اما بعد.. ليس بالعباءة تُحمى المرأة
بقلم : منى سعيد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الماضية بما نشر من تصريح حول اعتماد مجلس محافظة بغداد العباءة الزينبية زيا رسميا للمرأة. وكنت قد علقت على صفحتي في الفيس بوك وقلت: "تمخض الجبل فولد فأرا.. بأي حق يعتمد مجلس محافظة بغداد العباءة الزينبية زيا رسميا للمرأة، حسب تصريح رئيسة لجنة البيئة هدى جليل العبودة.. أليس من الأجدى لها ولأمانة بغداد، في الأقل، تنظيف قمامة بغداد حفاظا على البيئة، بدلا من التجاوز على حقوقنا الشخصية؟!"

وقبلي أثار التصريح زوبعة من التعليقات سواء بصيغة مقالات أو "بوستات" مختصرة، شاجبة ومحللة أسباب إطلاق مثل هذا التصريح بهذا الوقت تحديدا.. بحجة " الغيرة" أو "الخصوصية المجتمعية"، ومؤكدة أن بغداد ليست قندهار ثانية، وأن ما يحدث في الفترة الأخيرة من تضليل متعمد واعتداء سافر على الحقوق المدنية للمرأة، ليس سوى تنميط للتخلف وللرجعية والعودة للوراء. كذلك شاع هاشتاغ وقعت عليه أعداد كبيرة من الناس بعنوان #أنا _ أرفض_ هذا القرار.

هذا الرفض القاطع لم تستسغه بعض الشخصيات النسائية أيضا، باعتباره "باردا" وليس حازما بالدرجة المطلوبة، وأن القرار سيُطبق ويُمرّر كما مُررت التعديلات الأخيرة على قانون الأحوال الشخصية. مثلما ذكَّرتنا أحدى الزميلات بوسائل الاحتجاجات الصارمة التي اعتمدتها نساء العالم، عند التعرض لحقوقهن الأساسية سواء بإطلاق التظاهرات أو إعلان الإضراب عن العمل ..

وحتى المحجبات من النساء لم يرضهن هذا القرار، وكتبن إنهن محتشمات ومحجبات بلا العباءة الزينبية، بل وسخرن من هيئة السيدة التي أطلقت هذا التصريح، كونها خاضعة لعمليات تجميل ووجهها متبرج بدرجة مبالغ بها.

من ناحية أخرى اعتبر كثيرون إن ما اثير حول هذا الموضوع لم يكن سوى "طشة" أو زوبعة إعلامية بقصد الترويج الانتخابي ..ومهما يكن من تبرير، نتوقف هنا عند التحليل السوسيولوجي للظواهر الاجتماعية المختلفة، التي يشير لها الكاتب والمفكر أمين الزاوي حول حضور المرأة في الفضاء العام أيام الخمسينات والستينات والسبعينات، بكونها علاقة سليمة وناضجة بين الرجل والمرأة في الطبقة الوسطى، التي هي المعوّل عليها في كل تغيير اجتماعي أو سياسي ايجابي، وأن اللباس الأنيق لا يعكس الثراء بل يرمز إلى الذوق الجمالي وإلى احترام الشريك في هذا المقام ، وأن الهندام هو سمة خارجية تحيل إلى مضمون اجتماعي طبقي وثقافي أيضا.. وعند التدقيق بهندام سيدات الستينات نجده يعكس العفّة في المعاصرة والحشمة في الحداثة، والمرأة كانت تخرج إلى الفضاء العام محميّة بثقتها بنفسها وبأخلاقها وبثقافتها، مما يجعل اللباس يتراجع من ناحية شكله وطبيعته.

بمعنى آخر ان المرأة في الفضاء العام كانت محمية بثقافتها وأخلاقها وثقتها بنفسها، وليس بعباءتها أو بخمارها.

طريق الشعب

  كتب بتأريخ :  الخميس 12-06-2025     عدد القراء :  54       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced