تجمع أكثر من 30 شابة وشاب في صالة فندق الماس في بغداد  وعلى مدى  خمسة أيام  على التوالي  من يوم 25 لغاية 29 تموز، حيث أقامت رابطة المرأة العراقية وبدعم من لجنة التضامن السويدية العراقية ،  دورة تدريبية لتأهيل وتطوير القدرات الشابة  في العمل القيادي والميداني  وعلى جميع الأصعدة .

فبالرغم من  الظروف  الأمنية  الصعبة وارتفاع درجات الحرارة بشكل استثنائي ، توافدت هذه المجموعة من الشبيبة العراقية وبإصرار وتحدي لكل العقبات .

افتتحت الدورة الزميلة السكرتيرة شميران مروكل وبعد ترحيبها بالحضور، تحدثت عن لجنة التضامن السويدية العراقية وهي الجهة الداعمة لهذا المشروع،والتي وقفت الى جانب الرابطة في أحلك الظروف لمدة تجاوزت التسع سنوات  لدعم المرأة والطفل ، و تكلل هذا التعاون بافتتاح مكتبات للطفل العراقي لتتوسع وتكبر وتخرج أجيال من شابات وشباب البعض منهم مساهم في هذه الدورة، وفي ختام حديثها تمنت للمشاركين مستقبل زاهر في عراق جديد يكونوا هم قادة وبناة هذا البلد ليصبح العراق  في مصاف البلدان المتقدمة .

كان المشاركون  من   مناطق  متعددة من بغداد ،  وبأعمار من 16 الى 35سنة  وبمستويات فكرية واجتماعية وثقافية مختلفة . الشبيبة  المتحمسة والمتطلعة للمزيد من المعرفة واكتساب الخبرات ، ولتحقيق وتطوير إبداعاتهم  الذاتية وتسخير طاقاتهم لخدمة وتطوير بلدهم العراق .

بدأ يومهم الأول بمحاضرة عن  المساواة بين الجنسين للست انتصار الميالي ، استطاعت المحاضرة وبأسلوب حديث ومتطور، ومن  خلال وسائل الإيضاح المتنوعة  ، ان تتحدث بشكل سلس  حول الجندر والمساواة بين الجنسين والنوع الاجتماعي،وأنواع الدساتير بالعالم  و حقوق الإنسان، والمعايير الدولية واتفاقية سيداو.  كانت مساهمات المشاركين فعالة  وحيوية حيث خلقت لديهم حالة من الألفة والمحبة فيما بينهم والشعور بالاستقرار والسلام والتحرر من الخوف .

وفي اليوم الثاني  كانت المحاضرة حول التنظيم الديمقراطي في المجتمع المدني  للأستاذ فؤاد فليح .

تحدث الأستاذ فليح بشكل  وافٍ حول فهم النظام الديمقراطي واكدعلى أهمية دور منظمات المجتمع المدني  في ترسيخ هذه المبادئ ، وعلى ضرورة ممارسة الديمقراطية والتثقيف بها كمبدأ أساسي  بالحياة اليومية في البيت والمدرسة والشارع .

وفي تمرين على ممارسة الديمقراطية طلب المحاضر من المشاركين تشكيل مجاميع لتأسيس  أحزاب مختلفة يضع كل حزب نظامه الداخلي وبرنامجه وأهدافه . واستهوت لعبة ممارسة الانتخابات الجميع وكخلية نحل جلست كل مجموعة من الشابات والشباب  محاولة ان تضع أفضل الأفكار لحزبها المفترض  ليعيش شعب جمهورية السلام بإخاء وتقدم ، لتطلق هذه الشبيبة الواعدة خيالها بتسميات جديدة وغير مطروقة لأحزابهم  لتحقق السلام والأمان والرفاهية والتقدم لشعبها ...

إما اليوم الثالث فكان من حصة الأستاذ قيس قاسم عجرش وعنوان المحاضرة : العراق اليوم في العالم  .

بدأ الأستاذ عجرش حديثه  عن الصورة النمطية في  وسائل الاعلام التي يرى العالم بلدنا من خلالها،كما تحدث عن أفضل الأساليب لتغيير هذه الصورة، وتشكلت لهذا الغرض مجاميع توزعت على ورش اتخذت عناوين معينة  ( مشكلة ) لتجد في نهاية المطاف حلا لها .

في اليوم الرابع  كانت المحاضرة حول القيادة في المجتمع المدني للست هناء أدور ، ورغم ان الموضوع واسع ويحتاج لأكثر من محاضرة ، الا ان  الست  هناء استطاعت ان  تثير  الجدل والنقاش حول صفات القائد الديمقراطي المتميز والذي يجب ان يكون المثل الأعلى بالتواضع والصبر والمثابرة

وفي  اليوم الخامس والأخير انهى  الأستاذ عماد الشرع الدورة  بموضوع الحاسوب  كأداة في العمل السياسي .

وتحدث الأستاذ الشرع عن أهمية الاستفادة من  التكنولوجيا والتقنيات الحديثة  واستخدام  صفحات التويتر الفيسبوك وكل أدوات التواصل الاجتماعي  ،للمساهمة في تحريك  حملات  ذات بعد أنساني ومدني كقانون الأحوال الشخصية ودعم المرأة ضد العنف والتمييز و كذلك في مجال بلورة وتحريك الرأي العام حول حرية التعبير وغيرها من المواضيع الملتهبة بالبلد .

ولابد من الإشارة ان المحاضرات جاءت متسلسلة ومترابطة مع بعضها فكل واحدة منها كانت تعزز وتهيء لخطوة لاحقة يكملها المحاضر الآخر، والمحاضرين جميعا استخدموا أسلوب حديث وجذاب .

وعلى هامش الدورة التقيت  بعدد من المشاركين من الشابات والشباب حيث أكد جميعهم على

أهمية  مثل هكذا دورات لأنها تزودهم  بمعلومات غنية تفيدهم في حياتهم  الآنية والمستقبلية كما انها تزيد من ثقتهم بأنفسهم وتعزز أواصر العلاقات مع  أصدقاء جدد ليشكلوا  نواتات لقيادات تعمل على إرساء مفاهيم الديمقراطية وتوسع وتنشط  من دور منظمات المجتمع المدني  .

وفي الختام قدمت سكرتارية الرابطة شهادات تقديرية للمشاركين متمنية لهم المواصلة والمزيد من العطاء ،كما تم تقديم شهادات تقديرية للأساتذة لمساهمتهم الفعالة في أغناء مواضيع مهمة لبناء قدرات القيادات الشابة .