ميليشيا الثقافة تقتحم سجن (نكرة السلمان)
نشر بواسطة: mod1
الأحد 07-02-2016
 
   
أحمد ضياء - المدى

الطيش الكبير الذي تأخذه الحكومات على عاتقها أوصلنا إلى هذا الحد، إذ أن (نقرة السلمان) تعد مَعلماً تاريخياً أخذ حيازته ومكانته هذه لكثرة الآلاف من الناس الذين لقوا حتفهم في هذا المكب الكبير. هو ليس سجناً فقط ، بل ذاكرة كل فرد عراقي . فما ان تسمع سابقاً ان شخصاً ما دخل هذا المكان حتى يدخل اليك اليأس من أوسع أبوابه.

لو تصفحنا في ذاكرة هذا المكان لوجدنا أنه تم تشييده عام (1927) على يد القوات الانكليزية في الصحراء، على الحدود القريبة من السعودية . وهذا المَعلم التاريخي يقع في منخفض كبير لذا جاءت تسمية نقرة من هذا المنخفض المائي ، إذ أنه يقع 20م تحت سطح الماء. هو ذاكرة العراق التي لا تضمحل والمعطوبة دوماً بالحزن والدم وغير المعلن عنها ضمن مسارات التكوين النقدي. نعم أنها ميكانزمات أثثت لفقرات وطقوس إنسانوية أكثر منها مرجعيات آيدولوجية تحتوي في طياتها على العديد من الأدراج والخزانات غير أنها لم تسلط عليها الاضواء. وتناغم ميليشيا الثقافة أتى عبر مسيرة مشاريعية تعمل عليها منذُ مطلع عام 2015، والقارئ الحصيف لنا يعلم جيداً عائدات الأمر.

لا تمثل (السلمان) استفهاماً لنا بقدر ما تشكل رحلة استكشافية استطلاعية شعرية الغرض منها اختراق خلجات المكان والعبث بحاجياته التاريخية، وهنا نجدُ أن أعضاء ميليشيا الثقافة حال وصولهم للمكان المعلن عنه سالفاً بدأ كل فرد يبحث عن آثار معينة يحسها ويتحسسها ويتفاعل معها حسب الموقف المتخيل الذي صنعه كل شاعر لنفسه، كما أن الكتابات المهمشة غير المعلنة (الكرافيتا) كان لها وقع كبير ومتواجدة بين مكان وآخر كما أن فعل الزمن مارس هو الثاني دوره الكبير على تلك الكتابات. لذا فقد قرر كل من الشعراء القراءة حسب أماكن تواجد وتعذيب واستجواب وجمع المساجين وحتى في مطابخهم وتنورهم حسب الاثر الواضح المعالم، بل وأيضاً في حماماتهم المهدمة. مارست السرقة فعلها الاساس على السجن فلم تكن هناك بوابة للدخول لأنها سرقت ولا قضبان معينة.

وهنا شرعنا في قراءة ذاكرة المكان، إذ تحسسنا خطوات السجين وشعور السجّان  بل أنها تشكل حداً فاصلاً يضم بين طياته الغلاف المفاهيمي لكل وقع . لم تعد هذه البقعة لنشاط أو فئة معينة بل أنها ظلت وستظل تمثل الذاكرة الجمعاء لدى كبار السن، فإن اختيار هذا المكان البعيد كان ذا دلالة واضحة حتى لن يعود منه احد على قيد الأبوة، في ارجاء المكان ظلت انفاس المذبين تحوم على راسي إذ لم انفك ولو للحظة عن الشعور بهم ومجالستهم والتأكد من سلامة سياط التعذيب على أبدانهم.

هل الهواء جاف إلى هذا الحد؟ ربّما هو الأرق بدأ يحتسي اناشيد المنبوذين والمتهمين في ارجاء المعمورة، المتحاين والشامل في الأمر أن تلك البقعة كانت تحتوي مكانين في ذاكرة الفرد العراقي بشكل عام ، فكما قدمنا مشروعنا في السلمان ذهبنا إلى القلعة حيث سجن (الأنفال) هذا المكان الذي ظل محبوس فيه الآلاف من الاكراد في ذاكرة قريبة وظلت صولات الجرافات تعم اماكن شتى مع مخالب الايدي وهي تُخنق بالتراب، لم تعد المسألة ضمن إطار أو برج ما بل أنها ظلت تؤسس بيانات عديدة من أجل ايضاح نسق الموت الذي نحن بصدد اشهاره.

شارك في فعل ميليشيا الثقافة كل من الشعراء ادناه:

عواد ناصر ، لندن

عبد الحسين الحيدري

أحمد ضياء

علي تاج الدين

وسام علي

أحمد جبور.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced