ملابس البنات تثير أزمةفي الجامعات..طالبات:أساتذةيدعمون مشروع"الحشمة"بالخفاء
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 26-08-2011
 
   
المدى/ بغداد/ أكرم عزيز
رفض إدخالها عند بوابة الجامعة متذرعا بأنها مخالفة لشروط الزي الموحد،إلا انه بالمقابل سمح بدخول أخريات دون أن يعلق على ألوان الملابس التي أطاحت بالزي الموحد جانبا!
شيماء الطالبة في كلية التربية بجامعة بغداد

تؤكد إن هناك تعمداً من قبل بعض أفراد الحرس الجامعي  بعدم إدخال الطالبات اللاتي يرتدين (البنطلون الجينز) أو (التنورة) القصيرة،لأسباب تعزوها إلى الحملة الرجعية التي تقودها بعض الجهات ضد أي مظهر من مظاهر المدنية وتضييق الحريات على النساء. البارحة كنا نتحدث عن إجبار الطالبات الصغيرات في بعض  المدارس على ارتداء الحجاب،وإلزام أولياء الأمور بشراء ربطة بيضاء تضعها على رأسها وإلا اعتبرت الطفلة الصغيرة ذات السنوات السبع مفسدة ومشجعة على مظاهر الفتنة!واليوم نتحدث عن أمر في غاية الغرابة وهو محاولة بعض الجهات فصل الذكور عن الإناث ليس فقط في المدارس بل في الجامعات أيضا، بالإضافة إلى الاجتهادات التي تنطلق بكل قوة لتضييق الخناق على الطالبات في الجامعات.

في مداخل الجامعة
في جامعة بغداد  وفي مجمع باب المعظم،حيث يضم عدداً من الكليات الإنسانية،تتجه عدد من الطالبات عبر أسوأ مناطق العاصمة،حيث يضطررن  إلى  المرور من (كراج) باب المعظم من بين سائقي (الكيات) الذين لايوفرون  كلمة جارحة حتى يطلقونها لتثقب أذن الطالبات،ناهيك عن المعاكسات الفظة والمشاجرات بينهم  التي عادة ماتكون مجموعة مختارة من الشتائم لاتليق بالشارع،كما أن المنطقة  تزخر بعدد هائل من الازبال وتتجمع المياه الآسنة بالقرب من بوابة الجامعة الرئيسية التي أحيطت بجدار كونكريتي،ولونه الرمادي الكئيب يطفئ كل رغبة بالدراسة.
الذي يدخل من بوابة الجامعة يتأكد بشكل لايقبل الشك أن لازي موحداً يمكن أن يلتزم به الجميع،لان الطالبات يرتدين كل الألوان الزاهية والمفرحة التي قد يرفضها البعض لأسباب يقول عنها الدكتور عبدالسلام السامر عميد كلية الإعلام بأنها لاتليق بالجو الجامعي، لان الزي الموحد هو الأفضل للطلاب والطالبات لأنه يعني صفة رسمية لهم،كما إن له منافع  اجتماعية واقتصادية.
بالمقابل يؤكد السامر إن هناك توجيهاً واضحاً بالالتزام بالزي الموحد ،ولاتوجد أوامر بمنع إدخال الطالبات اللاتي يرتدين ملابس ضيقة أو السراويل.
ابتسامة بوجه الحارس
فيما تؤشر عدد من الطالبات في الجامعة إن هناك مزاجية في السماح لهن بالمرور من البوابة الرئيسية للجامعة من قبل الحرس المتواجد في البوابة، حيث تشدد عبير الطالبة في كلية الآداب ان بعض الطالبات يضطررن للابتسام بوجه الحارس الجامعي وإلقاء التحية الصباحية بشكل أكثر خصوصية حتى يسمح لها بالمرور، ومن  تمتنع  عن تقديم الابتسامة قد تواجه رفض الحارس القاطع لإدخالها!
بينما تؤكد حنان الطالبة في كلية الإعلام إن هناك اجتهادات من قبل بعض أفراد الحرس الجامعي في وضع الشروط والقيود على ملابس الطالبات،و تشير إلى  أن بعضهم يمنع الطالبات من الدخول لأنه يعتقد بأنها تخرق القيم والعادات والدين حين ترتدي ملابس ضيقة أو قصيرة.
وتشدد على أنها تخرج  بملابسها نفسها التي ترتديها في الكلية أمام أهلها ،وأحيانا والدها أو أخيها الذي  يوصلها إلى الجامعة ولايحق لأي شخص أن يعلق على ملابسها وتعده أمرا شخصيا.
في حين توضح سارة طالبة اللغة الانكليزية إن الحرس الجامعي يتعمد التحرش بالطالبات أثناء مرورهن من بوابة الجامعة،وتؤكد"أنا وزميلاتي نسمع كل يوم تقريبا كلمات غير لائقة من قبل بعض أفراد الحرس إثناء دخولنا محاولين استغلال السلطة التي بيدهم بشكل سيئ في مراقبة ملابس الطالبات بذريعة تطبيق الزي الموحد بينما يقومون بالتحرش ".
حرية اختيار الملابس
من جانبه يؤكد عميد كلية الإعلام إن تطبيق الزي الموحد ليس صارما بل تركت مساحة من الحرية في اختيار الألوان، وأشار إلى وجود ضعف في تطبيق ذلك  وان الحراس يتهاونون أحيانا في تطبيق الزى،ويطالب بان يكون هناك تعاون وإطاعة للقوانين التي تصدرها الجامعة من قبل الطالب. ويؤكد إن الجامعة تشدد على حشمة الطالبات. التي قد يعتبرها البعض عبارة واسعة ومطاطة يمكن أن تمر من أسفلها اجتهادات الحرس الجامعي في منع والسماح بدخول الطالبات!
ويؤكد الدكتور فليح الركابي عميد كلية الآداب  أهمية ارتداء الطالب للزي الموحد الذي يوضح هويته،بالإضافة إلى التأكيد على حشمة الطالبات.
لكنة يشير في الوقت نفسه إلى أن تعليمات جامعة بغداد أوضحت أن الطالبة يجب أن تحاسب من قبل الأساتذة وداخل الفصل الدراسي، وحصرت  مسؤولية المراقبة على الزي بمعاون العميد لشؤون الطلبة، وتقتصر واجبات الحرس الجامعي على الجوانب الأمنية فقط.

