في عيدهم العالمي.. عمال العراق: حقوقنا مغيبة واقتصادنا هش
نشر بواسطة: mod1
الخميس 02-05-2024
 
   
المدى

شهدت ساحة التحرير في العاصمة بغداد، أمس الأربعاء، خروج مسيرة حاشدة لأعضاء الحزب الشيوعي وعمال النقابات في العراق، احتفاءً بعيد العمال العالمي وللمطالبة بحقوقهم المشروعة، وانصافهم وتكريم الجهود والتضحيات التي يقدمها العمال في جميع أنحاء العالم عامة وفي العراق خاصة، فيما طالبوا بإنهاء التحديات التي تواجههم في كل عام لضمان استحصال حقوقهم التي كفلها لهم الدستور.

فيما تظاهر العديد من أعضاء الحزب الشيوعي وعمال النقابات في البصرة امام مصفى الشعيبة وايضا في محافظة الديوانية لتحقيق هدف واحد وهو العدالة بين العاملين وإقرار قانون سلم الرواتب في البلد.

البداية

ومنذ 140 عاما ما يزال عمال العراق خارج دائرة العدالة، وبالرغم من المناشدات والاحتجاجات والتظاهرات التي يقيمها العمال كل عام في البلد الا ان أوضاعهم لم تتحرك قيد انملة نحو تحقيق مبتغاهم.

ناصر الحمداني (43 عاما) احد أولئك الذين لن تثنينهم عن القدوم عدم تحقيق المطالب طيلة السنوات السابقة، فحسب قوله انه سيستمر بالمطالبة، مستدركا بحديثه لـ(المدى)، بهذه القصة التي تعود لبداية عيد العمال الأول عام 1886، حيث يقول الحمداني، إن "حينها نظم العمال اضرابًا عن العمل في مدينة شيكاغو الامريكية، ومن ثم تورنتو، وشارك فيه قرابة 400 الف عامل احتجاجًا على ساعات العمل حيث طالبوا بتقليصها الى 8 ساعات فقط".

يضيف الحمداني "حقق الاضراب بعد ذلك نجاحا باهرا ليشل الحركة الاقتصادية في المدينة، الا ان الشرطة فتحت النار على المتظاهرين لتقتل عددا منهم، فيما قتل 11 شخصا جراء القاء قنبلة من قبل مجهول فيما قتل 7 من رجال الشرطة، بينما اعتقل العديد من قادة العمال ليحكم على أربعة منهم بالإعدام اما البقية فقد حكموا بالسجن".

يكمل الحمداني، انه "هناك حدث سمي باضراب بولمان وجاء بسبب وفاة العديد من العمال على ايدي الجيش الأمريكي، وجاء على اثر ذلك المصالحة المشهورة بين الرئيس الأميركي غروفر كليفلاند وحزب العمال ليتم تشريع بعد ستة أيام عيد العمال ليكون عيدا وعطلة عالمية.

عمال وإهمال

إحصاءات رسمية وغير رسمية اتفقت على واقع حال العمال في العراق، اذ ان المشمولين بسن العمل في البلد بلغوا 12 مليون شخص، فضلا عن وجود 4 ملايين موظف حكومي فيما سجلت اعداد العاملين في القطاع الخاص 6 ملايين عامل، ليختتم العاطلين عن العمل هذه الأرقام بمليوني شخص عاطل عن العمل.

سلوان عادل أحد العاملين في القطاع الخاص يعاني من تسلط ارباب العمل فهو يؤكد عدم وجود عدالة في توزيع المهام والمرتبات، فضلا عن حرمانه من أية حقوق كان لابد ان يتمتع فيها العامل العراقي، منها الاجازة الاعتيادية والاجازة المرضية وغيرها من الحقوق.

يبين عادل، انه "يجب على الحكومة وضع رقابة حقيقية على المؤسسات حكومية كانت ام أهلية، فلا ضمان لنا بأي مكان في العراق، لذا انا اخرج كل عام للاحتجاج على هذا النظام الخاطئ".

