:بغداد بوست
التسول الشبح المخيف الذي يخيم على العاصمة بغداد، تزايدت بلا توقف وصور تعكس حجم تخلف حقوق الأنسان في العراق ، الحرب والفقر دعائم انتشارها غير المحدد .
ام رعد المراة العجوز تتواجد عند باب احدى محطات تعبئة الوقود قالت لوكالة بغداد بوست " انا صاحبة ثلاثة ايتام اكبرهم 13 عام واسكن في دار تجاوز في احدى المناطق الفقيرة "مبينة ان " زوجها قتل على أيدي الإرهاب قبل عامين ".
وتضيف قائلة أن " اولادي الثلاثة يتسولون أيضا على الأرصفة من اجل تمشية يومنا المرير "مؤكدة أنها " لم تمتهن هذا الصفة في السابق حتى وفاة زوجها " , وتشير ام رعد الى أن " المساعدات التي استلمتها هي مرة واحدة وعبارة عن بطانيات وملابس للأطفال ولم استلم راتب ولا معونة رغم تقديمي أكثر من معاملة إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ".
بينما يقول المعاق ناصر عامر لوكالة بغداد بوست " حاولت أن اعمل كثيراً لكن عندما اذهب واطلب العمل من اصحاب المحلات او المعامل يرفضون الفكرة مقدماً بسبب عوقي الشديد " , مشيرا إلى أنه" كل الطرق التي من شأنها ان توفر العمل جربتها من اجل الحصول على عمل احافظ به على ماء وجهي لكن لم احصل ولم يبق امامي غير التسول وطلب معونة الناس "
اما نور عماد فكشفت لنا بعض الخصوصيات عن هذه المهنة فقالت " نحن هنا ننقسم الى مجاميع صغيرة ولكل مجموعة مكانها الخاص للتسول فلا يمكن لغير شخص ان يستعمل مكان الاخر وهم يتجمعون في منطقة البتاوين " , مبينة ان " عند حصول مثل هكذا حالة فأنها تؤدي إلى مشاكل كبيرة خاصة وان تلك المجاميع تحول إلى مايشابه الشركات لجمع المتسولين " .
وعن بعض الحالات الغريبة التي يستخدمها (المتسولون " تقول نور أن " هناك بعضاً من الصبية الذين يمتهنون التسول يرتدون ملابس نسائية خاصة في مناطق الراقية في العاصمة بغداد مثل المنصور والكرادة وشارع فلسطين ".
اما عن المبالغ التي يحصلون عليها في اليوم الواحد وضحت ان " كمية المال تختلف حسب الايام ففي يوم الخميس والجمعة يكون افضل من باقي الايام اما المبلغ بصورة عامة فيتراوح بين 20 – 50 الف دينار يوميا ".
ويقول النائب حيدر الياسري لـ " بغداد بوست" إن" مشاكل اقتصاديو وامنية مانت واراء ارتفاع ظاهرة التسول وهي وصلت غلى مرحلة متقدمة في العراق اذ وبحسب تقارير امممية فان العراق البلد الخامس في أعداد المتسولين ".
ويشير إلى ان" الحكومة تفقتد إلى أرقام دقيقة عن المتسولين كما انها لم تعالج منابع انتشارها وهي تقليص البطالة وتوسيع القطاع الخاص بالاضافة إلى حصر المتسولين في دور سكنية خاصة شبيه بدور الايتام والأرامل وكبار السن ومحاولة إعادة دمجهم بالعمل ".
بينما انتقدت الباحثة الاجتماعية بثينة الجابري دور الحكومة في تجاهل هذه الطبقة التي تزايد عددها في الاونة الاخير لوكالة بغداد بوست أن"أرتفاع اعداد الارامل واليتامى في البلاد بصورة عامة وازدياد حالات العوق بسبب الاعمال الارهابية سبب في زيادة ظاهرة التسول بالاضافة إلى ضعف الدور الحكومي في هذا الجانب ".
واشارت الى ان " الطريقة لانتشال المتسولين من الشوارع هو ليس فقط اعطاءهم رواتب وانما أفتتاح بعض المصانع والمعامل التي تتوافق مع ثقافتهم واعطائهم الثقة بالنفس انهم قادرين على العمل و يقدموا شيء ملموس للواقع الذي يعيشون به ".
وأخذت ظاهرة التسوّل بالانتشار في العراق بشكل غير مسبوق بعد عام 2003 ، مع تفنن "أرباب" هذا الكسب والذي تحول من "حاجة" إلى "مهنة" في الوسائل والأساليب للتأثير على المانحين بحسن النية لهم، وسط غياب القوانين الرادعة والاهتمام الحكومي والمدني للحد من هذه الظاهرة.
مرات القراءة: 2356 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