السيد أسعد العيداني محافظ البصرة واجه مواطن بصري غاضب من المطالبين بتوفير الماء الصالح للشرب والاستعمال في مدينته المطلة على نهرين وشط العرب وبحر يمكن تحلية مياهه أسوة بدول الخليج العربي الأخرى إضافة إلى حل مشكلة الكهرباء المستعصية، في أغنى محافظة عراقية.
ذنب المواطن أنه تجرأ وسأل سؤاله الجريء للمحافظ " شسويتو لنا ؟ " ماذا انجزتم لنا ؟
هذا السؤال الذي أطلقه بوجه السيد المحافظ، مباشرة، أثار حفيظة سيادته، وأجاب المواطن بازدراء : " تدري اشسوينه ؟"... " خلينا واحد مثلك يحجي ويانه دون أن نسيْ له ! ".
بهذا الرد أساء السيد المحافظ لفظياً وإيماءً للمواطن.
مع أن الآية القرآنية تقول : " وقفوهم إنهم مسؤولون ".
عندما الحق السيد المحافظ كلامه، أعلاه، بحركة مسيئة تعبر عن غطرسة واستصغار، عندما أشار بيديه للمواطن من الأعلى إلى الأسفل، تحقيراً، كأنه يمسح جسد المواطن ب ( سكانر ).
عندما تتضخم الأنا - EGO - لدى المسؤول، تكون مسائلته عن التقصير في أداء مسؤولياته الوظيفية، التي يستلم راتباً شهرياً عليها من المال العام، يعني مال المواطن، تجاوزاً عليه أيما تجاوز، لا بل اهانة ! لذا فإنه يصادر حق المواطن في سؤاله عن شربة ماء نظيفة.
الطغمة الحاكمة لا تريد أن تعترف بمدى قصورها الفاضح في تلبية أبسط حاجات المواطن ومتطلباته، لهذا يصابون بالجنون عندما يجري تذكيرهم بذلك وقد يعتبرونه حاسداً لو كان من أعوان السلطة أو عدواً لو كان من عامة الشعب.
لديهم شعور رضا غريب عن النفس وما حققوه، ولكن ليس لعموم المواطنين بل لوجاهتهم.
يظن المسؤولون في الدولة أنفسهم آلهة، لا يسمح بسؤالهم ناهيك عن محاسبتهم عن التقصير. بينما الحكمة الشعبية أبدعت مثلاً من رحم التجربة : " سيد القوم خادمهم !".
من المؤكد بأن زهو المحافظ بما أنجزه من مشاريع لم يصل إلى حد توفير ابسط مقومات الحياة المعاصرة لأهالي البصرة - ماء صالح للشرب وكهرباء مستمرة دون انقطاعات .
الوجاهة العشائرية التي رفعته إلى هذا الموقع الوظيفي المهم، ليست شهادة كفاءة مهنية مقبولة.
هناك انفصام بين ما يظنون انهم انجزوه وبين سقف المطالب الشعبية وهي سقوف ليست عالية في ظروف مدينة البصرة او العراق عموماً، متعلقة بأساسيات الحياة المعاصرة، الكهرباء والماء والشعور بالأمان المجتمعي.
ثقافة او في حقيقة الأمر قصور الثقافة المتمثلة لدى أصحاب السلطة في التعالي على المواطن وتحقيره ومعه الوطن العراقي أصبحت ممارسة سائدة في تصرفات فاسدو السلطة، فقد اقترن إذلال المواطن بتراجع، مخزٍ، لشعور الانتماء الوطني الحقيقي، تمثلت، لدى رئيس أعلى سلطة تشريعية محمود المشهداني، بعد مشادة مع زميله، جعلت ( أناه ) المريضة تفصح عن مكنونها، بشكل سوقي خالٍ من أية مشاعر وطنية بقوله : " أشخ على العراق !!! " وهذا أمر أكبر من مجرد لحظة غضب وسوء تربية وعدم لياقة بل هو يقين داخلي مرضي في فكر الإسلاميين المأزوم.
رثاثة الوضع جعلت مظاهر عدم الولاء للوطن العراقي، واقع معلن يجهر به أصحابه بفضاضة، فقد قامت احداهن، دون كفاءات أو مواهب او تاريخ معروف سوى ان عباءتها زينبية وارتفاع منسوب ( الأنا ) لديها، للترشح للانتخابات القادمة إلى مجلس النواب العراقي عن حزب إسلامي شيعي بتوزيع العلم الايراني، بوقاحة تامة، في اجتماع انتخابي لها.
نقول احتسبوا - النرجسية المرضية أودت بصدام حسين، ولستم بأفضل منه !