مع عودة العراق الى بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، واقامتها اليوم في البصرة، كلف جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، النحات العراقي العالمي أحمد البحراني، لتصميم نسخة جديدة من كأس الخليج العربي.

البحراني المولود في كربلاء والذي درس في معهد الفنون الجميلة ببغداد، والمقيم حاليا بين السويد وقطر، كشف لشبكة رووداو الاعلامية يوم الثلاثاء (10 كانون الثاني 2023)، من البصرة التي يحضر فيها برنامج بطولة كأس الخليج العربي، عن قصة تصميمه لكأس بطولة الخليج العربي، قائلا: "اتصل بي الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، للقاء به، لم اكن اعرف اي شيء عن طبيعة هذا اللقاء، لكني كنت متاكدا بأن الموضوع له علاقة بالفن والنحت، وعندما التقيت به قال لي: عندنا بطولة كأس الخليج العربي والعراق سوف يشارك بالبطولة، قلت الحمد لله بعودة العراق للبطولة واخبرني بأن البطولة ستبدأ بعد شهرين ونريد تصميم جديد للكأس الثالث لبطولة الخليج العربي، بعد ان احتفظت السعودية والكويت بالكأسين السابقين، وكنت قداخترت سابقا لتصميم كأس للبطولة بنسختها الـ 17 التي اقيمت في الدوحة."

يستطرد البحراني الذي كان قد صمم العديد من الكؤوس العالمية، اضافة الى منحوتاته التي تعرض في ارقى الصالات الدولية حول العالم، قائلا: "حرصت على ان يكون الكأس عربيا ومرتبطا بمنطقة الخليج العربي ويرمز الى عودة العراق للبطولة، وبدأت اضع الرسوم الاولية قبل ان ابدأ بالعمل على تصميم النموذج الاول بمادة الطين"، مشيرا الى انه "بقدر ما تبدو مادة الطين ناعمة وطيعة الا ان التعامل معها اصعب من التعامل مع الحجر او الحديد لأن الطين  يشكل الاشياء."

يضيف قائلا: "عندما بدأت اتعامل، مع كتلة الطين والنموذج المرسوم امامي بدأت الامور تختلف وتتغير، ومرحلة العمل في الطين تشكل 75% من المشروع وكان يفترض بها من الناحية العملية ان تكون الاسهل، لكن من ناحية الفكرة والمعنى هي الاكثر صعوبة وفي مراحل عدة قلت انتهى المشروع لكني كنت اغير واجدد في العمل"، منبها الى انه "كنت اعمل وانجز افكاري في ميلانو، بايطاليا، حيث نفذ الكأس في واحد من ابرز معامل الصهر وصب المنحوتات والذي نفذ فيه كأس العالم الحالي، وابعث الصور الى الشيخ جاسم في الدوحة، وفي كل مرحلة نتناقش في افكار ورمزية الكأس، وتحدثنا حول كيفية ربط هذا التصميم بالشكل السابق للكأس فاقترح منح التصميم ايحاء بسيط لشكل المبخرة الخليجية في القمة وكيفية توظيفها، وهذا ما فعلته".

واشار الى ان "الفكرة الاساسية التي كانت تشغلني منذ ان بدأت بوضع التصاميم الاولى للكأس هي كيفية وضع رمز لرأب الصدع الذي اصاب البطولة بعد خروج العراق من البطولة ومن ثم عودته ففكرت بمزج الكوفية العراقية الى جانب اليشماغ الخليجي متلاقين وملتفين لتلملم اجزاء الكأس وجمع شمل البطولة واعادتها الى وضعها الطبيعي."

النحات العراقي العالمي، أحمد البحراني شدد على انه "كان هناك توافق بين افكاري وافكار الشيخ جاسم لأنه مدرك وله عين مدربة جماليا، فانا افكر بعقلية فنان تشكيلي يهتم بجمالية ورمزية المنجز الابداعي، بينما يفكر هو، الشيخ جاسم، اضافة الى رؤيته الجمالية بالرمزية السياسية وكرجل دولة ووعيه بمسؤوليته عن البطولة، لهذا كنت افكر بوضع إشارة لجغرافية منطقة الخليج العربي، فاقترح علي ان انحت خارطة دول الخليج العربي فوق الجزء الظاهر من الؤلؤة في قمة الكأس، وكانت ملاحظة رائعة ومهمة خدمتني كثيرا"، مضيفا "اثناء العمل فكرت في كيفية كتابة اسم البطولة، بغض النظر اذا تغيرت من مكان لاخر فالتواريخ فقط هي التي تتغير، واردت ان احفر اسم البطولة(كأس الخليج العربي) لتكون ضمن التصميم الاساسي للكأس، واستبعدت ان يكون الخط العربي باصوله الفنية لهذا اخترت ان تكون بخط طفل خليجي كونهم هم المستقبل وهذا كأسهم، وهذا ما حدث"، مشيرا الى ان " العمل منذ بداية التصاميم الاولى حتى انجاز الكأس استغرق اربعة اشهر ونصف الشهر وهو مصنوع من الذهب الابيض الخالص."

وحول مدى تأثره بالفن العراقي وانعكاسه على اعماله النحتية، قال البحراني: "الفن التشكيلي، خاصة، بلا لغة محلية بل هو انجاز ابداعي انساني لا يحتاج الى تفسير او ترجمة او لغة، مثلما الموسيقى العالمية، وانا اعمل للانسانية وليس لشعب او بلد او ثقافة محددة، لهذا لغة التشكيل هي لغة بصرية بالدرجة الاولى، يستطيع اي متلقي باي بلد التعامل مع اللوحة او المنحوتة، كما يستمتع اي شخص بسماع موسيقى بيتهوفن او باخ او موتزارت."

الجدير بالذكر ان النحات البحراني كان قد نحت نموذج شعار اولمبياد قطر 22، كما انجز مؤخرا تصميم وتنفيذ كأس العالم بكرة اليد التي ستقام في السويد وبولندا من 12 وحتى 29 شباط القادم.

من جهته، صرح لوزا برتوني صاحب ومدير مصنع برتوني الايطالي في ميلانو والذي نفذ نموذج كأس الخليج العربي الذي صممه ونفذه احمد البحراني، في حديث صحفي بـ "فوجئت بالتصميم الجديد لكأس الخليج العربي للفنان البحراني،  لانه يشبه كأس العالم تقريبا وهو من انجاز مؤسستنا، لكن الاختلاف هو اني وجدت في تصميم كأس الخليج العربي دلالات رمزية عميقة ومعاني رائعة وهذا اول انطباع تكون عندي"، مشيرا الى ان "الكؤوس التي نفذناها عادة مرسومة بشكل جميل لكنها بلا معنى اما كأس الخليج فقد كان مزدهرا بالمعاني، ومن خلال اهتمام النحات احمد البحراني، الذي اشرف وساهم بتنفيذ الكأس طوال الوقت ادركت اهمية هذا الكأس وانه ليس مجرد عمل فني وانما يحمل دلالات سياسية وبالنسبة لي كان من الاهمية ان يحصل على كأس بغاية الاهمية لاصحابه ولي فانا يهمني نجاح ما ينجزه معملنا العائلي والذ اكتسب سمعة عالمية مميزة من خلال دقة ما ننجزه".