فصل الجنسين
فـي الجامعات
من جانب آخر رفض الطلاب بشكل قاطع الدعوة من بعض الجهات لفصل الذكور عن الإناث في الجامعات،واكدرا أن هذه الدعوى بمثابة إحباط بعد أن كانوا متفائلين بالحكومة الجديدة التي اعتقدوها بأنها ستحل مشاكل الطلاب وتعطيهم رواتب وتوفر لهم فرص العمل،حيث يؤكد ليث سعيد الطالب في المرحلة الثالثة بكلية اللغات "كان الأجدر بهم إقرار قوانين مهمة، مثل تزويد الطلبة والطالبات برواتب أو منح لتعينهم على  سنين الدراسة  أو توفير وسائط نقل أو تطوير المختبرات وإنشاء مراكز بحثية،وغيرها من الأمور التي تحتاجها جامعاتنا".
فيما أشار حيدر محمد طالب المرحلة الرابعة في كلية الآداب "لااؤيد فصل الجنسين في الجامعة لأننا في الجامعة مختلفون عن طلاب  الإعدادية والمتوسطة والسبب إن الجنسين خلال مرحلة الإعدادية يكونان بفترة مراهقة حساسة خاصة في ظل الثقافة السائدة التي توحي بان وجود شاب وشابة معا هو كوجود البنزين قرب النار ، لذا فقد ينتج عن ذلك الكثير من أعمال  الطيش والتسرع والاندفاع  فهناك ثقافة سلبية في هذا الجانب, أما المرحلة الجامعية فهي  فرصة ومرحلة متقدمة تتيح للشاب أو الشابة فرصاً أوسع لمعرفة الآخر بدون خوف أوعقد كما إنهما يكونان في هذه المرحلة أكثر وعيا وتفهما لكل شيء.
في حين أوضحت مريم خالد من كلية الإعلام  إن الجامعات العراقية عريقة وحظيت منذ تأسيسها بمكانه علمية رصينة ويشهد لعلاقة الطلاب والطالبات كونها من أحسن الطلاب في المنطقه،ونحن  في الكلية لدينا زملاء وإخوان بمعنى الكلمة،فماذا يريدون؟
وتعتقد مريم انه في ضوء الطروحات الغريبة فقد نسمع في المستقبل عن مقترح من احد أعضاء مجلس النواب يدعو فيه إلى  أن تكون هناك دوائر كوادرها من النساء ومتخصصة بهن فقط  وأخرى متخصصة بالرجال وعلى أساس إن الاختلاط حرام ويتوجب منعه!
وأكدت زميلتها سارة علي قائلة "أننا فعلا بحاجة لأمور أهم مثل المختبرات والمراكز البحثية وتفعيل دور المكتبات التي أصبحت الكتب  فيها قديمة جدا وتزويد الجامعات والقاعات الدراسية بمنظومات الحواسيب  والانترنيت،وغيرها من الأمور التي تساهم في دعم العملية التربوية والتعليمية بالبلد بعيدا عن الخيال والمثاليات".
في المقابل أكد وزير التعليم العالي علي الأديب إن لانية للوزارة في فصل الذكور عن الإناث وان الحديث الذي يدور هو محض شائعات.
وأشار الدكتور عبد السلام السامر إلى  الدعوة التي تنطلق من قبل بعض  الجهات الدينية في فصل الطلاب عن الطالبات قائلاً: هذه  القضايا تتعلق بوجهات نظر دينية متباينة ،لذا فان الأسلم أن يتحدد الأمر بفلسفة الدولة وهي من تحدد وتفصل في هذا الموضوع, في ضوء الدستور الذي ينص على حرية الفرد.
أما في ما يتعلق بتعرض بعض الطالبات للتحرش من قبل الطلاب،فقد قلل السامر من هذا الأمر وأكد عدم وجود  مثل هذه الحالة كظاهرة في الجامعات العراقية،ولايوجد أي مبرر لفصل الطلبة عن بعضهم.
عميد الآداب، رفض فكرة فصل الطلبة عن بعضهم بسبب وجود بعض الكليات الخاصة للبنات مثل كليات العلوم والتربية والتربية الرياضية، وكذلك توجد كليات مثلها في المحافظات بل حتى أن هنالك  كليات للبنات في الدول العربية والغربية أيضا،فلاحاجة إلى فصل الجنسين عن بعضهم.
وأكد إن الدراسات العليا هي في الأساس مختلطة ولايمكن الفصل ، فمن يريد أن يذهب للكليات التي تكون الدراسة فيها مختلطة فليذهب ومن  تريد من الفتيات أن تذهب لكليات البنات فموجودة ايضا.
و شدد على أن الاختلاط أمر مهم من حيث خلق جو التنافس في الكلية وان فصل الرجال في الكليات لايتناسب ومع روح العصر والتقدم والدعوات في مجال حقوق المرأة.
فيما أشارت الدكتورة سحر كاظم أستاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد إلى  أن وجود الطلبة في الجامعة  مع بعض لايسبب  او يثيرأي مشكلة ولايوجد مبررلمثل هذه الدعوة ،لان عدم وجود المشكلة يلغي المطالبة بفصلهم من الأساس.
وتشدد على أن الطلبة بالأساس يميلون غالباً إلى الفصل بشكل فعلي لتأثرهم  بثقافاتهم الدينية والاجتماعية والخجل الذي جعل الطلاب الذكور يجلسون ويجتمعون معا في الكلية والطالبات في جهة أخرى. وتؤكد إنها تحتاج الى عرض المواد الدراسية في المحاضرة للجنسين وليس لجنس واحد فقط.

