نحو انتخابات أكثر جدية وحسماً.. رسالة إلى صديقتي.. وإلى كل نساء العراق
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 18-06-2025
 
   
نهلة ناصر - طريق الشعب

ذهبت وزوجي صباح الأحد 8 حزيران الجاري لندلي بصوتينا في استفتاء على مقترح قوانين تخص البلد الذي نعيش فيه. شاهدت وأنا في طريقي إلى مركز التصويت عدداً كبيراً من النساء متجهات إلى ذات المركز بهمة ونشاط عاليين. تذكرتُ، وأنا أتفاعل مع حماس أولئك النسوة، حديثي ونقاشي المطوّل مع صديقة لي حول أهمية المشاركة الفاعلة في انتخابات 11 تشرين الثاني المقبل، ومحاولاتي إقناعها بالذهاب للإدلاء بصوتها، حتى وإن كان "للشيطان"، لخفض قيمة أصوات الكتل المتصدرة للمشهد السياسي والتي تحصل، في كل انتخاب، على عدد قليل من الأصوات منذ العام 2010 وحتى هذه الساعة، عليه فإن قيمة أصوات هذه الكتل ثابتة وقليلة، هذا ما ورد عن المفوضية العليا للانتخابات، ما يعني أن الـ(16) مليون ناخب ممن حدّثوا بطاقاتهم الانتخابية (عن المصدر نفسه)، لو أن نصفهم صوّت لغير تلك الكتل فإن المعادلة ستكون لصالح المواطن الذي يتوق إلى الخلاص وللأبد من الخراب والدمار والفساد الذي عمّ البلد لعشرات السنين. وما يعني أيضاً أنه كلما زاد عدد الناخبين كلما قلـّت قيمة الأصوات الذاهبة إلى كتل المتنفذين والفاسدين.

قلت لصديقتي دائمة التذمر من وضع ابنتها المهندسة التي تخرجت منذ سنوات وتعمل في شركة بناء خاصة، ومن معاناة ابنها الذي تخرج من كلية القانون ويعمل مؤخراً في مكتب محاماة خاص بأحد المعارف، والسبب يعرفه جميع العراقيين في عدم حصول هذين الشابين على وظيفة في قطاعات الدولة، فأما أن يدفعوا لمنظومة الفساد كي يحصلوا على وظيفة حكومية فيها، أو يبقوا تحت رحمة وأمزجة رؤساء الشركات الخاصة التي يعملون فيها. قلت لصديقتي: كي تنقذي أولادكِ من هذه المعاناة عليكِ بالإسراع في تحديث بطاقاتكم الانتخابية للمشاركة في الانتخابات، صحيح أنكِ تعيشين ظروفاً صحية وحياتية صعبة وضغوطات، لا عدَّ لها ولا حصر، ولكن هذه الضغوطات لن تنتهي حتى تقرري أنتِ، وكل حريص ومحب لوطنه، المشاركة في الانتخابات. وتذكّـري أن هذه فرصة للتغيير لن تتكرر إلا بعد أربع سنوات أخرى لانتخابات جديدة.

لنكن أحراراً نصنع حياتنا ومستقبلنا بأنفسنا بدل انتظار أن يرسمها لنا كل مَن "هبَّ ودبَّ" ممن لا يفقهون في السياسة شيئاً، الذين لا همَّ لهم غير الاستفادة مئة في المئة من بقاء الفوضى والفساد واللا دولة بوجودهم، مستندين إلى نظام المحاصصة الطائفية والأثنية المقيت. مستغلين المواطن الذي يعيش أسوأ أيام حياته في ظل التضخم والسرقات وفقدان الأمن، والذي يقف متفرجاً أو متذمراَ فقط.

ماذا عساه أن يحدث أكثر من ذلك لينتفض على هذا الواقع ويذهب للانتخابات؟ متى يُـدرك أن لصوته قيمة أساسية في التغيير لصالحه؟ وأنه، بمساهمته، بيده يُـمكن إحداث هذا التغيير؟

أعود إلى صديقتي لأقول لها أنكِ "داينمو" الحياة وأنكِ متى ما قررتِ المشاركة في الإنتخابات فإن أهل بيتكِ كلهم سيشاركونكِ هذا القرار، وكذلك جارتكِ عندما تسمع بذلك وأقرباؤكِ والأصدقاء. وهذه هي المشاركة الواسعة التي نطمح لها.

لنكن نحن عناصر التغيير الذي سيسجله التأريخ، لنصنع الحياة التي نريدها بكل حب. الحياة التي يُـحترم فيها المرء بتوفير كل ما يحتاج إليه بكرامة، بلا ابتزاز ولا مِـنة من أحد. لنكن كأولئك النسوة اللاتي رأيتهن صباحاَ مسرعات للإدلاء بأصواتهن، لأنهن مدركات ومتأكدات أن أصواتهن لن تذهب في مهب الريح، بل ستكون مؤثرة عند اتخاذ

أي قرار يخص حياتهن أو حياة أبنائهن.

يا نساء عراقي، يا صديقتي يا قريبتي، بادري ثقفي بضرورة الذهاب والمشاركة في الانتخابات وكأنكِ ذاهبة في رحلة أو عرس بكل ما تحملينه من حب. انتخبي من تشعرين أنه سيكون حريصاَ على حقوقكِ، يستحق الثقة التي ستمنحينه إياها ليمثلكِ في البرلمان القادم.

اشرحي وأكدي لكل من تلتقين به أن العزوف عن المشاركة في الانتخابات، هو أكبر خدمة يمكن تقديمها للأحزاب والكتل السياسية التي جثمت على صدورنا لأعوام طويلة، راغبة ببقاء الحال على ما هو عليه، إلا إذا وقفنا بوجهها واستعدنا حقوقنا المسلوبة وقررنا مصيرنا.

أدعوكِ لتكوني كصاحبة هذه الصورة التي تشدُّ على بطاقتها الانتخابية وكأنها بطاقة حب. احملي بطاقتكِ الانتخابية وضعيها في قلب الصندوق، مغمسةً بحبكِ لهذا الوطن الذي يستحق أن نفعل كل شيء من أجله.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced