مختصون: حالة المرأة تردت بالناصرية بعد سيطرة الأحزاب الدينية
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 13-12-2012
 
   
ذي قار/ أصوات العراق:

اعتبر مختصون وناشطات مدنيات في ذي قار، الثلاثاء، أن حالة المرأة بالمحافظة "متردية" في ظل سيطرة التيارات الدينية التي تسعى لـ"استغلال" مواطن الضعف بالمجتمع ومنها تلك المتعلقة بالنساء.
وقال رئيس جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية حقي كريم، لوكالة (أصوات العراق)، ان حالة المرأة "شهدت ترديا واضحا بعد التغيير السياسي بالعراق في 2003 وسيطرة المد الديني مما زاد نسبة العنف ضد المرأة والنساء المعنفات لاسيما في وسط العراق وجنوبيه"، مشيراً أن ذلك "يتجلى في الممارسات ضد النساء المطلقات والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة مما أدى إلى زيادة نسبة الانتحار لدى النساء والجرائم المرتكبة ضدهن بحجة غسل العار الذي لم يثبت بطريقة محددة حيث كان من بينهن باكرات".
وأضاف كريم، أن ما يثير "القلق بموضوع العنف ضد المرأة هو أن جزءاً كبيراً من النساء أصبحن مستسلمات له ويباركن هذه الردة الحضارية من قبل المؤمنين بالتقاليد والعادات البالية ضد المرأة استجابة لضغط جهات محددة"، معتبراً أن "فرض تصرفات وسلوكيات على المرأة مثل ارتداء الحجاب على الطالبات المدارس يشكل جزءاً من سياسة العنف العام ضد المرأة"، بحسب رأيه.
وأوضح رئيس جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية، أن هذه الأسباب "اضطرتنا لإطلاق حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة تحت شعار مناهضة العنف ضد المرأة واجب إنساني مقدس"، لافتاً إلى أن الحملة التي أطلقتها الجمعية كانت "برعاية مؤسسة مساعدات الشعب النرويجي NPA".
•  هيمنة ذكورية
إلى ذلك اعتبر ناشطون وناشطات في منظمات المجتمع المدني، أن حال المرأة بالناصرية "انهار وتردى" مقارنة بسبعينات القرن الماضي، عندما كان في المحافظة "نساء فاعلات".
وقالت الناشطة سلوى فرهود، لوكالة (أصوات العراق)، إن حال المرأة "لم يرتق لمستوى الطموح بسبب معوقات القيم والتقاليد الاجتماعية التي تراكمت بطريقة ضاغطة على المرأة دون أن يكون هنالك رد فعل مدني يتناسب مع نوعية الهجمة التي استغلت سنوات الحصار والحروب لتفرض تقاليد غريبة عن مجتمعنا".
بدورها قالت الناشطة أسيل الشمري، لوكالة (أصوات العراق)، إن معوقات الأمية والتقاليد الاجتماعية أدت إلى "إيجاد ثقافة مهزوزة لدى المرأة أعاقتها عن المطالبة بالحقوق الأساس لها"، مضيفة أن جهات عدة "استغلت ذلك لأغراض سياسية أو دينية لينحدر واقع المرأة بالمحافظة نحو الأسوأ".
وتابعت الشمري، أن هنالك "تمييزاً في الوظائف والمناصب التي تكاد تنحصر بيد الرجال"، مستدركة "حتى أن بعض المناصب التجميلية التي تعطى للنساء تكون مفرغة من القدرة على اتخاذ القرار وبالتالي لا يمكن أن تسهم بتغيير واقع المرأة أو تطويره".
واستطردت الناشطة أسيل الشمري، أن المناهج التعليمية "تركز على التسلط الذكوري كما أن حملات التجهيل المستمرة جعلت الثقافة بضاعة كاسدة لا يمكن من خلالها تغيير المجتمع نحو الأفضل"، بحسب رأيها.
•  تحصين شكلي واستغلال سياسي
على صعيد متصل قال الناشط عدنان عزيز دفار، لوكالة (أصوات العراق)، إن المرأة كانت "جزءاً فاعلاً بالمجتمع المحلي في السابق في حين أنها اليوم تكاد تكون مختفية من المشهد لا في ذي قار حسب إنما في عموم العراق"، مضيفاً أن المكون الأكبر للشعب العراقي "يختبئ خلف تقاليد وعادات ونواهي ونمط سياسي مفروض على المجتمع لمصالح سياسييه الذين حاولوا الضغط على مواطن الضعف بمجتمعنا لمصالحهم الخاصة".
وذكر دفار، أن المرأة كانت "فاعلة ومتحررة ذاتياً في سبعينات القرن الماضي وسط حصانة اجتماعية واعية"، مستطرداً والآن "لدينا مجتمع متشدد دينياً مما جعل المرأة محصنة شكلياً من حيث المظهر دون أن تكون قادرة على فرض أخلاقها الإسلامية على المحيط الذي تعيشه".
من جانبه رأى الناشط هيثم الجاسم، لوكالة (أصوات العراق)، أن المرأة "ما تزال أسيرة للتقاليد"، مشيراً إلى أن التغيرات السياسية بعد 2003 "لم تنعكس على واقعها ايجابياً بل بالعكس أدت إلى تدهور واقعها".
ودعا الجاسم إلى ضرورة "تفعيل دور مختلف منظمات المجتمع المدني للنهوض بالواقع العام للمرأة وليس عقد ندوات أو مؤتمرات تحضرها نساء النخبة"، منوهاً إلى أن  الشارع هو الذي ينبغي أن "يكون مجال العمل لتوعية الشريحة الأكثر تضرراً من النساء".
• هل يسمح للمرأة برئاسة لجنة بمجلس المحافظة؟
بالمقابل قال رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي في مجلس محافظة ذي قار، احمد طه الشيخ، لوكالة (أصوات العراق)، إن أداء المرآة في  المجلس "لم يكن جيداً ولم يرتق إلى المستوى المطلوب لأسباب متعددة أحدها أنها ناتج الخيار الاجتماعي الذي تعاني المرأة فيه أصلاً"، مبيناً أن هنالك ضرورة لـ"إعادة تأهيل المرأة قبل أن يكون لها دور فاعل بمجلس المحافظة".
وبشأن إمكانية تواجد رئيسة لكتلة بمجلس إسلامي في المجلس، رأى الشيخ، أن بالإمكان "وجود رئيسة لكتلة سياسية خلال الدورتين المقبلتين"، مستدركاً "ليس لنا كأحزاب إسلامية موقف ضد ترؤسها إن كان ذلك على أساس الكفاءة وحسن الأداء".
ولاحظ مراسل وكالة (أصوات العراق) أن الحملة خلت من الجهات الحكومية المعنية بشؤون المرأة وأبرزها لجنة المرأة والطفل بمجلس محافظة ذي قار، كما خلت من الإحصائيات الرسمية لحالات العنف ضد المرأة أو الانتحار أو عدد جرائم غسل العار، كما غابت إحصائية لعدد النساء بالمحافظة، وسط تقديرات غير رسمية تؤكد أن نسبتها تتراوح بين 58 إلى 63 بالمئة من سكان ذي قار البالغ قرابة مليوني نسمة.
وتبعد مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار 365 كم جنوب العاصمة بغداد.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





المهرجان العربي والكلداني
 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced