هل حقا أصبح الكلام عزاؤنا الوحيد
و أساطير الحكاية الساحرة ملجئنا الأخير
لنواسي أنفسنا بأكسير وهم كمدمن مريض……
لنرضي ضمائرنا المستنفرة سخطا مكتوما
حينما يحيطنا هذا المأزق الشائك والفريد ؟..
فالأغنية لن تكون أبدا بديلا عن سنبلة حنطة ،
ولا الكلمات بديلا عن قطرات ماء في ساقية حقل ظامئة ،
ولا النشيد بديلا عن شجرة مزدانة بأثمارها المؤتلقة إشعاعا .
أم آن لنصمت نحن صنّاع كلام ونسّاجي حكايات ؟ ..
لنفسح الطريق أمام حاملي معاول و مطارق وحفّاري آبار عميقة ؟
ولكن أين هم ؟..
ومتى يتقدمون بظلال مواكبهم العابرة بوابة فجر مبكر ليعيدوا للأرض نشيدها الملحمي الأبدي
نحو حقول غافية على وسادة جدبها المتيبسة ؟..
حتى ذلك الحين …
ستبقى مجرد صيحات نقمة واحتجاج عقيمة كفقاعات خاوية
محتشدة و متراصفة بين أقبية قلوبنا
تروم الخروج ، هرولة متوثبة كجياد هائجة ،
لتعدو صهيلا طويلا في رحاب البراري الشاسعة
حقا……..
فهل أصبح الكلام عزاؤنا الوحيد ؟..