تحذير من خرق قواعد الاشتباك
وفقاً لما يبدو أنها “قواعد اشتباك” تتضح ملامحها تدريجياً، فإن إيران لا تعتبر الدعم الأميركي لإسرائيل “تدخلاً مباشراً في الحرب”، ولذلك فإن معظم المتحدثين الإيرانيين يستبعدون إقدام إيران أو حلفائها على مهاجمة المصالح الأميركية في العراق أو المنطقة، ولم تتعرض أي من مصالح أو أفراد الولايات المتحدة في المنطقة لأي هجوم منذ قيام الحرب بين إيران وإسرائيل الجمعة الماضية، وفي المقابل تكرر إدارة ترامب أنها لن تنخرط مباشرة إلا إذا تعرضت لهجوم مباشر، لكن تغريدة الرئيس الأميركي قبل ساعات، أطلقت المخاوف، حين طالب سكان طهران بمغادرة مدينتهم، وعبّر عن أسفه من تفويت إيران لفرصة إبرام اتفاق يحفظ أرواح الأبرياء، وهو ما فهمته بعض الأوساط الإيرانية على أنه تلويح بتدخل أميركي مباشر، وبعد مرور نحو 3 ساعات، بدأت وكالات عالمية بنقل تصريح عن مسؤول في البيت الأبيض ينفي فيه نية الولايات المتحدة الانخراط في الحرب.
ورغم النفي.. واصلت وسائل إعلام إيرانية الرد والتحذير من خرق قواعد الاشتباك عبر مستويات عدة، كان منها إصدار إنذار مماثل للإنذار الأميركي، يطالب “كل سكان إسرائيل بمغادرة المدن”.. بينما نشرت حسابات أخرى خريطة دقيقة تبيّن الوجود الأميركي في المنطقة، في تلويح واضح بإمكانية بدء الهجمات ضد الوجود الأميركي في دول الخليج والأردن، وتظهر الخريطة 3 مواقع داخل العراق، بينها المنطقة الخضراء التي تضم المجمعات الحكومية ومقرات الرئاسات وبيوت كبار المسؤولين والدوائر الحساسة، والتي تخضع لإجراءات خاصة للغاية منذ بدء الحرب، ووضعت في موقعها نجمة حمراء.
وكان الائتلاف الحاكم في العراق قد أعلن موقفه قبل ساعات، وأنهى الجدل، حين أكد أن بغداد لن تدخل الحرب، ودعا الحكومة إلى تحصين البلاد من تداعيات الحروب، وتقود الحكومة العراقية مساعٍ عدة لإحياء المفاوضات، عبر اتصالات مع عُمان وإيران والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وقطر، لكن فصائل عراقية ورجال دين ينشطون منذ أيام في تظاهرات ترفع الصوت لطرد القوات الأميركية من العراق كجزء من نصرة إيران في حربها.