تخوض إسرائيل الحرب.. بالإنابة عن إدارة ترامب
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تم تقاسم الادوار وتعددت الوسائل غير ان الهدف ظل واحداً وهو انشاء " شرق اوسط جديد "، محتواه وفحواه بسط نفوذ الامبريالية الامريكية، وقد اختيرت اليد الضاربة والقاعدة النووية اسرائيل في المنطقة العربية لهذا الغرض. كما ان الذريعة ذاتها التي استخدمت لاحتلال العراق عام  2003، تستخدم اليوم ضد ايران بذريعة امتلاك السلاح النووية.. ولكي لا تفوتنا ان نشير الى عمق مراد الولايات المتحدة الامريكية، الا وهو سحق اي نفس يقف بوجه الكيان الصهيوني بل واخضاع محيطها، وها هي ايران المتهمة بتأسيس محور تصدي، ومحاولة مسك سلاح مماثل نووي، وكذلك الخشية من امتدادها وبسط نفوذها، مما جعلها تصتدم بسياد بلدان المنطقة، وهذه هي الثغرة التي شكلت عاملاً شديد الفعل لعزل ايران اقليمياً، الامر الذي دفع خصومها للاستفراد بها كما نشاهده اليوم من انعكاس حالة التفرج البائس ازاء العدوان الاسرائيلي الغاشم عليها.

وفي هذا المضمار ايضاً غدت ادارة ترامب مثلها مثل ذلك الشخص الذي" يعطيك من طعم الكلام حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب ".. مع ذلك استطاعت استدراج ايران للتفاوض، وقد استغل ذلك لغاية توفير فرصة لاسرائيل  بحشد قواها وتعبئة مخازنها من الاسلحة الفتاكة الامريكية. هذا من جانب ومن الجانب الاخر جرجرت ايران الى مربع الخدر السياسي اضافة الى استخدام منهجية " العصا والجزرة " بهدف بسط الثقة لديها، على ان ثمة حلول ستتنازل عنها واشنطن لصالح طهران، مموهة السياسة المارقة والهادفة الى الغاء نفوذ ايران في المنطقة التي تنتشر فيها المصالح الامريكية، لاشك انه لامرمقلق لادرة تراب وربيبته حكومة الكيان الصهيوني.. اما البعد الاخر هو محاولة سحب ايران من تحالفها مع روسيا. ان هذه الاخيرة قد اُبعدت من قدرة الدفاع العسكري عن إيران، وذلك بتوريطها بحرب عدوانية مع اوكرانيا وكسراحد اجناحة روسيا، وليس بالمستبعد ان يشكل العدوان على إيران وبأحد غاياته تحطيماً لجناحها الاخر..

ويبقى البعد الاستراتيجي للعدوان على الجارة إيران باستخدامه كعاصفة غبرة شديدة تحجب الرؤية الدولية والانسانية زد على ذلك انعدام مواقف الانظمة العربية من جرائم الصهاينة في فلسطين، وتحديداً في غزة المستباحة وكذلك في لبنان المنكوب. وفي ظل هذا الاختلال السياسي الذي اصيب به الصف العربي منذ امد ليس بالقصير، نشاهد اليوم غبار الدم والسحق اليومي لأرواح بريئة، تطالعنا الحالة القائمة بمشهد مستفز حقاً، مثلته زيارة الرئيس الامريكي الى بعض بلدان الخليج العربي، واستقباله بحفاوة ملفتة للنظر. وليس هذا فحسب والانكى منه، تقديم اربع مليارات دولار دسمة له، التي يقال انه تناصفها مع اسرائيل كانت قد شكلت عاملاً مساعداً مهماً لها بشن حربها ضد ايران، التي احد اسباب خلافها مع الادارة الامريكية هو موقفها المؤيد للقضية الفلسطينية. اذن لا يجوز اللوم عندما يشار الى غياب البصر والبصيرة العربيتين في هذه المرحة، التي يتصاعد فيها العدوان الى حد الانفلات .. وان القادم اخطر كما يبدو.

لابد ان نمر على بلدنا العزيز العراق. فمثل النظام الحالي مثل ذلك الراقص على حبل جنباز وتحته هاوية سحيقة. فنظام المحاصصة المحنط يؤدي دوراً مطلوباً منه واي خطأ سيجرفه الى الموت. ويبدو دون حنكة سياسية راح يشتكي عند ادارة ترامب طالباً منها ان يمنع صواريخ اسرائيل من عبور الاجواء العراقية.. ان هذا الطلب سياتي الجواب عليه مشابهاً لجواب ترامب على طلب ايران القاضي بتفكيك النووي الاسرائيلي حيث قال: " ان ايران تطلب اموراً لايمكن القيام بها " فهل يرى الجانب العراقي بان رئيس االادارة الامريكية قادر ان يصطف بجانب الحكومة العراقية لايقاف الصواريخ الاسرائيلية عن العبور في اجوائها ؟.. ان هذا يعني ايقاف الحرب التي رفض ترامب ايقافها في الجمعية العامة للامم المتحدة وهذا ديدنه في حرب غزة ايضاً. ويراد منه ان يقوم اليوم بمثل هذا الامر وبناءً على طلب الحكومة العراقية المتهمة اساساً بالتبعية لايران فهل هو موقف سياسي ام تسجيل حضور ؟؟  

  كتب بتأريخ :  الإثنين 16-06-2025     عدد القراء :  51       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced