تحالف الإعمار والتنمية.. خطوة تبدو منفردة ولكن تمشي مع الجماعة
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أطلق السيد السوداني تحالفه تحت اسم " تحالف الاعمار والتنمية"، ولهذا العنوان دلالة سياسية حيث قد ردده السيد المالكي كثيراً في معظم خطبه.. ولم يشاهد شيء له علاقة بالتنمية او الاعمار، خلال زمنه الذي استمر لدورتين حكم.. ومنها نحصل على ( رازونة ) اي ثغرة بالجدار، من شأنها ان توفر فسحة للاطلاع على خلفية وافاق هذا التحالف . للاسف قد ظن الكثيرون من السياسيين، بان تحالف السيد السوداني هو بمثابة انفصال عن ركب ربعه الاطاريين، ولكن عندما يُدقق بالشخوص المكونة للتحالف يتضح جلهم من ذات الاطارالتنسيقي ولم يخرجوا عنه، لا بل من أشد اطرافه تمسكاً بنهجه الطائفي المحاصصاتي، حتى وان التحق به بعض الاشخاص البعيدين عن الصفة الاطارية، غير ان هؤلاء من ذات الطائفة ولكنهم عاجزين عن مواصلة مساراتهم السابقة.

ان هذا التحالف يبدو للوهلة الاولى كخطوة منفردة خارج " الإطار التنسيقي " غير انه اصلاً وفصلاً اطاري بحلة مدنية جديدة منمقة وبعنوان مناسب للمرحلة، وان كان بعيداً عن الاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد لكونه قد اقتصر برنامجه بعنوانه فقط، ولم يجسد ابتعاده عن سياسة الإطار بسمات جلية تميّزه. فضلاً عن تمسكه بكينونته المذهبية.. التي تجيز لنا فرصة القول بانه ليس منفرداً قطعاً.. نستند هنا على بينة جلية تشيرالى وجود بعض اطرافه الكوّنة التي لازالت ماشية مع ــ الجماعة  ـ  حيث معظمهم بقي متواصلاً بحضور اجتماعات الاطار التنسيقي . ولكي لا نبتعد عن تشخيصنا الذي نكاد ننفرد به، هذا ما الزمنا ان نكشف هذا السيناريو التحالفي باجلاء صبغة الانفراد عن حقيقته الاطارية.

فما عسانا ان نزيد غير رؤيتنا للاسباب التي دعت الى ظهوره الان. شكلاً دون ان يمت لمضمونه بشيء . وحتى ما قيل من الاسباب ازاء تشكيله، كانت لا تعدو عن كونها صبغة ذات مغزى انتخابي . مع ان وجوده انطلق من دواع ترميم حالة الطبقة الحاكمة المتداعية، التي تعرت تماماً امام العراقيين بكونها قد فشلت و صُبغت "وشيعة غزلها " بلون اسود، يتخلله نقش الفساد والفشل ، باعثة انقسام طبقي حاد في المجتمع العراقي وافلاس الدولة معنوياً ومادياً ، فضلاً عن زخرفة الهويات الثانوية. ولم ينفع حتى ظهور بعض اطراف هذه الطبقة محاولين التكفيرعن ذنوبه ومعترفين بالفشل، بهدف ترميم الاضلع المهشمة غايته استمرارالسعي للقيام بايجاد جيلاً جديداً من شأنه ان يبقى حملاً راية " حاكمية الشيعة " كما يدعون، والشيعة هم اول ضحايا  ما تسمى بـ " الحاكمية " .

وربما صورة الاكثرية المقاطعة وهي بالاغلب من ذات الطائفة  قد تشكل نافذة من دون ستائر تكشف المستور للقاصي والداني.. الامر الذي بعث شعوراً بين ( معلمين الطبقة الحاكمة ) باقتراب حتمية ازاحتهم. فكانت الخطوة التي تمثلت بـ " تحالف الاعمار والتنمية  " بصيغة تبدو منفصلة عن " الاطار التنسيقي "  ولكن هنالك ـ تغليس ـ عن الاطراف الاطارية المشتركة في هذا التحالف بمن فيهم السيد السوداني ذاته.. علماً ان من المتوقع وعقب الانتهاء من الاقتراع  في الانتخابات القادمة ستلتحم كل اطراف الاطار لاعادة انتاج نفسها، تحالفات واحزاب جديدة شُكلت بصيّغ مدنية على غرار تحالف السوداني، في ائتلاف اكثرية برلمانية طائفية ومن لف لفها، لتشكيل حكومة محاصصة من طراز محسن نسبياً . هكذا تشير الاستطلاعات بهدف الخروج من مأزق السقوط. كما من المتوقع ايضاً ان السيد السوداني سوف يُستبعد ويُنصب اخر اكثر طوعاً وتبعية للاطار التنسيقي.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 27-05-2025     عدد القراء :  51       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced