نساؤنا المخترعات.. مهملات في الظل
بقلم : منى سعيد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بدءا لابد من تأشير الخلل الفاضح لدى معظم وسائل الأعلام وتقصيرها وهي تغفل منجزات النساء العاملات في المجالات العلمية، خصوصا ممن سجلن براءات اختراع مميزة وبقين في الظل لا يعرفهن أحد.

هذا الموضوع نوقش أخيرا في ندوة بمنتدى بيتنا الثقافي حول "دور النساء المخترعات والمبتكرات في التنمية المستدامة" قدمتها الاقتصادية الدكتورة إكرام عبد العزيز.

ألقت د. عبد العزيز في بدء محاضرتها الكرة في ملعب النساء أنفسهن ، مركزة على القول أن لا أحد يمنع المرأة من تقديم منجزاتها واثبات كفاءاتها العلمية، الأمر الذي أثار موجة من التعليقات، منها التذكير بمعوّقات المرأة في البيت والتعليم والوظائف ، إلى جانب الإجحاف الذي تواجهه في التشريعات الأخيرة، بعد تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959.

لكن المحاضرة أكدت بعد ذلك ضرورة تمكين المرأة، ورصد التمويل الكافي لتشجيع الاختراع والابتكار، فضلا عن تذليل المعوقات امام الوصول إلى المراكز البحثية ، وضعف الدعم من الجهات الاستثمارية ، والافتقار للتشريعات الخاصة بالملكية الفكرية ، وغياب برامج الدعم الواضحة. بل انك لا تجد للاختراعات عموما بندا في الموازنة المالية. إضافة الى تقصير الإعلام والمنظمات النسوية والمجتمع المدني في إبراز منجزات المخترعات، وعدم اكتراث لجنة المرأة في البرلمان العراقي بها، وعدم توفر القدوة البارزة من النساء المبتكرات في المجتمع، عدا بعض الاستثناءات مثل المعمارية زها حديد، وفي السياسة نزيهة الدليمي وغيرهما القليل.

واشارت الدكتورة عبد العزيز الى غياب الإحصاءات الدقيقة وقاعدة البيانات الواضحة حول عدد المخترعات المسجلة، على الرغم من انجازات العديد منهن مثل الدكتورة منى الموسوي صاحبة ستة عشر براءة اختراع، والدكتورة آمنة الثويني عميدة كلية العلوم في جامعة المشرق وهي صاحبة براءتي اختراع. وقد حضرتا كليهما الندوة، حيث احاطهن الحضور بالإعجاب والتصفيق.

وذكرت المحاضرة عددا من ابتكارات النساء العراقيات في مجال بحوث الطاقة الشمسية ، والوقود الاحفوري، والطاقة عموما. وحول المقترحات المتعلقة بالمعضلات القائمة، أكدت ضرورة وضع برامج تمويل خاصة بالمخترعات، ودعم التعليم العلمي ، فضلا عن عقد شراكات دولية لتعزيز الابتكارات المحلية.

وقد أثارت المحاضرة ردودا وتعليقات عديدة من جانب الجمهور، منها ما تحدث به الأستاذ فاروق فياض حول عدم إتاحة الفرص للمرأة العاملة وتقليص دورها في الاقتصاد. مبينا أن من بين سبعة عشر مليون عامل لا يزيد عدد النسوة العاملات عن سبعة ملايين. وشدد على عدم إلقاء اللوم على المجتمع فقط، بل لابد من ملاحظة دور الجهات السياسية، وتأشير نسب دعم قطاع الابتكار في البنك المركزي.

جدير بالذكر أن الدكتورة إكرام عبد العزيز تقلدت مناصب اقتصادية مهمة، فكانت لها مساهمتها في تأسيس صندوق الإسكان العراقي، وإدارة قسم القروض والعون الفني في الصندوق العراقي للتنمية الخارجية. كما كانت عضوة في اللجنة الفنية الدائمة لسياسات التخفيف من الفقر في العراق،  وفي اللجنة الاستشارية للتمكين الاقتصادي للمرأة في البنك الدولي.

المصدر: طريق الشعب

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 17-09-2025     عدد القراء :  21       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced