الكثير منهم فكر بالأنتحار : الحرب خلفت آثارا لايمكن محوها من نفوس العراقيين
نشر بواسطة:
Adminstrator
الخميس 16-09-2010
رصدت شبكة الأنباء الإنسانية "ايرين" التابعة لمنظمة الأمم المتحدة الآثار التي تركتها الحرب على العراق، في نفوس العراقيين، اذ ما يزال العديد منهم يعاني من الصدمة من هول ما شاهدوه"، مشيرةً إلى أن الآثار لا تُمحى، حتى بانسحاب القوات الأميركية.والكثير ممن عانوا نفسيا من الحرب والحتلال والآرهاب فكروا بالأنتحار .
وروت وكالة "ايرين" كيف "يتذكّر عمار خليل صادق (34 عاماً)، كلما رأى سيارة مسرعة، صيف 2006 كيف فجر انتحاري سيارته الملغمة مستهدفاً دورية شرطة على بعد بضعة أمتار من محل بيع الأدوات الموسيقية الذي يملكه في بغداد".
آنذاك، وجد عمار نفسه، بعد ثوانٍ من الانفجار، "ممدداً تحت رفوف المحل ومحاطاً بشظايا الزجاج المحطم والهواء الثقيل المحمل بالدخان والغبار ورائحة مادة تي إن تي القوية تعم المكان". يتذكّر الشاب كيف "لم يأبه لما أصابه من جروح"، فقد "أردتُ الاطمئنان على شقيقي الذي كان يقف في الشارع قبل لحظات فقط من وقوع الانفجار".
ويروي عمار ما مر به حينها قائلاً "ما زلت أشم رائحة اللحم البشري المحترق واسمع صراخ الجرحى لا أستطيع أن أنسى كيف كنت أمشي على الأشلاء البشرية إلى أن تعرفت على جسد أخي الممزق من خلال ساعته التي كانت ما تزال في معصم يده اليسرى".
ونقلت الشبكة التابعة للامم المتحدة عن المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية صباح الكركوكلي إقراره بأن "السلطات العراقية لم تبدأ، إلا اخيرا بالاهتمام بقضايا الصحة العقلية والنفسية الناتجة عن ثلاثة عقود من الحروب والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية".
وأضاف الكركوكلي أن وزارة الصحة بدأت في 2009 برنامجاً للعلاج النفسي وتدريب الموظفين لتلبية الحاجة المتزايدة لهذا النوع من العلاج في كافة أنحاء البلاد.
وتوجد في العراق مؤسستان للطب النفسي، هما مستشفى الرشاد وابن رشد في بغداد، فضلا عن ستة مراكز أخرى افتتحت اخيرا لعلاج الصدمات النفسية.
وكان العراق قد أصدر في آذار 2009 مسحه الأول والوحيد للصحة العقلية على الصعيد الوطني، أظهر "صورة قاتمة للوضع في البلاد". فمن بين نحو 5 آلاف شخص، شملهم المسح الذي أجرته وزارة الصحة العراقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، عانى نحو17 في المئة من اضطرابات عقلية، تتراوح بين إجهاد ما بعد الصدمة والاكتئاب.
كما لوحظ وجود نسبة أعلى من الاكتئاب الشديد والخوف المرضي مثل الخوف من مغادرة المنزل، بين النساء.
وأوضح المسح، الذي يقع في 102 صفحة، أن العديد من الحالات الموثقة مرتبطة بفترة الحرب في 2003، وما بعده. وأضاف التقرير أن نحو 70 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية أقرّوا بأنهم فكروا في الانتحار.
كما أشار إلى وجود 437 مختصاً نفسياً واجتماعياً فقط على الصعيد الوطني في بلد يناهز عدد سكانه 30 مليون نسمة.
وأشار التقرير إلى تجربة "الطبيب النفسي عقيل الصباغ وثلاثة من زملائه، الذين تلقوا تدريباً حول تشخيص وعلاج حالات الصدمة في الولايات المتحدة ضمن برنامج للتعاون مع وزارة الصحة الأميركية، ثم افتتحوا مركزاً للصحة العقلية في محافظة البصرة، جنوب العراق، في كانون الأول 2009".
ونقل التقرير عن الصباغ قوله أن "الطلب على الخدمات التي يوفرها المركز كان منخفضاً جداً في البداية، بسبب وصمة العار المرتبطة بالأمراض العقلية ونقص الوعي بين الناس الذين عادة ما يلجأون إلى رجال الدين أو الدجالين طلباً للمساعدة".
ولهذا، أطلق الصباغ وزملاؤه "حملة في وسائل الإعلام المحلية لرفع مستوى الوعي حول الصدمات النفسية وما يمكن لمركزنا تقديمه. كما قمنا بعقد ندوات في جامعات المحافظة ووزعنا منشورات بمساعدة قادة المجتمعات المحلية". ونتيجة لذلك، شهد عدد المتوافدين على هذا المركز ارتفاعاً ملحوظاً. وأضاف الصباغ قائلاً "نحن نخطط الآن لتوسيع نطاق المركز وزيادة عدد الموظفين لتلبية احتياجات العدد المتزايد من الزيارات".
مرات القراءة: 2035 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