نساء البصرة ينتقدن تضييق الحريات في المحافظة
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 16-06-2011
 
   
البصرة (آكانيوز)-
انتقد عدد من المواطنات والناشطات العراقيات في محافظة البصرة ما وصفنه بالتضييق على الحريات الشخصية، وسط مطالبة بعضهن بتنظيم اعتصام سلمي في حالة استمرار التضييق.
وقالت منى مسعود من الحزب الشيوعي العراقي لوكالة كردستان للانباء (آكانيوز) ان "المرأة العراقية ما زالت تتعرض لضغوطات كثيرة تحول دون حصولها على أبسط حقوقها فهي لا تمتلك الحق بممارسة حياتها بصورة طبيعية".
وأوضحت ان "المرأة العراقية والجنوبية على وجه الخصوص تعامل على أنها نصف رجل أو اقل من ذلك، فهي ممنوعة بشكل أو بآخر من ممارسة حرياتها الشخصية، بل لايوجد في قاموسها ما يدعى بالحرية الشخصية".
وأضافت ان "المرأة في العراق اعتادت على مسألة إقصائها وتهميشها بحجة العادات والتقاليد والثوابت الدينية".
من جانبها، تقول الصحفية ورود شاكر لـ (آكانيوز) ان "محافظة البصرة مرت بالعديد من المتغيرات السياسية الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على واقعها الاجتماعي".
وأوضحت ان "التقلبات السياسية والاجتماعية التي عصفت بالمحافظة خلال العقود الأخيرة كان لها الأثر البالغ على واقع المرأة أكثر من الرجل في ظل اتساع نفوذ المؤسستين الدينية والعشائرية لاسيما بعد عام 2003".
وأضافت ان "المرأة العراقية بشكل عام تتعرض إلى التضييق ابتداء من بيتها وأسرتها وعشيرتها وكذلك من خلال عملها فغالبا ما يوجد من يتحكم في ملبسها وسلوكها وتصرفاتها، فضلا عن إلغائها بالكامل فيما يخص تطلعاتها وطموحاتها".
وأشارت إلى أن "الكثير من النساء حرمن من تحقيق أحلامهن على مستوى إكمال دراستهن أو العمل في مجال ما أو الانخراط في المؤسسات المدنية النسوية أو التوجه نحو الثقافة والفنون والرياضة بسبب نظرة المجتمع الضيقة للمرأة".
وعن تضييق الخناق الذي تمارسه المحافظة حول مايخص ملابس المدرسات والطالبات في مدارس وثانويات البصرة تقول طالبة في معهد المعلمات وتدعى نهاد حسين لـ (آكانيوز) ان "ملابس المرأة بشكل عام لا تعبر بالضرورة عما يوجد في داخلها".
وأوضحت ان "ملابس النساء في محافظات جنوب العراق بشكل عام هي ملابس محتشمة أصلا كونها تراعي العادات والتقاليد، فليس هناك من معلمة أو طالبة ترتدي أزياء مخصصة للحفلات مثلا وهي تعرف مسبقا أنها ذاهبة إلى مدرسة".
وأضافت "إذا كان يقصد بهذا الإجراء ان تدخل المرأة إلى مدرستها مغطاة بالكامل كما في بعض البلدان الإسلامية المتشددة فهذا أمر غير معقول في ظل تعدد الأطياف والتوجهات في المحافظة"، مشددة على ان "تعميم معتقدات دين ما على بقية الديانات الأخرى داخل المؤسسات التربوية أمر مرفوض من قبل جميع النساء في المحافظة".
بدورها، تقول علياء المنصوري (طالبة) لـ (آكانيوز) ان "هذه الإجراءات منافية لكل ماهو ديمقراطي وخصوصا أنها تجافي ما ينص عليه الدستور من قضايا حقوق الإنسان والحريات الشخصية".
وأضافت "عندما اخرج من بيتي صباح كل يوم فان هنالك ثمة من يراقبني وهي عائلتي التي تراقب ملبسي وسلوكي وتصرفاتي، وعليه إذا كانت العائلة موافقة على الزي الذي ترتديه ابنتهم فلا يجوز لشخص أو جهة ما التدخل في هذه المواضيع".
وأكدت المنصوري على أنها ترتدي ملابس محتشمة، مستدركة "لكن هذه الإجراءات تعد بمثابة اهانة أخلاقية بحقي وبحق عائلتي التي اعتبرها المسؤول الأول والأخير حول جميع ما يخصني".
من جانبها، قالت رئيسة رابطة المرأة العراقية في البصرة كفاح حسن إبراهيم ان "الحكومة العراقية متمثلة بمجلس النواب تبالغ في تجاوزها على المرأة من خلال الدستور والحريات الشخصية والواجبات والحقوق".
وأضافت خلال حديثها لـ (آكانيوز) ان "المرأة العراقية اعتادت على تلك القوانين والقرارات المجحفة بحقها خصوصا ان اغلبها قرارات عشوائية وتستند إلى مبدأ العادات والتقاليد والدين".
وأوضحت ان "المرأة قادرة على تحديد ما يليق بها كامرأة سواء تمثل ذلك بملبسها أو سلوكها أو طريقة تعاملها مع المجتمع خصوصا أنها سئمت من مسألة الاملاءات والقرارات الجائرة بحقها".
وتساءلت إبراهيم "ماذا قدمت الحكومة العراقية للمرأة بحيث أصبحت تتحكم بسلوكها وملبسها؟، خصوصا وأنها لم تحصل على أي حق دستوري أو سياسي أو ضمان اجتماعي أو صحي أو غيرها من الضمانات الكافلة لحقوق المرأة".
ودعت الحكومة العراقية إلى "الكف عن تضييق حرية المرأة والانصراف إلى مواضيع أخرى اشد خطورة وحساسية ومنها جريمة المتاجرة بالنساء أو مشكلة الانحراف الأخلاقي الذي يطال المتسولات في الشوارع".
وردا على قضية ضوابط ملابس المعلمات والطالبات التي أثارها مجلس محافظة البصرة وخلفت جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والمدنية مؤخرا، قال مدير إعلام تربية البصرة باسم القطراني ان "توجهات مجلس البصرة لا تتنافى مع توجهات وزارة التربية الداعية إلى الحشمة".
واوضح القطراني لـ (آكانيوز) ان "وزارة التربية بعد عام 2003 أوعزت إلى جميع مديرياتها في محافظات العراق المختلفة باحترام المؤسسة التعليمية عن طريق ارتداء ملابس محتشمة تليق بمسار العملية التربوية في البلاد".
وأضاف ان "توجهات وزارة التربية تمنع ارتداء الملابس الضيقة والقصيرة والألوان المختلفة فضلا عن كعب الحذاء العالي"، مشددا على أن "هذا الإجراء ينطبق على جميع المعلمات والمدرسات والطالبات في المحافظة، على اعتبار أننا بصدد الحديث عن المدرسة والتربية وليس حفلة أو مناسبة ما".
وأثار كتاب صدر عن مجلس محافظة البصرة خلال شهر آيار/مايو الماضي معنون إلى مديرية تربية البصرة تحت موضوع (عدم التزام الكادر التعليمي بضوابط الملبس)، حفيظة العديد من المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني خصوصا بعد ان تسرب إلى وسائل الإعلام المختلفة حيث تناقلته مؤخرا وبشكل ملفت للنظر وسيلة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced