شهدت عدة محافظات خلال الأيام الماضية موجة احتجاجات جديدة شملت موظفين في وزارات مختلفة ومواطنين من مناطق متعددة، تنوعت مطالبهم بين الحقوق الوظيفية وتوفير الخدمات الأساسية، إضافة إلى التنديد بالأوضاع المعيشية المتدهورة، وهو ما يشير إلى تصاعد وتيرة الغضب الشعبي، نتيجة تراكم الأزمات وتجاهل الحكومات المتعاقبة.
موظفو الكهرباء يطالبون بحقوقهم
وتظاهر المئات من موظفي وزارة الكهرباء ووزارات أخرى، أمام مبنى وزارة المالية وسط بغداد، مطالبين بإطلاق الترفيعات والعلاوات، واحتساب الخدمة الوظيفية، بالإضافة إلى فتح باب التنقل بين الوزارات وتغيير العناوين الوظيفية.
وأكد المتظاهرون، أن استمرار المماطلة في تلبية هذه المطالب يضر بالكوادر الإدارية والفنية، داعين إلى إطلاق كافة حقوقهم المالية والإدارية بشكل فوري.
كما طالب آخرون باحتساب الشهادات العلمية، معتبرين أن تلك الحقوق هي استحقاق قانوني وليس منّة من أحد.
احتجاجات موظفي الموارد المائية
وفي محافظة المثنى، نظم موظفو مديرية الموارد المائية، الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مبنى المديرية مطالبين بتخصيص قطع أراضٍ سكنية لهم، أسوة بشرائح موظفين أخرى.
وقال مدير إعلام المديرية أحمد الأعرجي: إن الموظفين يشعرون بالإجحاف بعد تجاهل الجهات الحكومية لطلباتهم المتكررة رغم الوعود المتكررة. وأوضح أن الوقفة جاءت لتصعيد المطالب بشكل سلمي بعد نفاد صبر الموظفين.
وفي اليوم السابق، نظم العشرات من الكوادر الصحية في مستشفيي الولادة والأطفال ومستشفى الحسين التعليمي في السماوة وقفة احتجاجية، للمطالبة بتسجيل قطع الأراضي التي سبق وأن خُصصت لهم من قبل الحكومة المحلية، ورفضهم لأي مماطلة أو تأخير في إنجاز هذا الملف.
اغلاق الطرق احتجاجًا على تجفيف الأهوار
وفي أقصى الجنوب الشرقي من البلاد، أقدم محتجون في قضاء الكحلاء وناحية بني هاشم بمحافظة ميسان، على اغلاق طريق "علي الزكي" الذي يربط المحافظة بمواقع الشركات النفطية في الحلفاية، تنديدًا بتجفيف الأهوار وقطع المياه عن الأنهار المغذية للقرى والأرياف.
وأفاد عدد من المحتجين بأن هذا الإجراء جاء للفت انتباه الحكومة إلى معاناتهم، بعد تسبّب أزمة المياه في هجرة الحيوانات ونفوق أعداد كبيرة منها، فضلاً عن نزوح جماعي للأهالي من مناطقهم.
المتظاهرون اغلقوا جسر علي الزكي المؤدي إلى مواقع الشركات الصينية العاملة في القضاء، مؤكدين أن هذه الخطوة جاءت نتيجة تدهور مناسيب المياه وعدم تجاوب الجهات المعنية مع المطالبات المتكررة.
غضب شعبي في ديالى
شهدت محافظة ديالى تظاهرات غاضبة تخللتها أعمال قطع طرق وحرق إطارات، احتجاجًا على حملة حكومية لرفع التجاوزات وهدم منازل قال أصحابها إنها مشمولة بقرارات التمليك.
المتظاهرون اغلقوا الطريق الرئيس الذي يربط بين بعقوبة وبلدروز ومندلي، وطالبوا بالتدخل لإيقاف عمليات الإزالة التي تهدد آلاف العائلات بفقدان المأوى.
وفي منطقة دور مندلي التابعة لقضاء بلدروز، اعتصم العشرات من الأهالي ونصبوا الخيام على الطريق الرابط بين القضاء ومركز المحافظة، احتجاجًا على تردي الخدمات الأساسية من كهرباء وماء، مؤكدين أن مناطقهم تعرضت سابقًا لخراب واسع على يد تنظيمي القاعدة وداعش، ولم تشهد أي عمليات إعادة إعمار تذكر.
تظاهرات في رانية وقلعة دزه
أما في إقليم كردستان، فقد خرج عشرات المواطنين في مدينتي رانية وقلعة دزه بمحافظة السليمانية في تظاهرات غاضبة، احتجاجًا على تأخر صرف الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية. المتظاهرون أكدوا أن صبرهم قد نفد نتيجة التكرار المستمر لأزمة الرواتب دون أي حلول فعلية.