مصادر رسمية اكدت ان هناك 6 ملايين عامل منهم 600 الف فقط كعمال مضمونين ولهم الحق بتحصيل راتب تقاعدي، ما يعني ان نسبته 10% فقط، وان الـ90% المتبقين بلا مستقبل أو ضمان.

مزاحمة العدالة

ولا ينتهي الظلم وغياب العدالة عند هذا الحد، فحسب قول الأستاذ هاشم العقيلي (50 عاما) فان "عدم وجود معايير حقيقية وواضحة للعامل العراقي، فلا تدرج وظيفي ولا زيادة في المرتبات على أساس الغلاء وارتفاع الأسعار، فضلا عن غياب حق العامل في حال قد تعرض الى الإصابة في العمل".

يبين العقيلي لـ(المدى)، ان "اغلب العمال في الدول لديهم اساسيات حددت لضمان حقوقهم امام المؤسسات بأنواعها". مشيرا الى، انه "نحن محرومون من ابسط الحقوق، فالمؤسسات في الدول الأخرى لديها حد ادنى للرواتب، اما هنا فالإجازات عشوائية وغير محددة لتنصف العامل العراقي".

فيما يؤكد "ليست هذه كل المشكلة، اذ يزاحم شبابنا العديد من العمال الأجانب، حتى وصلت اعدادهم الى نحو مليون عامل من مختلف الجنسيات، حيث تفضل المؤسسات هؤلاء على المواطن العراقي بسبب ان الأخير يحتاج الى راتب يكفيه لحياته بقوانين تضمن له الحق كعامل".

تهاني واعتراف

بينما قدم عدد من الشخصيات المهمة في العراق، امس الأربعاء، التهاني لعمال العراق بمناسبة يوم العمال العالمي.

فقد قال زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر في تدوينة على منصة (x) تابعتها (المدى)، "لستُ أبالغ إن قلتُ أن (واحد أيار) ليس عيداً للعمّال بل هو عيد للعمالة، ليس لأن فكرته غربيّة ولا لأن العامل لا يستحق أن يكون له عيد سنوي يحتفل به، لكن ليس من المنطقي أن يكون للعامل عيد سنوي في مجتمعاتنا وهو يعاني الويلات".

من جانبه، قال رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في تدوينة على منصة (x)، تابعتها (المدى)، إن "لدى الحكومة التزام تجاه كلّ العمال العراقيين، نساءً ورجالاً، بتوفير بيئة عمل تحفظ كرامتهم، وتكفل حقوقهم المادية والمعنوية"، مشيراً إلى أن "العمال يمثلون قيمة عليا في بلدنا الذي انطلقت فيه مشاريع الخدمات والإعمار والتنمية، ولن تتوقف، بعون الباري عزّ وجلّ".

إلى ذلك، أكد رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، في بيان تلقته (المدى)، "على استمرار دعمه لحقوق العمال ومطالبهم، وضرورة وجود قانون عصري متقدم يضمن تأمين أرضية وبيئة عمل مناسبين وحياة أفضل لطبقة العمال الكادحة وعوائلهم".

بشارة ولكن

وتحاول الحكومة العراقية وضع لمساتها على طريق العمال في العراق لتسهيل حياتهم المهنية، اذ توجه نحو فتح منصات لتوفير قروض لمشاريع صغيرة تخدم العاطلين العمل، فيما توجه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في إقرار قانون الضمان الاجتماعي الذي يضمن حقوق العمال في البلد، الا ان المواطن لم يرى هذا القانون ومحاسنه الى هذه اللحظة.

وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وبحسب بيان تلقته (المدى)، قالت إن "وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الاسدي يزف بشرى بمناسبة عيد العمال العالمي، بزيادة راتب العمال المتقاعدين 100 ألف دينار"، مشيراً إلى أنه "سيتم التصويت على قرار زيادة راتب العمال المتقاعدين في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل".

يذكر ان الأول من مايو/ أيار يعد يوم عطلة رسمية في 107 دول حول العالم تمثل ما لا يقل عن 67 في المئة من سكان الكرة الأرضية.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced