متى ينتهي عصر \"الشقاوات\"
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هل نحن شعب ناكر للجميل، بحيث بلغت بنا الوقاحة مبلغا جعلتنا نفبرك فيديو للنائب "مصطفى سند"، ونخطط في الخفاء لوضع سيناريو يظهر فيه النائب "المسكين" وسط مجموعة من "الشقاوات"، ليخبرنا بكل رقة ان لديه وحوش يمكن ان يبهذلوا احوال اي عراقي يقترب من فخامة النائب، ولاننا شعب حسود وحقود فاننا ننكر على النائب مصطفى سند الانجازات العظيمة التي قدمها خلال جلوسه على كرسي البرلمان، وصرفنا جهدنا في تقليب دفاتره، فيما الرجل يقدم في كل يوم انجازا يجعل من العراق بلدا بمصاف الدول المتقدمة، وكان آخرها تدخله في قضية وفاة الدكتورة بان زياد، فقد حسم النائب الامر واعلن ان الدكتورة بان انتحرت، ومثلما فعل بقضية نور زهير عندما ارتدى معطفه "الروسي" وقرر ان يطارده في شوارع موسكو .ولم يتوقف الامر عند السيد النائب، فقد خرج علينا محافظ البصرة ليعلن ان التحقيقات اثبتت ان الدكتورة انتحرت.

ولانني لا اريد الخوض في قضية الدكتورة بان قبل ان يحسم الطب الشرعي الامر، إلا ان ما يثار حولها من ضجيج لبعض السياسيين، يجعل من القضية، قضية رأي عام لانها تهم ملايين العراقيين.

يقول الدكتور علي الوردي في سلسلة مقالات نشرها في جريدة الاتحاد العراقية في الثمانينيات، انه نشأ وهو يدافع عن البسطاء ويعادي الحكام لان آلام الفقر والمهانة التي عاناها في شبابه جعلته يشتم جميع السياسيين، و"آلمني - والقول للراحل الوردي- عندما شاهدت كيف يرقص هؤلاء البسطاء فرحا وهم يقطعون جثة الوصي عبد الاله او يتبارون في الحصول على قطعة من احشاء نوري السعيد، ادركت ان الشعب قد يكون ظالما احيانا وفهمت مغزى قول الرسول محمد "ص" كيفما تكونون يولى عليكم "

لا أنسى حماسي ولهفتي على التغيير، لكني اكتشفت بعد 22 عاماً اننا لم نعرف حتى هذه اللحظة ما معنى ان نتغير؟ وأي طريق نسلكه؟.. هل نذهب باتجاه االرفيق المبجل "كم جونغ أون" أم صوب تجربة مثل سنغافورة حيث لا خطب تلقى، ولا مؤتمرات صحفية، ولا حديث بلغة التوازن ولا محاولات لتحريك النزعات العنصرية والطائفية؟..

هل هناك مسؤول او سياسي عندنا يكشف عن شهادته وماذا كان يعمل ومستواه الدراسي وليس العقلي طبعا، وإذا اراد هل سيقول انه كان مواطنا بسيطاً، ام سيخبرنا بانه انجز اطروحة عن النظام العالمي جعلت هنري كسينجر يفكر ألف مرة قبل ان ينشر كتابه "النظام العالمي ومسار التاريخ"؟ فنحن والحمد لله لدينا من يقرأ التاريخ والسياسة بمنطق "التكليف الشرعي".

  كتب بتأريخ :  الإثنين 18-08-2025     عدد القراء :  42       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced