلة وكبيرة جدا ستعرض خلالها فيديوهات ووثائق اخرى".

وكان المصدر يتحدث لـ"المدى" قبيل بدء لجنة التحقيق استماعها لقائد الشرطة الاتحادية.

وفي سياق متصل، اكد النائب احمد الجبوري ان "اللجنة مستمرة في عملها بالتحقيقات مع بعض المسؤولين الأمنيين والحكوميين".

وأضاف الجبوري، في تصريح لـ"المدى" أن "اللجنة التحقيقية عاكفة على استضافة بعض المسؤولين خلال الفترة المقبلة"، منوها الى ان "التحقيقات لم تكتمل خلال الفترة المحددة لعملها بشهرين وبالتالي ستقدم تقريراً نهائياً واحداً يشرح تفاصيل وعوامل وأسباب دخول داعش خلال الفترة المقبلة".

وكانت اللجنة التحقيقية طالبت رئاسة مجلس النواب بتمديد عملها لشهرين أو شهر لاستدعاء 40 مسؤولا آخرين، وأكدت مؤخرا انها تسعى لتمديد عملها لاستجواب عشرات الشخصيات في مقدمتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ووزير الدفاع سعدون الدليمي بالاضافة الى الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي.

ويؤكد النائب الجبوري، وهو عضو في اللجنة التحقيقية، بأن "العمل مازال مستمراً مع بعض الضباط الذين وردت أسماؤهم في التحقيقات"، متوقعاً ان "تنتهي التحقيقات في مدة شهرا تقريباً وستقدم اللجنة تقريرها النهائي مطلع أيار المقبل"

من محمد صباح