سراديب البيوتات.. توثيق تاريخي لمدينة الموصل القديمة
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 06-12-2023
 
   
تبارك عبد المجيد -طريق الشعب

يُطلق الموصليون القدامى تسمية بيت القش أو “بيت لكش” على أحد أقدم البيوت، التي تضم عدة سراديب وأقبية، حيث استخدمها السكان لتخزين الغذاء، واللجوء اليها وقت الحرب.

فمن يتجول في الأزقة الضيقة في منطقة الموصل القديمة، يلاحظ عبق وتاريخ تلك البيوت التي يقرأ على جدرانها قصصا تجسد اصالة من سكنوا هذه الاحياء.

وللسراديب القديمة قصص وحكايات في حياة أهل الموصل عبر مختلف العصور، فتارة كانت لهم المسكن والمأوى، وتارة أخرى الملاذ الآمن.

تاريخها

يقول عبدالله الطائي، أحد ساكني مدينة الموصل، إن مدينته “تعد من أقدم المدن في العالم، حيث عاصرت امبراطوريات متعددة، وما يميز موقعها هو تواجدها بالقرب من ضفاف نهر دجلة”، مشيرا الى انها تمتاز بتنوع ثقافي؛ اذ يسكنها طوائف وقوميات متعددة.

ويردف الطائي كلامه لـ”طريق الشعب”، قائلاً إن “المدينة تتضمن أماكن مقدسة عديدة، وأبرز معالمها الأثرية والتاريخية جامع النوري ومنارة الحدباء وكنيسة الساعة وقرة سراي وقلعة باشطابيا ومنطقة وجامع الباشا”، مشيرا الى ان مدينة الموصل تشبه بطرازها المعماري وأزقتها القديمة مدينتي حلب والشام.

ويتابع الطائي قائلا: إن “مدينة الموصل لها عدة أبواب تاريخية مثل باب الطوب وباب السراي وباب لكش وباب جديد وباب سنجار. كما تحتوي على عدد من الأسواق المشهورة، مثل سوق باب السراي ويوجد فيه خان حمو قدو وسوق الصفارين، وسوق الشعارين، وسوق الصياغ، وسوق السرجخانة، وسوق الدواسة وسوق الاربعاء في باب الطوب ورأس الجادة”.

وأكد الطائي ان “هناك شوارع معروفة في مدينة الموصل وأبرزها شارع خالد بن الوليد وشارع الفاروق وشارع حلب، اما أشهر مناطق الموصل القديمة التي تقع على ضفاف نهر دجلة فهي منطقة المدينة وحي الشفاء ودكة بركة”.

اما عن أشهر مساجدها، فيشير الطائي الى “مسجد النبي شيت، مسجد النبي جرججيس، وجامع القلعة، وجامع الباشا وجامع المجاهدي”.

بيوتها

وبالحديث عن بيوت الموصل القديمة يذكر الطائي إن “بيوت الموصل القديمة تمتاز بالسراديب والطراز المعماري، إذ كانت السراديب تستخدم لحفظ المؤن والاختباء فيها في أوقات الحروب”.

ويلفت الطائي في ختام حديثه الى ان ما تعرضت اليه الموصل القديمة من دمار، جعلها مدينة منكوبة في الكامل. إذ قدمت الآلاف من الضحايا بسبب الحرب. وتعرض أهلها للظلم بسبب عدم صرف التعويضات لهم، مضيفا أنه “بعد تحريرها من تنظيم داعش أسهمت المنظمات الدولية والمحلية بإعادة إعمار جزء من أسواق المدينة وبعض المحال التجارية في المدينة القديمة”.

ووفقا للطائي، وصلت نسبة الإعمار في المدينة الى 50 في المائة.

يقول زيدون إن البيوت قديما كان تبنى بسراديب وردهات، ويكون الأول أعمق في البناء، ويتراوح عمقه من 3 إلى 5 أمتار، فيما يصل طول البعض منها إلى 7 أمتار، وتمتاز بأجواء دافئة في الشتاء، وباردة في الصيف وتستخدم هذه السراديب لأغراض تخزين الغذاء واللوازم المنزلية، بالإضافة الى استخدامها كملجأ لأفراد الاسرة في حالات الطوارئ. اما بعض البيوت فتتضمن سراديبها آبار مياه نقية”.

ويقول ؟؟؟؟؟ خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إن “عمر هذه البيوت يصل الى 100 عام وأكثر، وتعتبر تاريخا اصيلا للمدينة وجزءا من هويتها الحضارية”، موضحاً أن “اهم ما تمتاز به هذه الاحياء في بناء بيوتها هو استخدامها للمواد المحلية كالحلان والمرمر والجص”.

اما المهندس المعماري ليث علي فيقول إنه “على الرغم من بساطة المواد المستعملة في بناء بيوت لكش، الا انها تعد كاملة البناء وذات نسق جميل، لا سيما إذا كانت تضم في تصميمها عناصر جمالية مثل النقوش الجدارية على المرمر وقد تصاحبها أيضاً بعض الزخارف النباتية والهندسية المتنوعة، إضافة إلى المنحوتات الحيوانية والبشرية.

ويبين علي لـ”طريق الشعب”، أنّ “تصميم البيوت يكون قريبا من تخطيط القصور والمعابد، وهذا ما يجعله يتميز بسمات تختلف عن بقية البيوتات العراقية”.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced