في 31 تموز.. حضر العراق في ساحة التحرير
نشر بواسطة: mod1
السبت 01-08-2015
 
   
بغداد – ماتع:

لم تكن تظاهرة فحسب، بل كانت عيدا شعبيا يذكر بالايام المشرقة في تاريخ العراق المعاصر، وثبة كانون 48 وانتفاضة تشرين 52 واضراب الزيوت 68 واحتجاجات شباط 2011 وآب 2013.

عصر الجمعة 31 تموز 2015، بدأت جموع الناس تتوافد الى ساحة التحرير، ولكن المفاجأة أن الطرق تقطعت وحجب القطع مرور السيارات، فتمشى الأهالي زرافات ووحدانا، حيث القطع بدأ من ساحتي كهرمانة والاندلس من جهة، ومن علاوي الحلة من جهة اخرى، ومن مدخل مدينة الصدر "الثورة" من جهة ثالثة، ومن الشورجة من جهة رابعة، وأُغلق طريق المرور السريع أيضا، ومنعت المفارز الامنية الكثيرين من الوصول حتى ان مجاميع تعدّ بالعشرات تجمعت وأعلنت تظاهرتها الخاصة بها عند مدخل كراج العلاوي.

وبعد السادسة عصرا بدقائق كان حجم الحضور مفرحا ولكن عند السابعة وصلت الحشود ذروتها فامتلأت ساحة التحرير بالأهالي وكان الشباب هم السواد الاعظم ومعهم الكثير من الصبايا والنساء، وحضرت أعداد من الادباء والفنانين والاعلاميين والاكاديميين، فيما خلت الساحة تماما من السياسيين نوابا ووزراء وقادة بإستثناء الشيوعيين.

كانت الكهرباء سيدة الساحة، والهتافات كانت تطالب بها وتتندر من وضعها، حتى أن أحد الشباب حمل "كيزراً" في إيحاء لاتهام وزير الكهرباء المواطنين انهم سبب شحة الكهرباء لانهم يتركون كيزراتهم مشتغلة حتى بالصيف، وثمة كانت اكثر من لافتة تقول أن المتظاهرين لم يدبروا أمرهم بليل بل هاهم قد حضروا جهارا نهارا، وأحدهم كتب لافتة رومانسية: حبيبتي، انت جميلة كساعة اضافية من الكهرباء.

وبشكل عام كانت القوات الامنية متعاونة ومتفهمة ومتجاوبة مع المتظاهرين سوى حالتين من الاعتقال حدثت لشباب، أخرجا فيما بعد بتعهد ما كان له من مبرر، لا الاعتقال ولا التعهد.

ورغم الجو اللاهب، والحّر الذي كان يشوي الجلود، والعرق الذي كان يتصبب من تلقاء نفسه، لكن الجميع كانوا كأنهم في جنة باذخة لاسيما الذين كانوا يحملون علما عراقيا كبيرا، فالعراق وحده كان في الساحة، كبيرا، شجاعا، مناديا بأعلى صوته ضد الحرامية.

كان الحضور يحمل طابعا مدنيا وينطق ويهتف ويشعر بالحسّ الوطني، وكان ممثلا لشرائح المجتمع وطبقاته وفئاته وقومياته كلها، وكأنهم يؤسسون لرأي عام جديد هو التعبير بالتظاهر السلمي الذي يكفله الدستور، والآن على أصحاب القرار السياسي أن يستفيدوا من هذا الزخم في كشف الفساد والفاسدين الكبار ومحاكمتهم وفي انجاز الاصلاح السياسي والاداري والاقتصادي المنشود.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced