نساء يفقدن اعضاءً ويتجهن للتسول بسبب عنف الزوج.. والقانون والدين يعجزان عن حمايتهن
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 08-12-2012
 
   
المدى برس / النجف الأشرف
لم تشارك (أم احمد) في الندوة التي أقامها عدد من المنظمات النسوية في محافظة النجف لمناقشة العنف ضد المرأة، ليس لأن أم احمد لا تؤمن بدور هذه المنظمات، فهي تقول أنها لم تسمع بها أصلا، ولا لأنها نجت من العنف الأسري، فأم احمد، وهي أم لخمس أطفال، فقدت عينها اليمنى وتشوه جزء من وجهها بسبب ضرب زوجها لها بصورة متواصلة، ولم ينجها من قبضته سوى الطلاق، الذي كان هروبا "من المقلاة إلى النار" بالنسبة لها، وهي مضطرة الآن إلى التسول لسد رمق أطفالها، ولا تمتلك الوقت لحضور المؤتمرات التي تناقش قضيتها.لكن (أم احمد) أخرى حضرت المؤتمر تقول في حديث إلى (المدى برس)  "تزوجت من ابن عمي ولي منه ولد ،وهو يضربني باستمرار وبدون مبرر، وكان يستعمل معي شتى أنواع الضرب وكنت أخشى أن أتقدم بشكوى ضده ،ولم أجد مساندا لي لا من عائلتي أو المجتمع أو حتى القانون، ولم يخلصني منه سوى الطلاق".
رجال الدين: لسنا مسؤولين عن أعراف المجتمع
الطلاق ليس حلا تفضله الكثيرات حتى وأن تعرضن "للتعذيب" على يد أزواجهن، ففي مدينة محافظة مثل النجف، وحتى في باقي مدن العراق، تعد المرأة المطلقة عنصرا غير مرغوب فيه من قبل المجتمع، بل أن عددا من العائلات تعتبر الطلاق "عارا" عليها، وتجبر بناتها على الصبر وتحمل أهواء الزوج، بالترغيب "بالأجر والثواب" تارة، وبالترهيب من فقدان الأطفال والمعيل تارة أخرى.
وبينما لا ينصح رجال الدين بالطلاق، فأنهم يؤكدون الأوساط الدينية تدفع باستمرار من خلال تثقيف المجتمع بحسن التعامل مع المرأة عبر الخطب والمجالس الدينية"، لكنهم يعترفون أن تعنيف المرأة "سلوك اجتماعي لا يمت للدين بصلة وبالتالي لا يمكن للمؤسسة الدينية القضاء على هذا السلوك"، بحسب رجل الدين سعد الفياض الذي يعد احد رجال الدين البارزين في النجف.
التقاليد والأعراف اقوى من القوانين
وتشير عضو مجلس النواب العراقي النائبة بتول فاروق التي حضرت الندوة "أن هناك لجنة في مجلس النواب خاصة بالمرأة وبشؤونها وهي لجنة فاعلة وهي بصدد تشريع الكثير من القوانين تصب في مصلحة المرأة وتسهم في تغيير واقعها المتردي".
لكن بتول تعترف بـ" أن هذه القوانين مازالت في طور القراءة الأولى والثانية وأن الدستور العراقي أنصف المرأة في عدد من القوانين لكنها بحاجة إلى التطبيق ولعل الأعراف والتقاليد الاجتماعية تحول من تطبيق تلك القوانين".
بينما ترى الناشطة النسوية المغتربة كوكب البغدادي أن "الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة لا يقع على عاتق المجتمع أو الجانب الحكومي فقط وإنما يجب أن تتحمل المرأة نفسها المسؤولية في ذلك من خلال معرفة حقوقها وكيفية المحافظة والحصول عليها".
لكن هذه قد تكون تصريحات متفائلة، فنساء نيوزلندا متعلمات بشكل اكبر من النساء العراقيات، ويتمتعن بحماية المجتمع والقانون الكبيرة لهن، وهو ما قد يفتقده عدد من النساء اللواتي حضرن المؤتمر وهن يغطين وجوههن بالعباءة، خوفا ربما من ردود الفعل العائلية العنيفة، أو مصير مماثل لمصير أم احمد.
يُذكر أن وزيرة الدولة لشؤون المرأة أعلنت، في 14 شباط 2012 ،عن أتخاذ العراق تدابير مميزة في مجال النهوض بالمرأة وحمايتها من العنف وتعزيز مشاركتها السياسية وتقديم الرعاية الصحية الجيدة وتبني سياسة تقليل الفجوات بين الجنسين.
وأشارت إلى أن العراق أتخذ تدابير للنهوض بالمرأة ومناهضة العنف الموجه ضدها ن لكن أي من هذه التدابير عن مناهضة العنف ضد المرأة لم تطبق على أرض الواقع لحد الآن، ولا توجد نسب دقيقة للنساء المعنفات كون أغلبهن يمتنعن عن إبلاغ الجهات المختصة فضلاً عن مساهمة العادات والتقاليد في منع النسوة من الإبلاغ عن أزواجهن أو الأهل الذي يمارسون العنف ضد النساء.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced