بقلوب يعتصرها الألم والغضب، تنعي الجبهة الوطنية لنساء مصر تسعة عشر زهرة من بنات الوطن، ارتقين في حادث مروع نتيجة اصطدام سيارة نقل (تريلا) تسير بالمخالفة، بميكروباص على الطريق الإقليمي بالمنوفية، يحمل الفتيات أثناء عودتهن من العمل في جمع العنب نظير أجر لا يتجاوز 130 جنيهًا في اليوم.
هؤلاء الفتيات يسعين لحياة كريمة، يعُدن من يوم عمل شاق، في إجازات الدراسة، بحثًا عن أمل، عن استكمال تعليم، عن كسرة خبز بكرامة... فإذا بهن يُدهسن على طرق لا رحمة فيها، ولا رقابة، ولا مسؤولية.
إننا في الجبهة الوطنية لنساء مصر:
نحمّل الحكومة المصرية بكافة أجهزتها المسؤولية الكاملة عن هذا الحادث الأليم، نتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية، وبلوغ الغالبية من الشعب مرحلة العوز التي تضطر فتيات صغيرات للعمل في ظروف غير آدمية.
كما نحملها المسؤولية عن تهالك البنية التحتية للطرق، وانعدام الإشراف والرقابة المرورية، وغياب الإرشادات أو الإجراءات الردعية لسائقي النقل الثقيل الذين باتوا يهددون أرواح المواطنين بشكل يومي.
إن هذه الحادثة ليست مجرد حادث سير، بل هي جريمة متكاملة الأركان، تستوجب فتح تحقيق فوري شفاف، ومحاسبة كل من له يد، من المسؤولين عن الطرق، عن الرقابة، عن الاقتصاد، عن هذا التدهور الممنهج في حياة الناس.
وترى الجبهة ان هذا الحادث ألم كل بيت مصري، كان يستوجب إعلان الحداد العام على حالنا، وعلى روح شهيدات لقمة العيش، وتذكيرًا دائمًا بأننا شعب لا ينسى، ولا يقبل أن تُدهسن على الإسفلت أرواح بريئة لشابات يبحثن عن مستقبل أفضل دون عقاب لكل مسئول.
رحم الله شهيدات الوطن،
وحفظ مصر وأهلها من كل سوء،
الجبهة الوطنية لنساء مصر
28 يونيو 2025