ظواهر اجتماعية خطيرة
فيما أكد الدكتور خالد التدريسي في كلية الآداب قسم الاجتماع والناشط في جمعية أمل إن أي قضية تمارس في الخفاء سوف  تتفاقم ويزداد حجمها،، وليس من باب الدفاع عن البارات القول إن قرار غلق النوادي وبيع المشروبات أعطى نتائج سلبية ، كما إن الظاهرة مازالت موجودة ولكن بالخفاء وهنا تكمن الخطورة. ويشدد على  أن فصل الطلبة في الجامعات سوف يدفع ربما في المستقبل إلى الفصل في الشوارع وفي المطاعم وفي وسائط النقل،وأكد أن الطقوس الدينية ركزت على كرامة  الإنسان وتوفير ما يصونها لكننا مع الأسف نجد تركيزاً على مثل هذه القضايا في وقت  تستشري في مجتمعنا حالات الفساد الإداري والمالي وحتى الاجتماعي، وهذا أمر غريب وينبغي الانتباه إليه، ويدلل على أن التصرفات التي تضيق خناق الحرية تؤدي بنتائج سلبية.
بالمقابل أشارت الدكتورة هدى في قسم الصحافة بكلية الإعلام  إن فكرة فصل الذكور عن الإناث في الجامعة غير ممكنة لأننا سنحتاج إلى بنايات والى أساتذة والى أثاث جديد،بالمقابل إن الكليات والجامعات ضيقة وبناياتها قديمة وان الطلاب يحتاجون إلى وسائل إيضاح والى مستلزمات دراسة أكثر من حاجتهم إلى الفصل.
وتؤكد ان العلاقة بينهما طبيعية وجميلة ولانريد أن ندنسها بالكلام عن الفصل والتحدث عن قضايا مخجلة كالقول بان وجودهم بالقرب من بعضهم يحمل بعض الخطورة، إنهم يعيشون مع بعض لسنوات طويلة وتجمعهم علاقات صداقة وأخوة. وتشدد على أنه مع  أي قرار آخر لو كان يصب في مصلحة الجامعة والطلاب ولكن فصل الإناث عن الذكور ليس فيه أي مصلحة وغير مبرر , لذا فلا تجد مبرراً لإثارة موضوعه خاصة في هذا الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى ترسيخ مفاهيم الحرية بشكلها الصحيح.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced